أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلامة عطاالله - دحلان فى مسلسل درامى تاريخى














المزيد.....

دحلان فى مسلسل درامى تاريخى


سلامة عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 18:16
المحور: كتابات ساخرة
    



حينما كنت داخل أقبية تحقيق جهاز الأمن الداخلي في غزة، على خلفية عمل صحفي، توعدني المحقق ببث شائعات تتهمني بالعمالة لإسرائيل، وأردف قائلا: حينها سيطالبنا الجميع بالقصاص منك، ولن يجرؤ الإعلام للدفاع عنك.
لم تغادرني هذه العبارة، وجعلتني أعيد التفكير بشأن دعاية حماس العلنية والخفية بحق خصومها السياسيين، وشاء الله أن أجري مقابلة مع دحلان قبل عام لصالح قناة فرانس 24، وأتحدث مع الرجل على هامش اللقاء.
ولأن المجالس امانات، فليس من حقي الحديث بما عرفت منه، بعد أن عرفت عنه، ولست أدافع ولا أجامل، فهكذا أمور، تعالج في قاعات المحاكم المهنية النزيهة، وليأخذ القانون مجراه.
عدت الى غزة بعد لقاء الرجل في القاهرة، قابلني زملاء في الصحافة، وآخرون وآخرون، ولم يتمكن كثيرهم من إخفاء وساوسه، فسئلت كثيرا: كم أعطاك دحلان؟، واكتشفت بأن انطباعا سائدا داخل العقل الجمعي في غزة، بأن أبو فادي يشبه خلفاء الدول الإسلامية في المسلسلات التاريخية المصرية..أعطه درة من المال..مكافأة لقصيدة مدح..وامتلاك الناس بالمال، بيد أن دحلان بخلني، حينما وضع سكرا الى جانب القهوة، بدل الذهب.
تعرف حقيقة من وقع عليه الاتهام ، بمن أوقع عليه الاتهام، لأنني أشرف مليار مرة ممن عذبني في سجون أمن حماس، ثم هددني بالشائعات، وعلمت لاحقا، بأنهم استخدموا وسيلة لا داعي لذكرها، كي يضغطوا على شخص لتسجيل فيديو، يتهمني بدفع المال لإخراج تقارير إعلامية مفبركة، ثم جاءني الشخص نادما ليعتذر، وقال: أرغمت على ذلك..مبروك عليكي الفيديو يا حماس، وفي السياق أذكر، وقبل أن يتوب الله علي من العمل في قناة تابعة لحماس، عايشت كيف يطبخ التشويه الإعلامي، ولتوضيح ذلك وقت آخر، ومساحة أخرى.

المشكلة ليست في حماس وحدها، بل أيضا في قابلية الشارع الفلسطيني لامتصاص الشائعات، هدى الله شعبنا، كم يظلم نفسه بنفسه..وهذا إنتاج طبيعي، لأفكار تكافئ تجسس الأخ على أخيه، لصالح الفصيل والمسؤول، واقتبس من شاعرنا درويش: "أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وشيخي علي".
يتفق معي كثيرون بأن كثيرين في شعبنا مصابون بخصال دنيئة: أعداء التقدم، صناع المؤامرات، يستكثرون على جارهم أو ابن مدينتهم أو زميلهم، أو موظفهم، أن يتقدم أو يتميز، فيرمونه بالعجب العجاب، كي يحل عليه الذبح، وفي المقابل، يبهرجون بضاعة آخرين، سيما ممن لا يعرفونهم، وهذا يفسر جزءا، من نصب العداء المفتوح، لشخص من غزة، أخطاؤه لا تقل وقد لا تقارن، بمن جاؤوا يحكموننا، فدخلوا فقراء، وخرجوا يكنزون الذهب والفضة، ثم نقدرهم ونكرمهم، فعلا هؤلاء كانوا أذكياء، فقد استغلوا طبيعة شعب غزة أحسن الاستغلال، وهكذا لا زال يفعل آخرون، خطاب ومسيرة وايام في غزة، ثم مجد وعز هناك.
بعض الساسة يتعاملون مع الرجل وفق القناعة السائدة، بأنه يملك ويعطي ويوزع المكافآت، والغريب وعبر تصفح مصائر من جاوروا دحلان، تكتشف أن بعضهم استفاد من حيويته وفاعليته، وحقق مآرب ثم رحل، دون حتى أن يذكر أو يتذكر، ولا أدري إذا كان أبو فادي هو المسؤول أم غيره، عن الانطباع القائم على فرضية " البقرة الحلوب".
يبدو أن دحلان انتبه متأخرا لأهمية الدفاع عن نفسه، لأنه سيبقى متهم، وسيبقى مطالب بأن يقدم المزيد والمزيد، فهو لا بد أن يقدم، هكذا هو مقيم في عقول الكثيرين، فهل يملك فعلا ليقدم؟،وماذا سيقدم؟، وهل سيتمكن من البقاء مع قدره، متهما ومبادرا؟..سأسأل خبراء النفس، كيف تكون عليه حياة من تعرض لتشويه بهذا الحجم؟، وهل يبقى إنسان طبيعي وسليم نفسيا وفاعلا وايجابيا؟



#سلامة_عطاالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتب يقترح: ابقاء ارض السرايا ميدان حر ودائم للتعبير والتغيي ...
- السرايا ميدان الحرية للتعبير والتغيير
- بدائل عن المهرجان الفتحاوى فى غزة.......
- ما لم ينجح به مشعل..!
- الزهار والدولة وفصل الغفلة.....
- فليخجل إعلام غزة..


المزيد.....




- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلامة عطاالله - دحلان فى مسلسل درامى تاريخى