أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فوزي بن يونس بن حديد - معركة الاستمتاع














المزيد.....

معركة الاستمتاع


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 21:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


معركة الاستمتاع
فوزي بن يونس بن حديد
لا أخفيكم أن أي رجل في الدنيا يرى فتاة جميلة، تهتز نفسه وتهيج شهوته ويتمنى أن يصل إليها ويتلذذ بجمالها، لأن الرجل سرعان ما تهيج شهوته وتتحرك غرائزه عكس المرأة التي تبدو للوهلة الأولى أنها متماسكة وهادئة ولا تبادر لإثارة الرجل إلا من كانت لا تبالي بشرفها وكرامتها وعزتها، وإذا كان الرجل في حالة سكر أو مهووسا بالجنس فإنه لا يرى من الحياة إلا إشباعا لغريزته إما بالمال أو بالقوة أو ما يعرف بالاغتصاب.
والمرأة في عالم اليوم تتعرض لانتهاكات خطيرة واعتداءات بالجملة، بين تحرش واغتصاب وانتهاك وعنف لا حدود له، لأنها أنثى ضعيفة لا يدافع عنها أخوها الرجل، بل هو الذي يسعى إلى القيام بهذه الأفعال المشينة، لذلك لا ننظر للموضوع من زاوية واحدة بل لا بد من النظر إليه من زوايا عدة حتى نفهمه ونعطيه حقه.
فالفتاة الهندية التي تحدث عنها الإعلام بإسهاب تعرضت لوحشية الاغتصاب من قبل عصابة من الرجال، فلا هم احترموا جنسها ولا إنسانيتها بل مثلوا بجسدها وضربوها على بطنها، كيف تعرّى هؤلاء الوحوش وبدت سوءاتهم لبعضهم البعض في دناءة وقبح لا يفعله حتى الحيوان الذي يستر نفسه عندما يريد الوطء، وما فعله هؤلاء الجبناء من أشباه الرجال إنما يعبر عن سطوة الشهوة التي تأسر الرجل أحيانا بوعي أو بدونه، فإذا طغت شهوته ولم يضبطها ضابط فاعلم أنه سيرتكب جريمة في حق الإنسانية جمعاء، وشهوة الفرج من أقوى الشهوات وأفظعها لأنها تمس الإنسان في جسده مباشرة ومن هنا تبدأ معركة الاستمتاع.
وما دام العالم يموج في بحر من الشهوات فلا عجب أن نرى ونسمع حالات أخرى أشد قسوة ربما من تلك الحادثة التي ذكرت، ومادام ليس هناك رادع قوي لمثل هذه الجرائم في العالم فإن المجرمين لا يتورعون عن تكرار مثل هذه الجريمة، فلا جنائية دولية ولا قضاء ولا دول ولا سياسات يمكن أن ترجع كرامة إنسان إذا أهينت، والمرأة وهي تصارع الرجل من أجل إثبات ذاتها أنها إنسانة وليست وسيلة للاستمتاع تجد نفسها فجأة في بحر من الظلمات إما أن تستسلم وإما أن تعلن الحرب فتكسر شوكتها، وفي كلتا الحالتين خاسرة لأنها لا تجد من يزيل عنها غمامة الكآبة ولا من ينافح عن إنسانيتها.
ولا نعتقد أن انتهاك جسد المرأة يكون على هذا المنوال وهذا الحال فقط فهناك طرق أخرى يستخدمها ذوو النفوذ والمال في عالمنا اليوم، فيمكن لأثرياء العالم أن يشتروا جميلات العالم بأموالهم ويبيتون ليالي وأياما يستمتعون بهنّ في انتهاك صارخ لجسد المرأة التي هي الأخرى لم تبال بجسدها وجعلته سلعة معروضة للذي يدفع الكثير من الأموال، ونساء أخريات اتخذن البغاء منهجا للحصول على الأموال والعيش في الرذيلة والفحش طوال حياتهن حتى صرن منبوذات من بنات جنسها، فكل من ثارت شهوته لجأ إليهن يبتغي متعته ولذته ولا تدور في رأسه فكرة الشرف والكرامة.
ما أقسى الإنسان حينما يتجنى على أخيه الإنسان، وما أغبى الإنسان حينما تقوده الشهوات، لأنه يتردى لمرتبة الحيوان ويستمتع دون نظام ولا انتظام وبكل تهور واندفاع وليس هناك قانون يردعه ويضبطه ولا منظمة عالمية ولا محلية تدافع عن النساء وإن كانت موجودة فهي وهمية وتقودها مجموعة من الرجال غارقة أيديهم وأرجلهم في الأوحال، وربما يديرون البغاء من وراء ستار، ظاهره دفاع عن شرف المرأة وباطنه قمة في الرذيلة والمتعة.
ولو يحكم العالم اليوم نظام كنظام الإسلام، الذي أعطى كل شهوة حقها، ونظم الحياة بأسلوب بديع صالح لكل مكان وزمان يحفظ حق المرأة من كل شر وبلاء، ولا يعرضها للازدراء والاحتقار والاغتصاب، ومكنها من العيش بسلام لما كانت هناك نفس تتعرض للإجرام، ولهذا أمر الإسلام الرجال بغض البصر لأن العينين قد تكونان طريقا للتفكير في اقتراف الجرم فهما تحركان مكامن الشهوة عند الرجل وكذلك المرأة أمرها بغض بصرها لئلا تقع عيناها على حرام، ولكن كما قلت فإن اشتعال الشهوة عند الرجل أسرع من اشتعالها عند النساء وما يضبط السلوك هو التفكير في حلول تساهم في الحد من العنف ضد المرأة أينما كانت وهذا لن يتحقق إلا إذا ساد العالم نظام يحفظ حقوق الإنسان.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من السماء
- هل تتم المصالحة الفلسطينية؟
- الكويتيات متبرجات
- ماذا حققت المرأة التونسية بعد الثورة
- أزلام الإعلام يتحدثون
- البحث عن السعادة
- هل المرأة تفكّر؟
- طه حسين صناعة غربية
- هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟
- تبا للأمم المتحدة الفاشلة
- أمريكا جنت على نفسها
- الأنثى ليست عورة
- غشاء البكارة جزء من الشرف
- المرأة في نظري
- نوال السعداوي، امرأة ليس لها تاريخ
- الوهابية خطر على الأمة الإسلامية
- باراك أوباما الرجل الأعتى إلكترونيا
- ما الذي يحدث في بورما؟
- رفقا بالزوجات
- جامعة الدول العربية في موت سريري


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فوزي بن يونس بن حديد - معركة الاستمتاع