حمان و المسألة التعليمية

محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 02:18
المحور: كتابات ساخرة
    

ارتأى السيد حمان أن يتوقف عند طبيعة الأزمة التعليمية، التي أصبحت تثير في كثير من الأحيان الأسئلة، خصوصا أن خزانته مالت من جهة اليسار لما تحمله من كتب و مجلات، تتعلق بالتربية، و التعليم، و التعلم، و الديداكتيك... هل هذا الثقل الموجود على رف من رفوف الخزانة لم يجد حلا لهذه الأزمة المستعصية على الحل؟ أم أن هذه الكتب المتعددة المناهج و العناوين لا تجيب عن الأزمة بشكل علمي رغم ادعاء علميتها؟ أم أنها لم تجد الفاعلين التربويين الحقيقيين لتطبيق ما جد في عالم التربية و التعليم و التعلم؟ أم الأسماء الجدد الذين يشتغلون في هذا الحقل غرباء عن هذا الحقل، و كأنهم يتحدثون عن اهتمامات خارج مجال التعليم؟ أسئلة كثيرة طرحها حمان على نفسه و هو ينقب في هذه الكتب المهتمة بهذا المجال، لم تساعده سيجارته الملتهبة، و الموضوعة بين الشفتين، على الدفع بالحل إلى التبلور، كما أن القهوة المرتشفة بتأن لم تدفع الدماغ على إيجاد المفاتيح لهذا السر الغريب، كل ما تبادر إلى ذهنه في هذه اللحظة، هو التشخيص الذي صرح به أحد الفاعلين التربويين و هو عبارة عن شيخ يشتغل مديرا لمدرسة ابتدائية الذي علق على الأزمة التعليمية المغربية بطريقة بسيطة لكنها عميقة الدلالة:
-- " أن التعليم المغربي يشبه حفلا كبيرا، حضره الكثير من المدعوين، لكن لم يهيئ له منظموه أية وسيلة لاستقبال كل هؤلاء الحاضرين،فانقلب إلى فوضى عارمة، لا يمكن التحكم في تداعيات عواقبها"
و في نفس السياق أضاف:
- "التعليم كالمرأة التي تركت ابنها لدى جارتها، و عندما اقترب موعد أخذه قامت الجارة بمسح الزيت على صدر الطفل، و قالت لها:
- "إن ابنك، أكل حتى فاض الزيت على صدره"
علما أنه لم يتناول أي طعام.
أما عن الآفاق التي يؤول إليها التلاميذ في المستقبل صرح المدير:
- "أن التعليم مثل القيام بالصلاة، إذا لم يصل المرء فهذه مشكلة لأنه يرغب في الوصول إلى الجنة، و إذا قام بالصلاة فأنه لا يعلم هل سيصل إلى الجنة المعهودة أم لا، لهذا فهو يصلي، تاركا الأمر بيد الله سبحانه و تعالى".
شعر حمان بعمق أفكار المدير، و بدأ يبحث في تلك الكتب التربوية عن مدير آخر شاخ في التربية و التكوين لعله يجد ما يرشده و هو يحدث نفسه من حين لآخر:
- حمان أحمق ، حمان معتوه، سيجد الحل يوما ما، خارج هذه الكتب، خارج هذا التاريخ، عندما يستمع لمثل هؤلاء الممارسين التربويين، و حكمهم في مجال التربية .

#محمد_هالي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات