|
هدية تأبّط شرّا الى الشنفرى في رأس العام ...
أم الزين بنشيخة المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 18:32
المحور:
كتابات ساخرة
هدية تأبّط شرّا الى الشنفرى في رأس العام ... اجتمع هذا اليوم من عام الفيل تأبّط شرّا مع الشنفرى و السليك ابن سلكة في مجلس عروة ابن الورد ..و ذلك بعد ليلة عدو في أرجاء الصحراء العربية وصولا الى تونس عبر جبال الجزائر الأبية ..و جعلوا يتباحثون طويلا في شأن الهدية ..التي يرضاها الانس و الجان الى تونس المحروسة بمناسبة رأس العام بعد ثورة الحمران و الزرقان..و بمناسبة ذيل العام الذي مسّك به البيضان و السودان..فمن يعلم أين سيصيب الهدف و من سيلتقطه بالصولجان..و كرة المضرب على قدم و ساق بين نادم و مشتاق في بلاد الواق الواق .. لكنّ ابن الأرعش سيّد الجان المؤقت و العياذ بالله قد اشترط على الشعراء الصعاليك أن تكون الهديةُ من أعزّ الشرور ندرة و أغلاها ثمنا و من أعماها للعيون و أصمّها للآذان ..فلا هي من الحجر الذي يرشق به الرؤساء في مدن الجوع و الاباء ..و لا هي من عصيّ الوهّابين للدين في الربيع و الشتاء ..ولا هي من دعوات الساعين في ركاب الخليفة الى السوق يوم العيد ..هذا برمّانة يدقّ و ذاك بعرجون يصكّ ..و الكلّ فرح بعرس الديمقراطية مع الملك السعيد ذي العمر المديد . و لمّا احتدّ النقاش و كثر لمّاش و علاش و جاء و ما جاش و مشى و ما مشاش ..و شكون حصل في التلّ و شكون ركش في الجبل ..قال تأبّط شرّا و الغول الميّت تحت ابطه : " أنا سأتأبّط كل الشرور البائدة و سأحصّن الثورة من عودة بن علي البابا و الأربعين سارقا ..و سأرسل الى تونس "سمس" و بسمة على الكاس توضح النواجذ و الأضراس و قبلة ترّاس شرعية الى حدّ تخبل فيه العين و تدوّر الراس و تفيّق الراقد من الحبس البائد .. سأهديها حديقة حيوانات تتسع لكل العقارب و الذئاب و الحيّات " أمّا الشنفرى فقد وضع البرنوس و غنّى مع العتروس و عيّط على الجنون و الزنوس ..و قال :" أمّا أنا فسأهديها أقفاصا صالحة لحماية الحيوانات من السرّاق و لتحصين الطيور من الثعالب الانتقالية و لرعاية العقارب المضادّة للثورة من ضجيج أحزاب الغفلة و العورة..سأهديها أيضا كل الفواكه الجافّة و جملة من خيرة الجان البطال عساه يساعد في جني الزيتون الريّان ..و سأستورد لها من بلاد الطليان دواء يشفي العميان من وباء العنف و الرشّان .." حينئذ تنحنح السليك ابن سُلكة و قال : " أمّا وقد جاء دوري ..فانّي سأهديها بعض نعال العربان جاءت تزورصبّاط زوجة الرئيس الهربان .. كما أهديها سيّارة مرسديس نكاية في كل خائن و خسيس.. و سأهديها بعض الحجل المحبّ للصولان و الجولان ..كي تطير عاليا كلّما عاد اليها التتّار و الأزلام و الثيران .." صمت الجميع لأنّ ابن الأرعش لم يكن راضيا على هدايا الصعاليك ..لا البسمة على الكاس و لا برنوس الترّاس و لا صبّاط التيّاس ..و دعا للتوّ كل الانس و الجان أن يدخلوا الميدان من أجل حماية ثورة الزوّالي و الجيعان و تطهير البلاد من الأزلام و الجرذان بالعصي و السيوف و الأبدان و رحمة الرحمان ..و انقلب المجلس الى جدال و خصام ..بعض النعال غضبت لأنّه لم تتمّ دعوتها الى معرض المسروقات الثورية ..و بعض النمور الجهوية اكتفت بمنح نفسها صكّ التوبة و ترقية الرهبان ..و بعض الأحزاب المعارضة اكتفت بالتنديد السلمي خوفا من الخازوق الذي عاد الى الشارع ليكمل تعليمه في علوم السجن و السجّان .. و في أثناء هذه الضوضاء و الغوغاء جنّ الليل فهربت تونس تجري بكل زيوتها الصخرية و ثرواتها الجيولوجية و البحرية مستعملة كل طاقاتها السمكية و اللحمية ..و هربت وراءها كل التمور النورية و الزيوت الذهبية و القموح الشمالية ..و غضب الفسفاط ..و عاد الى الحوض المنجمي ثانية و دفن نفسه حيلة و تقية ..حتى لا تسرقه البنوك الأجنبية .. و هنا أيضا احترق شابّ آخر في عنفوانه عمدا و احترقت هناك شابّة في ليلة عرسها سهوا ..فاضطرب تأبّط شرّا فأطلق سراح عقاربه و ألقى بالغول حيّا من بين يديه ..و غضب الشنفرى فألقى بذئابه أرضا و أمرها بالفتك بكلّ أعداء الثورة .. استاء سليك ابن سُلكة و قرّر أن يحرر تونس من حماة الثورة و من عقارب ثابت ابن جابر الحجازية و من ذئاب ثابت ابن أوس اليمنية ..فدفع بالركح نحو مسالك قصيّة لا أحد يقدر على السير فيها لا صبحا و لا عشية ..غير الحذّاق في صيد البوم و الحجل و العدو أكثر من النعام و الابل.. حينئذ صعدت ولاّدة ابن زيدون على ركح المجلس ..و طفقت تغمزو تهمس ..تلد الأطفال و ترضع الأجيال ..حتى تركت ورائها أمّة من الفرسان و شعبا من الأحرار.. حتى ابتسمت تونس و عادت ضحكة الريحان و شقائق النعمان .. رحم الله عروة ابن الورد لقد كان مجلسه ودودا للصعاليك عطوفا على المماليك لا يغلق دونهم لا الأبواب و لا الشبابيك ..أمّا مجالسنا فقد صارت عرضة لكل دجاجة وديك ..اللهمّ احفظنا من أصحاب البنادير و الدرابيك ..آمين يا ربّ التونسيين ..
#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في كلّ زيتونة صداع قديم .......
-
من أين سيأتي المستقبل ؟
-
اعلان زواج ..ثور مثقف يبحث عن ثورة مناسبة ..
-
جائزة ملوك البريطان الى ثيران العربان ..
-
تجمّع أسمائها و تصلّي ...
-
صمت قليل يكفينا كي نموت معا ..
-
و االعَوَرُ من مأتاه لا يُستغرب ..
-
عودة الخرافة و بؤس السياسة ..
-
الاه من الحلوى ..
-
عطور اسلامية في زجاجات سلفية ؟
-
يقتاتون من المزابل ..و الحكومة تحتفل ..
-
علاليش علمانية تبحث عن أعيادها ...
-
و... تضحكين...
-
من هم الفاسدون ؟؟؟
-
كلمات كاريكاتورية للمسّ بالمدنّسات ...
-
الدلالة الفلسفية لمفهوم المواطنة ..
-
هل نحن مواطنون ؟
-
ما هي مقدّسات الحكومة ؟؟؟
-
انتدبوهم للموت غرقا ...
-
و تبكي السماء ..
المزيد.....
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
-
رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية
...
-
توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية
...
-
السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|