محمود عبد الغفار غيضان
الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 10:04
المحور:
الادب والفن
غيبوبة صراحة
غيبوبة أولى
- تبدأ الحكاية بتلفيق الأعذار... تفتحُ كيس "الخداع" النِّصف مطهو، تتركهُ ساعة كي يلين كذبه الأبيض.... كيفما تشاء... تُتَبِّلُه بخلطة لذيذة مِن متجرِ الحكايات التي لم تحدث قط... تطهوه بطرق جديدة طيلة الوقت... تتفنَّن في تجميله بأطباق تقدمها بكل كرمٍ للآخرين بعد أنْ صار "كذبًا" مُعدًّا للأكل.
- الجملة الوحيدة الصادقة برأسك والتي تود توجيهها لأعين الآكلين، ليست سؤالاً عن مدى تشككهم فيما أطعمتهم... أنت تعرف جيدًا أنهم لا يثقون بطعامك قيد أنملة... لكنك من باب الأدب تود الانتقال إلى مرحلة الحلو أو الشاي بعد الطعام.
غيبوبة ثانية
- تكذبُ لأنَّك تريدُ أنْ تبدو أحلى. وستحترفُ الكذبَ عندما لا تجد شيئًا واحدًا حلوًا لديك.
- تأمر ابنكَ وأنتَ مضجعٌ بجانبِه تُشاهد التلفاز أنْ يقولَ للمُتَّصل إنَّك "غيرُ موجودٍ الآن"! ... تورثه في تلك اللحظة كل عاداتك في الكذب... تعلمه دونَ أن تدري أنك.... "غير موجود دائمًا".
غيبوبة أخيرة
- يلقَّنك احتراف الكذب ريبةً في كل أفعال الآخرين وأقوالهم... تُكذّبُهم على الفور بكلِّ ضميرٍ مرتاحٍ... ليس لأنهم كاذبون... وإنما لأنك لم تعُد تثق إلا في "كــــــــــــــــــذبك" أنت!!
محمود عبد الغفار غيضان
من مجموعة "دهاليز عالم ثالث"
6 يناير 2013م
#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