أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - الصمود والوحدة والتضامن















المزيد.....

الصمود والوحدة والتضامن


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* الاقانيم الثلاثة لمواجهة المخططات الاستراتيجية العدوانية*
ما جرى ويجري من تطور احداث عاصفة على الساحة اللبنانية منذ مقتل الرئيس رفيق الحريري قد صرف انظار الرأي العام العالمي مؤقتا عن القضية المحورية للصراع في المنطقة، عن ما يجري على ساحة التطور والصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.
واركز واشدد على تعبير "مؤقتا" من منظور ان القضية الفلسطينية وسبل حلها وما يطرح من مخططات لمواجهتها تبقى قضية مركزية اساسية على الجدول الاستراتيجي لمخطط الهيمنة الامريكي – الاسرائيلي في المنطقة والمفتاح الاساسي لبلورة طابع الحلول لانهاء الصراع الاسرائيلي – العربي ولرسم طابع الهوية المستقبلية للتطورفي المنطقة برمتها.
فالتحالف الاستراتيجي العدواني الامريكي – الاسرائيلي ينطلق لتجسيد مخطط الهيمنة في المنطقة من الرهان على ان بلورة حل للقضية الفلسطينية يكون طابعه عاملا هاما مساعدا لاملاء "سلام امريكي" – باكس امريكانا – يدجن من خلاله انظمة وبلدان المنطقة في اطار مشروع "الشرق الاوسط الكبير" لخدمة المصالح الاستراتيجية والطبقية الامبريالية الامريكية والاسرائيلية. فاملاء حل امريكي – اسرائيلي ينتقص من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية الشرعية يساعد على تمرير المخطط الامريكي التآمري على العراق وشعبها، مؤامرة تعزيز قواعد النهب الاحتكاري لخيراته وثرواته ومصادرة هويته الوطنية وشحذ السكين على رقبة وحدته الاقليمية والوطنية لتمرير مخطط تقسيم العراق الى دويلات قومية وطائفية، كما ان املاء حل امريكي – اسرائيلي على الفلسطينيين يكون بمثابة مكبس ضغط على سوريا لاملاء حل ينتقص من حق السيادة السورية في هضبة الجولان المحتلة، هذا اضافة الى مؤامرة توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه الشرعي بالعودة المسنود بقرارات الشرعية الدولية.
لقد اكدنا دائما، ونؤكد اليوم ان انجاز حل عادل للقضية الفلسطينية يضمن الحقوق الوطنية الفلسطينية بالتحرر والاستقلال الوطني يخدم المصالح الحقيقية ليس للشعب العربي الفلسطيني فحسب، بل كذلك لجميع شعوب المنطقة. ولهذا فان مسؤولية جميع من تهمهم مصلحة تطور بلدانهم وشعوبهم حضاريا في ظل الامن والاستقرار ورايات الاستقلال الحقيقي ان يعوا حقيقة البعد الكارثي للمخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي – الاسرائيلي المرسوم ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة. ان يعوا اهمية مواصلة تصعيد عمليات الدعم والتضامن العالميين مع الكفاح العادل للشعب الفلسطيني لانجاز حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، حقه في الدولة والقدس والعودة: فاكثر ما نخشاه ان تغرق القوى المناصرة للحق الفلسطيني المشروع. من انظمة واحزاب ومنظمات غير حكومية ومختلف حركات السلام وحقوق الانسان، في بحر من الوهم القاتل والتضليلي، بان الفلسطينيين والاسرائيليين ، القيادة الفلسطينية، وحكومة الاحتلال الاسرائيلي، يركبون اليوم قطار التسوية ولا حاجة بعد للتضامن والدعم! انه نفس الوهم القاتل الذي رافق تراجع التضامن العالمي مع نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية بعد اتفاقات اوسلو التي جنزها المحتل الاسرائيلي وتخضبت بدماء جرائمه الوحشية – ومعطيات ارض واقع ما يجري اليوم على ساحة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني من مفاوضات ومواقف تؤكد ان المشوار لا يزال طويلا لانجاز التسوية السياسية العادلة، وانه لا مفر من شحذ مختلف اسلحة التضامن العالمي