أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - غزة تدق على جدران الخزان، نحو مراجعة جديدة للعلاقة مع جماهير الشعب الفلسطيني














المزيد.....

غزة تدق على جدران الخزان، نحو مراجعة جديدة للعلاقة مع جماهير الشعب الفلسطيني


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 03:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


تدافع أكثر من مليون فلسطيني من غزة لإحياء الذكرى الثامنة والأربعين لإنطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، ومن لم يستطع التدافع فقد تابع بشغف ما يجرى في ساحة السرايا " ساحة الشهيد باسر عرفات" وحولها متمنياً أن يكون في قلب الحدث، كما فعل جزء ليس باليسير من سكان غزة، والفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، هذا الحشد لم يكن الأول في تاريخ الحشود الفلسطينية على أرض غزة، ولكنه الأكبر من حيث العدد حيث الدافعية عالية للمشاركة من أبناء الحركة الوطنية الفلسطينية وعامة الشعب وقطاعاته المختلفة.

خرج الشعب بدون أوامر قيادية وحوافز مادية وصراع على مكتسبات شخصية، ليبعث الأمل في نفوس كل الوطنيين الذين شوهتهم إخفاقات التجربة ومرارة الواقع المخجل جراء إنقسام وصراع على كرباج إسمه سلطة، لم نشعر معها أنها سلطة، وأجهزة أمن لم نشعر معها يوماً بالأمن.

الشعب الفلسطيني أسبق من قيادته وهذا ليس تزوير للواقع بل هو تأكيد لوقائع متعددة عشناها في التجربة الفلسطينية، تعرفها القيادات السياسية المختلفة، حيث حاولت كل مرة امتطاء صهوة الجماهير ولكنها سارت بهم في الاتجاه الخاطئ والمخيب للتوقعات، لهذا فقد كانت القيادة متخلفة ومتفردة وأحياناً متفرجة تجاه ما يمارس بحق الشعب الذي لا زال الحصانة الأكيدة للمشروع الوطني التحرري.

خطيئة كبرى اذا تمت قراءة ما جرى في غزة على أنه حشد احتفالي لحركة فتح، أو أنه "تجديد البيعة" للقيادة كما حاولت بعض القيادات الفتحاوية تعريفه في وسائل الإعلام، وستتحول الخطيئة الى جريمة إذا ما تعاملت هذه القيادة مع ما رددته في الاعلام بأنه حقيقة تبني عليها حساباتها وسياساتها، وتكمل مشوارها مطمئنة البال دون تدقيق في عوامل خروج الناس بهذا الشكل المبهر محتملين عناء البقاء الطويل على أرض المهرجان والطرقات المتفرعة منه، وعدم الإكتراث بالخطابات المفترضة ومن سيلقيها وعن ماذا سيتحدث فيها.

لا أشك في حقيقة أن جزء مهم من الجماهير المنتمية لحركة فتح كانت تواقة للإحتفال بإنطلاقة حركتها، ولكن الجزء الأكبر كان متعطشاً للحظة حرية يمارس فيها موقفه بدون قيود أو خشية من تعرضه لأنتهاك، وجزء كبير جاء بفعل رفض الواقع الصعب الذي خلّفه الانقسام وتبعات هذا الانقسام، وجزء آخر جاء من أبناء التيار الوطني الذي لا زال يتعامل مع حركة فتح كحليف وطني في منظمة التحرير الفلسطينية رغم ممارسات الرئيس بحق هؤلاء الحلفاء والتي تم الحديث عنها علانية في الآونة الأخيرة وأبرزها ما يتعلق بمخصصات الفصائل من الصندوق القومي لمنظمة التحرر.

أبو مازن يدرك تماماً أنه أخطأ عدة مرات بحق أبناء غزة وقيادات غزة، وقد تصرف بإجراءات سياسية ومالية تنتقص من كرامة أهل غزة، ولجنته المركزية سايرته في هذه الإجراءات، بل جزء منها خطط لها في محاولة لإخراج غزة من سياقها الوطني والتاريخي، ولا زال حتى لحظة كتابة هذا المقال مصراً على ما قام به في آخر اجراء مالي يتعلق بفواتير الكهرباء قبل أيام !!!

