|
حراكات العرب الى اين؟
ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 15:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الذي يحدث في هذا العالم الشرق اوسطي مثير للشفقه و للحزن وللغضب ، ويجعل الحياة تحت سماءه و شمسه شاقة ،مؤلمة وقاسية الى ابعد الحدود ، وكانها قدر تلك الشعوب ، هكذ يبدو المشهد ، فلقد مضى على هذة الحراكات ما يزيد عن سنتين ، بدايتها استبشار ونهاياتها عار في احسن الاحوال ، فمتى نستطيع تشكيل هويه وطنيه اسوة بجميع الشعوب ، حتى ثوراتنا مشوهة ، استبشرت الجماهير بالربيع العربي ، لتجد صقيعا سيبيريا ، حتى وصل بالمتناكفين على صفحات الفيسبوك الى الحنينين لايام الانظمة السابقه ، ولكل من يمضي بعض الوقت يتصفح الفيس بوك - مراة العالم اليوم- ،لا بد ان يشاهد حالة اشبه ما يكون بحالة من الاشتباك ، ماهي في حقيقة الامر الا انعكاس لواقع الناس وواقع هذا العالم العربي المتردي بل الى ما هو أسوأ .
فهذه الثورات التي هللنا لها واستبشرنا بها ، وتغنينا بربيعها والتي انتظرتها الجماهير العربية بفارغ الصبر ، فشلت في ان تحل مشكلات و معضلات هذه الجماهير ،سواء في الحرية او في لقمة العيش ، او اية مطالب رفعتها تلك الشعوب التي ثارت بجميع طبقاتها على من يحكمها من عصابات لمدة ما يزيد عن اربعين عام ، فلن تجد منها سوى الذل والهوان والفقر والجهل ، لقد جائت هذه الحراكات بالديكتاتوريات مرة اخرى واسمتها ديكتاتوريات ثوريه ، زادت العوز والبطاله بدل البحث في حل مشكل المواطن ، والاهم من ذلك انقسام الشارع بين ما هو معارض ومؤيد ، اصبح الوضع مهزله فالتاريخ يعيد نفسة في مجتمعاتنا على شكل مهزله ،،،،،، معارضين لما الت اليها الثورات ومؤيدين لتلك الثورات .
حتى ان دولة عظيمة بوزن مصر ما زالت تتلقى المساعدات الامريكية – حوالي مليار ونصف المليار دولار - ، وتفتش عن قرض من البنك الدولي سئ الصيت والمهيمن عليه امريكيا – حوالي خمسة مليار دولار - ، في حين يعرض مسؤول خليجي شراء الفيس بوك بخمسين مليار دولار .
ان الشعب المصري التي كان يخرج للشوارع يوميا للتظاهر و للاحتجاج على اعلانات الرئيس الدستورية ليتبين بعد قليل انها غير دستورية ولا تمت للدستورية بصلة و بمجرد ان يقوم بإلغائها ، وعلى حد قوله "انني لست متمسكا بها " ، فلطالما انت لست متمسكا بها وتعرف عدم دستوريتها ، فماذا طرحتها؟ وهل هي بديل عما يعانيه الشعب من برامج تنميه مفقودة منذ عقود ؟ ،ان هذه الجماهير النابضه ببذور الثوريه والامل و التي وجدت طريقها ـ اصبحت تتعرض في ربيعها المزعوم للتنكيل والقمع والضرب لا من اجهزة الدولة او الشرطة او الحرس الجمهوري بل من قبل مليشيات تقوم بتلك المهمه القذرة . وبدلا من التصدي لمهمات تلبية حاجات الشعب الاساسية ، في تخفيف وطأة جوع الناس و التصدي لغول البطالة ، يذهب النظام الى قضايا شكلية من على شاكلة الاستفتاء على الدستور ، وكما عبرت احدى الناشطات انها بنفسها لا تستطيع هضم واستيعاب كل هذه المواد الدستورية الجافة ، فما بالكم بـحوالي ثلاثين مليون أمي ، ان ما هو بديل في كل مناطق الحراكات في منطقتنا هو حرب اهليه تسحق قطاعات الشعوب بعضها البعض .
