|
القاص والشاعر المغربي عبد النور مزين.. في ضيافة المقهى؟؟!
فاطمة الزهراء المرابط
الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 20:16
المحور:
مقابلات و حوارات
- الحلقة 112 -
من عروسة الشمال طنجة، المدينة التي لا تتوقف عن إنجاب الأقلام الجميلة، مبدع يجمع بين القصة والشعر والرواية، يختار الحروف بعناية فائقة ليؤثث فضاء الورقة البيضاء وهو جالس بمقهى لافوكا أو بانوراما أو كلاسكاو... المقهى عند المبدع عبد النور مزين محراب لممارسة الإبداع والعزلة، والفضاء الملهم لكل كتاباته..
من هو عبد النور مزين؟
عبد النور مزين، 47 سنة، متزوج، طبيب وأب لطفلين. ولد ببني أحمد (شفشاون) حيث أكمل التعليم الابتدائي قبل أن يلتحق بشفشاون المدينة لينال الشهادة الابتدائية هناك. نال شهادة الباكالوريا والتحق بكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس بالرباط حيث نال شهادة الدكتوراه في الطب وعاد للعمل كطبيب بمدينة شفشاون قبل أن يتنقل بين مختلف المدن ليحط به الرحال في مدينة البوغاز طنجة.
متى وكيف جاء عبد النور مزين إلى عالم الكتابة؟
خلال المراحل الإعدادية والثانوية والجامعية وكذلك أثناء مرحلة الممارسة المهنية في مختلف المدن التي زاول بها، لم ينقطع عن متابعة هوايته الأساسية وهي الاهتمام بعالم الأدب قراءة ومتابعة و محاولة كتابة إبداعية سواء باللغة العربية أو اللغة الفرنسية. كان الإقبال على كتابات نجيب محفوظ وحنا مينة وعبد الرحمن منيف وجبرا ابراهيم وجبرا وغادة السمان وكذلك فلوبير واندري جيد وهنري طروا وجاي دي موباسان وآخرون. فبالإضافة إلى نشر بعض القصائد وهو لا يزال بالمرحلة الثانوية في ملحق جريدة الرأي الصادرة بالفرنسية كانت أولى قصصه المنشورة بالملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي سنة 1992 وهي قصة "عندما تزهر شجرة اللوز" التي نشرها باسم مستعار وهو علي غالي. منذ ذلك الوقت لم تنقطع صلته بالكتابة شعرا وقصة قصيرة إلى أن تم تجميع القصص في مجموعة قصصية بعنوان "قبلة اللوست" في 148 صفحة من القطع المتوسط الصادرة عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط سنة 2010. وقريبا جدا يصدر له ديوان شعري ورواية "برق وشظايا" بالعربية بالإضافة إلى رواية أخرى بالفرنسية وهي عبارة عن رواية للخيال العلمي.
أصبح الإصدار الأول هو الهاجس الأساس للمبدع المغربي وما يرافقه من بهرجة الاحتفاء والإعلام المشكوك فيه، ليحمل صفة الكاتب، كيف ينظر المبدع عبد النور مزين إلى هذا الوضع؟
لا أدري في الضبط أين قرأت هذه الجملة "كتبت كتابك ! فلتذهب إلى الجحيم" وقد كنت أبحث في الشبكة العنكبوتية عن طريقة مثلى للتعريف بإصداري الأول. لم أفهم كثيرا ما كان يقصده إلا عندما بدأت بمحاورة التعريف بهذا المنتوج الجديد. فعرفت معنى الجحيم الذي كان تقصده. جحيم اللامبالاة التامة التي يتم التعامل بها داخل الوسط الثقافي. وقد كان قوله صحيحا إلى حد بعيد. العبور من مرحلة الكاتب الذي يكتب لنفسه إلى مرحلة الكاتب المقروء مسار محفوف بالعقبات إن لم أقل بالمخاطر. الكاتب الجديد ذلك الوافد الغريب إلى حقل ملغوم وشديد التسييج بتلك الأسلاك الشائكة الغير القابلة للاختراق والتي تحيط بما يمكن أن نسميه بشرعيات إبداعية قائمة تنتصب حارسة على البوابات المفضية إلى القراء. وكل محاولة للعبور بدون تأشيرة تصنف مباشرة بتلك الأوصاف التي نجدها في قواميس الهجرة السرية مع ما يعني ذلك من شرعية كل أنواع الممارسات الناتجة عن ذلك "العبور الغير الشرعي" والتي أهونها "الطرانسفير" أو الترحيل إلى العوالم التي قدم منها. هذا هو الانطباع الذي ساد بعد صدور العمل القصصي الأول. ولا أظنني الوحيد الذي مر بهذه التجربة. الكتاب وجد أولا وأخيرا كي يقرأ والحكم عليه ومن ثم الحكم عليه من ناحية القيمة الفنية. أما تجاهله فهذا لا يحتمل إلا وجهين. وجه عدم المواكبة للإصدارات الجديدة ووجه التجاهل والمحاصرة وهذا أخطر بكثير لأنه يستحضر بالضرورة الإجابة عن سؤال لماذا؟ ومحاولة الإجابة عن لماذا هذه لا أظن أن الحيز الحالي يتيح امكانية ذلك.