على كل الأحوال فإن الجماهير الفلسطينية في الوطن لا زالت تفتح المجال بإبداع كبير تجلى في مهرجان غزة للكثير من المراجعات في العلاقة معها، قبل أن تنفض من حول الجميع مع وجود إشارات لهذا الانفضاض، فمثلاً حماس في قطاع غزة شاهدت حجم الجماهير التي خرجت الى الشوارع والساحات على مدار خمسة أيام، وستفكر كثيراً بمدى صحة إدعاء أحد قياداتها قبل أيام بأنها أصبحت الفصيل الأول على الساحة الفلسطينية، وستتساءل عن سبب هذا الخروج الكبير الذي قد يعلله البعض بسبب الظروف المعيشية للسكان – الفقر والبطالة والصحة والتعليم، وقد يعلله آخرين أنه بسبب انتهاك حقوق المواطنين المدنية والسياسية والانقسام، وقد تكون تدفع ثمن ممارستها للحكم كما يجتهد البعض، المهم أن أي عاقل في هذه الحركة يمكن أن يتساءل كيف يمكن لحركة مقاومة فلسطينية أن تعيش في خصومة مع أغلبية جماهير الشعب الفلسطيني وتستقر في حكمه؟

هناك وقائع جديدة أسس لها خروج الشعب الفلسطيني في أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة وتحت عناوين مختلفة، جانب سياسي له علاقة مباشرة بالإنقسام والحريات العامة، وجانب معيشي له علاقة بالسياسات الإقتصادية، وجانب أكثر أهمية يتعلق بفشل المفاوضات السياسية وممارسات الإحتلال المستمرة والمستفيدة من حالة الشرذمة الفلسطينية والعربية، هذه القضايا وغيرها في تفاصيل يومية ربما تدفع قيادات العمل السياسي الفلسطيني الى إعادة الحسابات في العلاقة مع جماهير الشعب الفلسطيني الذي حماها وقدم في حمايتها أفضل ما لديه، شعبنا يستحق قيادة قوية ومتماسكة ومنسجمة مع أهدافه الوطنية وتحمي الأمل في عيون الناس.



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة إضافية من الرئيس عباس على طريق الاجهاز التام على منظمة ...
- تحذير ظاهرة -عنصرية إنفصالية- على الأبواب!!!
- في ضوء تقرير الامم المتحدة حول غزة 2020
- سأدلكم على مكان الإرهابيين
- في فلسطين حكومتان وآلاف المتعطلين عن العمل
- بعد العجز وقبل الكارثة
- الواقع المر والخيارات المفتوحة !!!
- أين فتح ومنظمة التحرير من سلوك الرئيس عباس
- لقاء عمان التفاوضي غير مثير للدهشة بل بحاجة الى تفكير !!!
- لقاء مشعل أبو مازن ليس لقاءاً للابطال...
- قبل الخطة ب وبعد الخطة أ ...
- حول القرارت التي ستغير وجه الشرق الاوسط - العودة للشعب اولا ...
- على أعتاب مرحلة سياسية جديدة ....
- أبو مازن بين أيلول والمعارك الصغيرة ...
- خمس حقائق في عهد الديكتاتور الصغير
- مشروع سياسي جديد ... لينهض الجميع في مواجهة المهزلة !!!
- الابتزاز المالي في السياسة الفلسطينية
- أبو مازن والارتباك الذي حوله من بائع أوهام الى حاوي ....
- سلوك غريب وصمت مريب !!!
- أبو مازن في خدمة السياسة الامريكية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - غزة تدق على جدران الخزان، نحو مراجعة جديدة للعلاقة مع جماهير الشعب الفلسطيني