المشكلة السورية وتداعياتها ليست في وضع احسن ، بل انها ازالت وفضحت كثير من الغموض الذي لف الثورات ، من الصحيح ان الشعوب وصلت حالة اللاعودة مع تلك الانظمة التي لا تمتلك اي برنامج لشعوبها سوى برنامج واحد هو سرقتها ، لكنها دخلت في مطب اكثر اشكاليه وهو وجود ارهابيين على اراضيها ولهم اجنحه ومسلحه ودعم خارجي ، لتشبه الحاله لحالة الجهاد الافغاني الذي حرق النسل واضاع مجتمعات التي حكمها في غياهب الجهل ، ان ما يحدث اليوم هو الاستثمار بالدين ، فتجارة الدين هي رائجة وعجيبه ، فصيحات الله اكبر سوف تسلم الناتو مفاتيح النووي ومفاتيح البيوت في كل المنطقه ، ان الشعوب العربيه لحد الان غير قادرة على تشكيل هويه لها كبقية شعوب العالم ، هذة الاشكاليه ستغرق سعوب المنطقه بالجهل والخرافه لمئات السنين ، كانت بوادرها في مصر ، ان الحضارة الانسانيه كونيه والتمدن الانساني كذلك ، شريطة الاخذ باليات التمدن ، فالحريات وحقوق المراة وقبول المغاير والاخذ باركان الادارة الحديثه هو من يقود الى التمدن ، الان الوضع في سوريا هو نموذج لما يحدث ، شعب يتوق للحريه والازدهار يناضل ، شعب اخر او مرتزقه من كل الجنسيات مدعومة ماليا وعسكريا تقاتل ، بل تفرض شروطها ايضا ، لنتخيل سوريا بعد اسقاط النظام ، اسوء من ما بعد اسقاط صدام ، هذ الواقع يرمي بثقله على المتابع العربي بل تواجه ما هو اسوا من ذلك اضعاف مضاعفه ، لا نقصد عدد القتلى ولا نقصد طريقة قتلهم ، لكن الاسوا من ذلك كله حالة الانقسام في الشارع العربي بين ما هو مؤيد للنظام وبين ما هو معارض / الثورة / الجيش الحر . وكأن الموضوع معقد جدا الى حد اعماء البصيرة ولحد عدم وجود تغذيه راجعه وعدم الاستفادة من دروس الماضي المكثفة بالمنطقه والتي بدات اولى محطاتها في العراق ، من أجل ديمقراطية لن تكون في احسن حالاتها افضل من ديمقراطية مصر .
على اقل تقدير لا يوجد هناك جيش نصرة ، ولا يوجد ذبح بالسيوف . ان العالم الداعم واللاهث موضع الاتهام و الذين لم يترددوا في التصويت ضد دولة فلسطينية غير عضو في الامم المتحدة قبل ايام في قضية مضى عليها خمس وستون عاما . لكنهم سرعان ما كشفو عورتهم من الائتلاف الوطني ممثلا شرعيا لشعب سوريا الذي لا يقل عظمة عن الشعب المصري والفلسطيني وبقية شعوب هذه المنطقه
#ادم_عربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الراسمالية والبيئة
-
كل عام وانتم بخير
-
انا المستحيل يا زمني.......
-
رد على كتابات صهيونيه
-
رد على كتابات ابراهامي
-
حرف الحراكات العربيه عن مسارها
-
اليسار الصهيوني2
-
اليسار الصهيوني
-
قراءة في نتائج الانتخابات الامريكية
-
iلأزمة الاجتماعية في البلدان الاسلاميه وغياب الأسس المادية ل
...
-
عاتبيني
-
هل الدين سبب التخلف؟
-
كيف ننتقد الاديان!
-
مفارقات بلوتارية
-
فهم العالم لماركس
-
رد على هرطقات لا منهجية
-
سماء بلا ظلام
-
يحتاج العالم الى منقذ!
-
عن فائض القيمه
-
فائض القيمة في النظرية الاقتصادية
المزيد.....
-
-لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م
...
-
نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس
...
-
كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر
...
-
من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه
...
-
حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو
...
-
ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
-
مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا
...
-
-حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
-
-روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع
...
-
علاج واعد يوقف الشخير نهائيا
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|