مختار عبد العليم
الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 05:44
المحور:
الادب والفن
- هل تظن أنك قادر على مشاركتنا؟!! أنا شخصياً لا أظن ذلك أبداً. لا لا لا بل أنا متأكد.
- أنت تعرف معنى التأكد؟!! لماذا تقول لي هذا؟
- أقوله لعلمي بك.
- وماذا تعرف عني؟
- واحد من قطيع لا ينتهي طول طابوره.
- وهل أنت خارج عن القطيع؟
- أنا قائد القطيع يا حيوان.
قهقه مراوغاً: ومَن الذي نصبك لقيادتنا إن شاء الله؟ وهل أنت قائد بفعل فحولتك الزائدة؟ أم لإنك حذاء صاحب القطيع؟
أدخله سؤاله في دوامة صارت تأرجحه أرجحات مميتة:
بماذا أجيب؟ لماذا أنا؟ صحيح لماذا أنا؟ وبالفعل مَن أنا؟!!!
باغته بسؤال آخر:
إذا كنت قائداً بفعل فحولتك فلماذا أنت تائه هنا وسط القطيع؟
رفع ذراعه في عصبية ملفتة ليصفعه.
أمسكه من خصره وتابع:
إياك أن تتصور أن فحولتك سترهبني وتذكر دائماً أن الشيء ليس بوزنه يا بغل.
أنزل ذراعه مكرهاً وقال له:
والله إن لم تغرب عن وجهي الآن لأضربنك بقالب الطوب هذا.
- بلطجي لا محالة.
تفرق كلاهما عكس اتجاه الآخر فعلق ثالث بقوله:
كلنا في الهوى سوى يا أولاد الوسخة.
فسمعه رابع وأكمل باطمئنان:
كل شيء صحيح، كل شيء على ما يُرام.
وواصل الجميع نحو صوت الرابع متقافزين حوله في رقصة استسلام رائعة.
وصاحب اليد العليا وواهبهم حصص التبن والبرسيم كما يتراءى له، يقف فوق تبة عالية يشاهد بقلب مطمئن وعقل واثق من التفاف الرقصة حول وزيره البطل...
الثانية عشرة وخمس وأربعين دقيقة بعد منتصف ليل السبت الموافق الثامن من أكتوبر 2011...
#مختار_عبد_العليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