ما هي طبيعة المقاهي في طنجة؟ وهل هناك مقاه ثقافية؟
طنجة فضاء خاص بامتياز. المقهى فيها فضاء متعدد لنشر الأفيش الاجتماعي. وبالتالي فلا عجب أن تجد فضاءات تختار زبائنها إبان كتابة لائحة الأسعار على "الموني" وبالتالي فالمقهى هنا يأخذ شكل المجتمع بتعدده وتنوعه. فلا عجب أن تجد الكثير من الذين يحاولون الترقي الاجتماعي بالانتقال من مقهى إلى مقهى أخر أرقى اجتماعيا بأفيشات مغايرة. لكن الحال لا يدوم إذ يرجع كل واحد إلى مقهاه الاجتماعي الخاص به. المهووسون بالكتابة سعوا دائما إلى إضفاء صفة الثقافة على فضاء المقهى لكنه عنيد، إذ عادة ما يرجع المقهى إلى عالم المجتمع الذي نذر له ليغلب الطابع على التطبع دوما. والكاتب مجبر على العبور عبر كل تلك الأفيشات جميعها كشاهد على ذلك كله.
"هناك علاقة تاريخية بين المبدع والمقهى" ما رأيك؟ وما هي طبيعة علاقة الكاتب عبد النور مزين بهذا الفضاء؟
المقهى بالشكل الذي قلته يبقى دائما فضاء إبداع بامتياز، ذلك لأنه يمكنك من التقاط صور ونماذج لتواجد اجتماعي شديدة التنوع والاختلاف باختلاف النماذج البشرة في الحياة. أما بالنسبة لي فإن المقهى يبقى ذلك الفضاء الملهم للعملية الإبداعية سواء في الكتابة أو ممارسة أقصى درجات العزلة داخله مهما كانت درجة صخبه. إنه شديد الالتصاق بالكتابة لدي.
"يعتبر المقهى فضاء ملائما للكتابة" فهل سبق وجربت جنون الكتابة بهذا الفضاء؟
أنا لا أكتب في المنزل. أنا أكتب في المقهى بكل بساطة وكل كتاباتي كانت في مقهى ما بجوار نادل وصوت مذياع أو تلفاز. وأخيرا طرأ شيء تكنولوجي أثر في اختيار المقهى بشكل حاسم لا رجعة فيه وهو "الويفي" وخدمة الانترنت.
ماذا يمثل لك: طنجة، الورقة، الحرية؟
طنجة: مدينة تمارس طقوس غواية قاسية في الكتابة والفن من المستحيل مقاومتها، سواء غواية الليل أو النهار.
الورقة: لا زلت تحت سطوة غوايتها في الكتابة. كثيرا ما حاولت خيانتها مع الشاشة البراقة للحاسوب. لكنني أعود دوما لأستجدي غفران فضاءات الحب القديم على سطح بياضها وأسطر على خدها ما أريد من قبلات.
الحرية: هي ثورة دائمة في الذات. تنتفض لترتفع الرايات ويتقدم الزحف لكن كثيرا ما تنتكس وتتقهقر لتعاود الاشتعال من جديد.
كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟
الثقافة جزء من المجتمع والمقهى مجتمع قائم البنيان، فلا أرى ثقافة تستطيع أن تمطط لتتخذ شكل المجتمع.
#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشاعرة المغربية رشيدة بورزيكي.. في ضيافة المقهى؟؟!
-
-هديل السَّحَر- إصدار شعري للشاعر المغربي بوعلام دخيسي
-
-الراصد الوطني للنشر والقراءة بالمغرب- (بلاغ)
-
الفنان التشكيلي والمسرحي المغربي عبد الحفيظ مديوني.. في ضياف
...
-
الشاعر المغربي حسن كريم مولاي.. في ضيافة المقهى؟؟!
-
القاص المغربي حميد الراتي في ضيافة المقهى؟؟!
-
الشاعرة المغربية سعاد التوزاني.. في ضيافة المقهى؟؟!
-
إعلان عن مسابقة جرسيف للزجل
-
-مرايا الحنين- إصدار شعري للمبدع المغربي محمد محقق
-
-الشعر العربي المعاصر بالمغرب: جدلية الاختلاف والائتلاف- إصد
...
-
الرباط تحتفي ب-أحزان حمان- للروائي والشاعر عبد القادر الدحمن
...
-
- بين ماءين- إصدار شعري للمبدع المغربي مزوار الإدريسي
-
أصيلة تحتفي بالشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي
-
- شعراء فرنسيون من القرن التاسع عشر- إصدار جديد للشاعرة والم
...
-
- قرارة الخيط- سيرة ذاتية للكاتب المغربي جمال العثماني
-
-جمالية البناء الفني في النقد الأدبي العربي- إصدار نقدي للكا
...
-
- نحو تأصيل الدراسة الأدبية الشعبية بالمغرب- إصدار جديد للكا
...
-
الشاعر أحمد هاشم الريسوني.. في ضيافة القصر الكبير
-
-شيء يشبه الروح- إصدار شعري للشاعرة المغربية فتيحة أولاد بنع
...
-
-سانشو بانشا يدخل المدينة- إصدار قصصي للمبدع المغربي محمد ال
...
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|