أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - لن تخيفني الجرذان














المزيد.....


لن تخيفني الجرذان


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن تخيفني الجرذان

القاضي منير حداد
خلال لقاء اجرته مذيعة امريكية، مع الجنرال الذي اشرف على توجيه الصواريخ الى منزل الفنانة ليلى العطار؛ عقابا على رسمها صورة بوش الاب، تحت اقدام الداخلين الى فندق (الرشيد) تحدث مفاخراً بدقة التصويب؛ فاستفزت المذيعة: سيادة الجنرال هل بلغنا من السفالة الى حد قصف فنانة في بيتها.
استحضرت هذا الحوار وانا اعيش لحظة تعرضي لمحاولة اغتيال، بعد ظهر الاثنين 31 كانون الاول 2012 ذكرى اعدامي للطاغية المقبور صدام حسين.
تداعت سنوات العمر الذي تصرم تحت هواجس العذاب.. اعتقالات واعدامات ومطاردات، من نظام البعث المقبور لنا واهلنا وذوينا، آملين ان يعود العراق الينا، حاضنة حنون، في ظل الديمقراطية التي انتشلناها من مخالب الاسد.
استضعف صدام الشعب العراقي كله، ازاء آلة العنف البشعة، التي سحقت الجميع، وخاصة الكرد والشيعة، ونحن الفيلية.. مدومنين على الراسين.. كرد وشيعة.
تجاوزنا شدة الخصوصية في العذاب الذي لقيناه على يد صدام وبعثيته، وفتتنا العقد لنعمل متحررين من آثار ضيمه، متعظين بما جرى كي لا يعثر العراق بالحجر ذاته مرتين.
لكن، يبدو ثمة من يتعمد اعادة الحجر الذي ابعده الله عن الطريق، الى موضعه؛ كي نظل نعثر به مرات ومرات؛ فهي الاساليب ذاتها تستخدم الآن في تصفية من يقول الحق خدمة للعملية السياسية.
وما يتعذر فهمه، في السياسة التي تقوم على الغموض اكثر من الوضوح، هو ان الاعتداء على المخلصين للعراق، تأتي من قبل اناس يفترض انهم في العملية السياسية الآن، وربما على رأس مفصل فاعل في توجيه مجرياتها.
نجاتي من محاولة اغتيال بعد ظهر يوم الاثنين، في اليرموك، على الطريق المؤدية الى المطار، باسلحة كاتمة، اطلقها ملثمون من سيارة نيسان حديثة (فوريل) من دون ارقام، في مكان مدجج بالقوات الامنية.. جيش وشرطة.. يدل على ان تلك هي مكافأة العراق لي في ذكرى اعدامي الطاغية صدام حسين.
انهم جرذان يختبئون في جحورهم، بالقياس الى انطلاقي في العلن حرا لا اكبل نفسي ولا اقيد حركتي تحاشيا للموتورين الذين يريدون الاقتصاص مني نظير كلمة حق قلتها في التلفزيون.
وهكذا اجد رد المذيعة على الجنرال حاضرا، هل بلغت السفالة، باصحاب القرار الى حد تصفيتي انا القاضي الذي اعدم صدام، نظير كلمة قلتها انصافا للحق، لم اقصد فيها ان اكون ضدهم ولا مع اعدائهم، انما تحدثت في التلفزيون، انطلاقا من ايماني بالموقف الدستوري، إزاء اجراء حكومي ترتبت عليه ردة فعل شعبية، فبصرت الطرفين، بما لهما وما عليهما، من دون ان اتبنى احداً او اتنافر مع احدٍ.
سئلت والمسؤول مؤتمن، رد الامانة للسائل، يتم امام الله والدستور والشعب، من خلال الاجابة الدقيقة من دون محاباة ولا مجاملة؛ فالحق اولى ان يتبع، ولو كلفني حياتي في محاولة اغتيال نجوت منها بمعجزة.
"قال كذلك قال ربك هو علي هين".
فالمعجزات يسيرة على الله يخص بها عباده المخلصين؛ ما يجعلني واثقا في اتكالي عليه.. جل وعلا.. بمعاقبة المجرمين الذين اعرفهم، ولا رد عندي عليهم، انما افوض امري لله، هو مولانا وهو نعم النصير.
لكن من واجبهم ان يصغوا لقولي، ومن حقي ان اقول: هذه الرسالة التي بعثتموها لي من خلال الاسلحة الكاتمة التي خسأت جبنا عن النيل مني، وانا فردا اعزل، وهم مدعومون بقوات امن تملأ طريق المطار ليل نهار، غابت في تلك اللحظة، كي تدع الرسالة تصل من خلالي لكل مخلص للعراق، انها لن تخيفني، مثلما لم اخف صداما في عنفوان جبروت طغيانه، وكنت في معتقلات امن مدينة (صدام) آنذاك، على شفى جرف ينهار الى الاعدام، وانا اهرج وامزح ضاحكا، واسست المحكمة الجنائية باعصاب قوية وعملت نائبا لرئيسها وأدرت موقفا، في ليلة واحدة.. من التاسعة ليلا الى الخامسة صباحا يوم 30 كانون الاول 2006، يحتاج جيشا من قضاة يعملون شهرا كاملا، تمكنت خلاله من اعدام صدام الذي لو اشرقت شمس 1 كانون الثاني 2007 لأفلتته الشركات الامنية الامريكية المتخصصة، ولكان هذه اللحظة في نيويورك يكرز لبا ويشرب ويسكي محتضنا احدى حسناوات هوليوود، مثلما حصل لايهم السامرائي ونمير دهام وسواهما ممن فلتوا من سجن المطار في بغداد.
أيكون هذا جزائي، وقبله تجريدي من تقاعدي كقاضٍ بعد حل المحكمة الخاصة، وها انا اتعرض لمحاولة اغتيال نظير كلمة حق قلتها، مذكرا بنصوص الدستور، التي تمس الظالم وتنصف المظلوم.



#منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخص المالكي وحكومته نفيد من المتاح سعيا الى المستحيل
- انصاف السوانح واشباه الفرص
- حسين الاسدي.. يتورط بجنون وصف لا مسؤول
- نصيحة للمالكي غض الطرف جريمة ترقى الى الارتكاب
- القضاء المصري يهزم الفرعون الجديد
- الملكية لذة العافية
- النجيفي يدخل العراق الى العالم من بوابة غزة
- الهي لم تركتني
- إن تمسكتم به لن تضلوا عمار الحكيم.. قبس نور إئنسوه
- الثورات تاكل ابناءها ترفعوا عن الصغائر تدوم النِعَم
- شمالي القلب ومركزه.. جناحا اليوتوبيا العراقية
- الكويت.. ريح وريحان وطيب مقام
- لا دموع اذرفها وراء الجفاة
- دية الملك البريء فيصل الثاني شهيد العسكرية الهوجاء
- ايقظ عمار الحكيم احلامنا فليقتديه الآخرون
- جوقة اثنية للتفاؤل
- العالم اجمل من دون طغاة
- يختلفان بقدر محبتهما للعراق تبادل التصريحات المتشنجة صعود نح ...
- البرنامج القرآني الكريم للسلطة
- الرب وانبياؤه براء من الظالمين


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - لن تخيفني الجرذان