والمنطقي والاسرائيلي لقوى السلام مع نضال الشعب الفلسطيني العادل من اجل حريته واستقلاله الوطني. فدائما اكدنا ونؤكد اليوم ان فشل قوى التآمر الامبريالي – الصهيوني والرجعي العربي المتواطئ معهما في دفن الحق الفلسطيني خلال 56 سنة ومنذ النكبة يعود اولا وقبل كل شيء الى الصمود الاسطوري الفلسطيني المتمسك بثوابت حقوق الشرعية واستعداد هذا الشعب للتضحية باغلى الثمن، بالارواح، دفاعا عن حقوقه والى التضامن العالمي مع هذا الشعب وحقوقه الوطنية. وهذان العاملان الصمود الفلسطيني المسنود بالتضامن العالمي، كفيلان بافشال المخططات الامريكية – الاسرائيلية للانتقاص من الحقوق الوطنية الفلسطينية الشرعية.
ونحن نؤكد كل ما سبق ذكره على ضوء المستجدات الحاصلة منذ وفاة الرئيس الفلسطيني الرمز ياسر عرفات وانتخاب رفيق دربه محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية في انتخابات دمقراطية. ويراهن تحالف الشر الاسرائيلي – الامريكي انه بالامكان حرف نظام ابو مازن الى زاوية التفريط بالعديد من ثوابت الحقوق الوطنية التي تمسك بها الرئيس الراحل عرفات واملاء حلول نصفية تحرم الشعب الفلسطيني من حقه في دولة مستقلة ذات مقومات طبيعية قابلة للحياة، يراهنون على خطة الفصل الشارونية "والدولة الفلسطينية المؤقتة" كبديل للحل العادل يغتصب ويقدم للمحتل نصف اراضي الضفة الغربية ويحرم اللاجئين من حق العودة.
لقد كتبنا بما فيه الكفاية عن مضمون وابعاد واهداف هذه الخطط التآمرية، ولكن ما نود تأكيده ان القيادة الشرعية الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس (ابو مازن) يواجهون المؤامرة بحكمة سياسية تأخذ بالاعتبار معطيات الواقع بناء على قراءة صحيحة لساحة الصراع والتوازنات القائمة منطقيا وعالميا. لقد صادر ابو ماون حتى الآن العديد من الاوراق التي كان يستغلها المحتل الاسرائيلي كذرائع لمواصلة تصعيد ارتكابه للعدوان والجرائم والتنكر للعملية السياسية ولاستئناف المفاوضات السياسية. بسياسته الحكيمة اكتسب ابو مازن تعاطفا دوليا متزايدا مع حق الشعب الفلسطيني بالتحرر والدولة والاستقلال الوطني.
صادر ابو مازن من المحتل ورقة" انه لا يوجد ند فلسطيني للتفاوض معه"، يعمل على وقف عسكرة الانتفاضة ووقف اطلاق النار لمصادرة ذريعة التضليل الاسرائيلي – الامريكي – وخلق الظروف والمناخ لدفع عجلة التسوية السياسية.
نخط هذه المعالجة يوم الاربعاء 16/3/2005 في وقت يجري فيه ولليوم الثاني الحوار الفلسطيني – الفلسطيني في القاهرة بين مختلف الفصائل الفلسطينية بهدف التوصل الى اتفاقية هدنة ووقف لاطلاق النار. وما نتمناه ان ينجح هذا اللقاء في تحقيق اهدافه التي في مركزها رص وحدة الصف الفلسطيني المتمسك بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف. وهنالك مؤشرات ايجابية في هذا السياق، فاعلان حركتي حماس والجهاد الاسلامي استعدادهما للموافقة والالتزام بهدنة مؤقتة حتى ثلاثة اشهر وانه من غير المنطق وغير صحي سياسيا الالتزام بهدنة طويلة الامد والى ما لا نهاية زمنيا من طرف واحد في وقت لا يلتزم فيه المحتل الاسرائيلي بالتهدئة ووقف النار ويواصل ارتكاب جرائمه الدموية في المناطق المحتلة. وقد سبق لقاء الحوار اعلان حماس عن نيتها المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة وحتى احتمال المشاركة في السلطة وفي منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها. وهذا ينطوي على مدلول سياسي هام اذ يعني نية حماس الانخراط كتيار سياسي على الساحة السياسية الفلسطينية وان يكون لها "حصة دسمة" في السلطة الفلسطينية.
امام هذا التوجه والموقف الفلسطيني الحكيمين اللذين يعكسان الرغبة الفلسطينية الحقيقية بالتسوية السياسية، امام هذا تواصل حكومة شارون – بيرس الاحتلالية ممارسة سياسة الصلف والاستفزاز ووضع العراقيل في طريق تهدئة الاوضاع وخلق المناخ المناسب لدفع عجلة التفاوض والتسوية السياسية.
