|
الفنانة صباح و مستقبل العراق
شاكر العينه جي
الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 23:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أدري لماذا تحضر أمامي صورة الفنانة اللبنانية صباح كلما شاهدتُ احدَ ساسةَ العراق الدونكيشوتيين يتحدثُ عن العمليةِ السياسيةِ في العراقِ و هو جذلان من غفلة الزمان التي مكنته من صعود ما يعتقد انه مركب " الفئة الناجية " مع ساسة العراق الجدد. ولصباح المولودة عام 1927 أمد الله في عمرها صورة جديدة تقحم نفسها فورا في مخيلتي شاهدتها قبل عدة شهور على الانترنت وفيها ترتدي "شحرورة الوادي" و هذا وصف لصباح عرفت به في شبابها، سروالا ذهبي اللون لصيقا بشكل حميم بما تبقى لها من لحم تهرأ بحكم الزمن و قميصا ابيضا و تجلس على اريكة جلدية حمراء اللون و وجهها ملطخ بمكياج ثقيل و هي تكابد ارذل عمرها بابتسامة لا معنى لها الا اني ما ازال اعيش رغما عن انوفكم جميعا و ما زال بامكاني ان اجذب الشباب طمعا بالمال و الشهرة التي ستصيبهم من خلال الارتباط بي! و المضحك المؤلم هو التعليق الموجود تحت الصورة و الذي يقول "اعلنت الحكومة اللبنانية انها قررت ان تعدم صباح رميا بالرصاص يوم 1/1/2014 اذا لم تمت ميتة طبيعية خلال عام 2013. و أحس من خلال وصفي هذا للشحرورة اني أصف العملية السياسية في العراق التي يبدو لي انها بلغت أرذل عمرها رغم ان السائرين في ركابها ما زالوا يصفونها بالوليدة وهي كصباح التي قضت عمرها تصرف الملايين على عمليات شد الجلد و التجميل لم يعد بالامكان تجميلها و اخفاء عيوبها كونها اكملت كل ما يمكن أجراؤه من عمليات ترقيعية و لم يعد لها الان الا ان تحاول خداعنا بمكياج ثقيل لا يمكن ان يخفي بشاعتها حتى عن ابسط الناس عقلا و اضعفهم فهما و بصرا. اشتهرت صباح بانها كانت مزواجة مطلاقة و لربما تحمل اعلى رقم بين الفنانات العربيات بعدد الازواج حيث بلغ عدد زيجاتها الرسمية تسعة و كادت ان تتزوج للمرة العاشرة عام 2004 من شاب أسمه "عمر محيو" رغم انها تكبره بثلاثة و خمسين عاما فقط و لكن علاقته انتهت بها بعد ان نال منها ما اراد و انتُخب ملكا لجمال لبنان! و لا ياخذكم التفكير بعيدا في ما نال منها لان الشهرة و المال كانا جل مبتغاه حيث لم تبقى وسيلة اعلام لم تنشر صوره معها و جمع من علاقته بها مبالغ من المال لا تحصى لان الشمطاء التعسة كانت تغدق الاموال بدون حساب لمجرد ان تديم احساسها بانها ما زالت مرغوبة و محبوبة و هذا لعمري ما يفعله سياسيونا بالعملية السياسية الان فترى صاحبنا يهتف بحماس منقطع النظير دفاعا عن العملية السياسية الكسيحة بقدر ما يحصل من خلال وجوده فيها على منافع مادية وشهرة تسهل اموره التجارية و تمنحه نفوذا بين الناس و تراه يتحدث بمنتهى الوله عن ذكاء قائد الدولة الخارق و قدراته القيادية التي لا مثيل لها و هو يعلم يقينا ان من يصفه اصبح كصباح لا فائدة من مكياجها متناسيا انه كان يهتف و يزبد و يرعد ضد الحكومة عندما كان خارجها و لكن ما ان اراد حزب السلطة شراء ذمته نراه يدخل العملية السياسية مبتهجا تاركا خلف ظهره و غاضا بصره عن المسرحية التراجيدية التي يلعب كل عراقي اليوم دورا فيها سواء كان خائضأ في وحول الامطارام شاربا لمياه المجاري او متحملا قيض آب اللهاب او برد كانون بدون كهرباء و تخنق الجميع جبال الازبال و جدران الكونكريت و صلافة و عنجهية القوات الامنية و نتانة الفساد و أهله الذين يرتعون بغيهم متمتعين بحماية من يدعون القانون نهجا لهم تحت ظلال دخان الانفجارات. اي مشهد سريالي هذا الذي نعيشه في العراق؟ لقد نجح حزب السلطة في الوقت المناسب قبل انتخابات المجالس المحلية في تحويل نزاع الخير و الشر الازلي الى نزاع طوائف و بدلا من ان يخسر حزب السلطة في الانتخابات كما كان متوقعا لفشله الذريع في ادارة شؤون البلاد و تحسين واقع العباد تشير الظواهرالى انه سينجح في هذه الانتخابات لان رئيس حزب السلطة ، مستفيدا من منصبه ونفوذه على السلطة القضائية و من خلال توقيت ذكي نجح في ان يعبأ ناخبيه التقليديين من خلال استفزاز خصومه و الطرق على الاوتار الحساسة لديهم مما جعلهم يندفعون بكل حماقة للتخندق مع طوائفهم و اعلان الحرب على طائفة الحاكم الذي نجح بهذا في ان يعزز انقسام الشعب على اساس طائفي ضامنا ان طائفته و هي اكبر عددا أمست معتقدة بانها مهددة في مصيرها وان الحل الاوحد هو ان تبقيه في موقع السلطة ليحيمهم من بطش شيخ كاريكاتيري يظهر الان على شاشات التلفزيون بالملابس العربية التقليدية و هو يهدد باحتلال بغداد و " شحط " فلان و علان. أنظروا حولكم البلد يسير على حافة هاوية سحيقة في قرارها نار مستعرة و سنهلك كلنا بكل طوائفنا و قومياتنا اذا انزلقنا اليها و هذا الانزلاق مضمون اذا نجح حزب السلطة في الانتخابات مرة ثانية و استمر بسياساته المريضة التي اوصلتنا الى ما نحن عليه الان او اذا ادخلنا السلطان في حرب اهلية نكون حطبها و قد جربنا الطريقتين سابقا و كلاهما مر ،أنظروا الى كفاءة سلطاتكم التشريعية و التنفيذية و القضائية و قارنوها بما هي عليه في الدول المدنية، انظروا الى شوارعكم و محلاتكم و ابنيتكم، انظروا الى مستشفياتكم و كهربائكم و مائكم انظروا الى مدارس ابنائكم و الى دوائر دولتكم و جامعاتكم ، فكروا في كل هذا ثم اذهبوا و انتخبوا، يكفي الجهل و الخدر الذي يبثه رجال السياسة و الدين فينا فهم و حواشيهم المستفيدون و نحن الضحايا و لا تصدقوا بالازمات الوقتية التي يخلقها الساسة و تندفعوا بحماس للخوض فيها بل انظرو بعيدا الهلاك الشامل في نهاية هذه المسرحية المأساوية التي يلعب كل منا دورا فيها الان. هل يقبل مواطن اي دولة في العالم بهذا الوضع و هذه الخدمات و يبقى يدافع عن المؤسسة السياسية و الفكرية التي اوصلته لهذا الحال؟ و للفنانة صباح اقدم عذري لاقحامك في هذا الموضوع و لكن صدقيني انا احترم صراحتك و وضوح نهجك في الحياة رغم عدم ملائمته لما أؤمن به و لكن الصدق في اعتقادي شرفا ما بعده شرف و ها قد عادت صورتك تترائى امامي الان لان شاشة التلفزيون تعرض احدهم ممن ذكرني بك و هم كثر. أما لاخواني العراقيين فاقول متى ستقررون انهاء العملية السياسية العاجزة تماما و بشكل سلمي؟ و نبدأ من جديد بنظام مدني يحترم كل المِلل و النِحل يخلو من طائفتك و طائفتي و عنصرك و عنصري نظام عراقي يحتضن فيه الاب كل اولاده حتى المسيئين منهم فهم اولاده اولا و أخيرا و عليه توجيههم و محبتهم بدلا من عزلهم و اقصائهم و معاقبتهم، هكذا علمنا آبائنا ! و أخيرا اقول لرُعاة الركب و حُداة المسيرة الحاليين في عراقنا الاقدم من عمق التاريخ و الذي يحلو لهم ان يصفوه سفها" و صلفا" بالعراق الجديد (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب افلا تعقلون)
#شاكر_العينه_جي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في نهاية عامها العاشر ديمقراطية العراق تحتضر
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|