لقد حذر الرئيس محمود عباس حكومة شارون من سياسة التلكؤ في تنفيذ ما اتفق عليه في شرم الشيخ. والواقع انها لا تتلكأ بل تمارس عمدا عملية توسيع رقعة الاستيطان ومواصلة بناء جدار الضم الاحتلالي وبدعم من ادارة بوش الامريكية، ومواصلة جرائم التصفيات والاغتيالات وملاحقة مقاومي الاحتلال. والانكى من ذلك، الامر الذي يفضح حقيقة سياسة واهداف المحتلين المعادية للتسوية السياسية ان رد شارون وحكومته على حوار الهدنة الفلسطينية جاء سريعا، انهم يرفضون ما يتوصل اليه الفلسطينيون من اتفاق حول الهدنة وان "مطلب" المحتل تفكيك بنية فصائل المقاومة، خاصة حماس والجهاد الاسلامي وتجريدها من السلاح. هذا في وقت تسعى فيه السلطة الفلسطينية لبلورة سلطة واحدة وقانون واحد وتوحيد قوى الامن في ثلاثة اجهزة.
اننا ندرك جيدا ان المحتل ما كان يستطيع العربدة بسياسته الرفضية العدوانية لولا الدعم الامريكي والموقف العربي الرسمي المتخاذل والمتواطئ. ولكن كما قلت سابقا فان صمود الشعب الفلسطيني موحد الصفوف والمتمسك بثوابت حقوقه الوطنية ومساندة قوى التضامن والسلام وحقوق الانسان مع قضيته العادلة كفيلان بلخبطة حسابات اعدائه وبانجاز حقوقه الشرعية بالحرية والاستقلال الوطني، فالصمود والوحدة والتضامن الاقانيم الثلاثة لمواجهة المخططات الاستراتيجية الامريكية – الاسرائيلية وافشالها وهذا ما اثبته نضال وانتصار مختلف الشعوب التي تحررت من نير الاستعمار.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنزة ولو طارت
- على ضوء لقاء الاحزاب الثلاثة في عمان: مبادرة الانطلاقة
- حين يلعب الاحتلال بالقانون الدولي!
- ألقاموس الثقافي- لاستراتيجية الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية
- المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي: قضايا ومهام من منتج ...
- لإزاحة غمامة الشؤم الكارثية من سماء المنطقة
- هل تخرج جريمة اغتيال الحريري من اطار مخطط العدوان الاستراتيج ...
- في مؤتمره السابع عشر ألحزب الشيوعي اليوناني يطرح استراتيجية ...
- ألانتخابات العراقية في موازنة الواقع وآفاقه
- -حليمة تواصل عادتها القديمة-!
- شارون والمختار العربيد
- ما هو المدلول الحقيقي لتعيين الامريكي ستانلي فيشر مديرًا لبن ...
- -الخدمة الوطنية- في خدمة من؟
- لمواجهة تحديات الانفلات الفاشي
- المدلول السياسي والاقتصادي لاتفاقيات التطبيع الاسرائيلية – ا ...
- صباح الخير بقاء الحال من المحال
- دعوة التمرد الفاليرشتانية في حظيرة قرد يتمرد على خالقه
- صباح الخير يرحم ابو رتيب!
- على ضوء عمليات الهدم والمصادرة في دير الاسد والنقب:ألم يحن ا ...
- هل تجري تهيئة المناخ لـ -باكس امريكانا- في المنطقة؟


المزيد.....




- سارة نتنياهو تتهم الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري ضد زوجها ...
- كوريا الجنوبية.. ارتفاع عدد القتلى إلى 23 شخصا في أحد أسوأ ح ...
- .بالفيديو.. مراسم تسليم مفتاح الكعبة المشرفة للشيخ عبدالوهاب ...
- نجم عالمي شهير يصفع يد معجب يحاول لمس ذراعه (فيديو)
- غالانت لأوستين: إيران أكبر خطر على العالم مستقبلا
- الأسباب المحتملة للشعور بالتعب معظم الوقت
- روسيا تحوّل صاروخ -توبول – إم- الاستراتيجي إلى صاروخ فضائي م ...
- سياسي بريطاني يحمّل رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون مسؤولية ...
- جوليان أسانج يقر بذنبه والمحكمة تأمره بتدمير المعلومات على م ...
- أسانج يقر بالذنب أمام محكمة أميركية تمهيدا لإطلاق سراحه


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - الصمود والوحدة والتضامن