أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - كاتب نسوي من الصين: لي شو-شين














المزيد.....

كاتب نسوي من الصين: لي شو-شين


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 11:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عاش لي شو-شين في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر إبان حكم عائلة كنْج حيث كانت الأفكار الكنفوشية التقليدية مسيطرة على العائلات الصينية، فكانت عادة ربط مشط القدم للفتاة منذ نعومة أظافرها منتشرة، وتُعد علامة على علو قدر عائلة الفتاة. كما كانت طاعة الزوجة لزوجها هي المعيار السائد، بينما كان اقتناء الجواري ممارسة واسعة الانتشار لدى العائلات الصينية في ذلك الوقت.
وقد ترعرع شو-شين في مقاطعة قريبة من العاصمة بكين، ودرس العلوم والفنون واللغات وبالرغم من نبوغه إلا أنه لم ينجح في تخطي الامتحانات الإمبراطورية المطلوبة للالتحاق بالوظيفة العامة. فقد نبغ شو-شين في الفلك والطب والموسيقى والرسم والشعر، وظهر تفوقه في راويته المعروفة "زهور في المرآة" والتي يعد الجزء الثاني منها على الأخص موسوعة مصغرة. تزوج شو-شين مرتين، حيث توفيت زوجته الأولى وهي في ريعان الشباب، فتزوج من أخت أحد أصدقائه المقربين. وعمل لفترة كاتب بالمحكمة ، وهي الوظيفة التي لم تكن تعد محترمة في ذلك الوقت، إلا أنه ترك الوظيفة ليتفرغ للبحث والكتابة. وعندما توفي عام 1830 كان مغمورًا نسبيًا، ولكن اكتسب الشهرة مع مرور الزمن.
أمضى شو-شين عشر سنوات في كتابة رائعته "زهور في المرآة" والمكونة من مائة فصل. وقد قرأ أصدقاؤه روايته وأعجبتهم كثيرًا ، فأصروا على نشرها بالرغم من معارضة شو-شين الذي كان يتوق إلى كتابة المزيد، إلا أنه توفي بعد ثلاث سنوات من نشر الرواية. وتعد "زهور في المرآة" الآن من كلاسيكيات الأدب الصيني حيث إنها عصية عن التصنيف ، فهي رواية رمزية تجمع بين أدب الرحلات والتاريخ والفنتازيا. وأحداث الرواية تدور في القرن الثامن إبان حكم الإمبراطورة وواه (690-705) وينتصر فيها الكاتب للنساء، فمن شخصيات الرواية نساء متناهيات الذكاء، ومنهن الشريرات حادات الذكاء اللواتي يسئن استخدام السلطة. وتروي الرواية عن رحال يصل إلى ممالك عدة منها مملكة النساء، وفي مشهد رمزي يصف الكاتب وصول الرحالة إلى مملكة النساء حيث يتم اختطافه وإخضاعه ليكون "عبدا" للإمبراطورة، فتقوم الخادمات بتحميته بالماء المعطر، وتزيينه، وإلباسه تنورة، ووضع المكياج على وجهه، وتضفير شعره، وربط مشط قدميه، ثم وضع شبشب أحمر على قدميه المربوطتين. ويحاول الرحالة أن يتخلص من الموقف فيدعي أنه متزوج وعليه أن يعود إلى عائلته، ويترجاهن أن يتركنه وشأنه، إلا أن الخادمات يرفضن طلبه ويعلن أنهن ينفذن أوامر الإمبراطورة التي أمرت بأتمام زينته، وبربط قدمه وبدعوته بعد ذلك إلى مخدعها. ففي مملكة النساء تلك، قام شو-شين بقلب للأدوار فوضع تجربة النساء في البؤرة، ومدح قدرات النساء، حيث يلبس الرجال ملابس النساء ويخضعون لسلطتهن ويقومون بالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال. بينما تلبس النساء ملابس الرجال وتمارسن السياسية والتجارة وتصريف الشؤون العامة. وبتصويره لتجربة رجال يخضعون لعادة ربط مشط القدم وللعبودية فإنه يصور عبثية تلك الممارسات وعدم إنسانيتها. وبتصويره لتجربة نساء يقمن بتصريف الشؤون العامة (فمن دور الإمبراطورة إلى أدوار الحاشية الكل نساء) فإنه ينحاز إلى قدرات النساء الكامنة.
وبالرغم من أن شو-شين لم يدعُ إلى مساواة تامة بين الرجال والنساء، إلا أن أفكاره تعد تقدمية بالنسبة للعهد الإقطاعي الذي عاش فيه. ولقد اشتهرت "زهور في المرآة" في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين عندما بدأ الإصلاحيون الصينيون يرفضون عادة ربط مشط القدم، ويدعون إلى تعليم الفتيات، ثم اندثرت تلك العادة المقيته في القرن العشرين مع قدوم الشيوعية في الصين، ثم تحول الصين إلى أكبر اقتصاد في العالم.
لماذا يتعين علينا قراءة نص من القرن التاسع عشر؟ هذا سؤال مشروع قد يتبادر إلى الذهن، والإجابة عليه بسيطة للغاية، نقرأ لنتعلم، كما نقرأ التاريخ لنتعظ مما يمنحنا إياه من دروس. فلقد قرأ الزعيم الصيني ماو تسي تونج رواية أخرى من نفس الحقبة هي "أحلام الغرفة الحمراء" خمس مرات، وورد عنه قوله إنه تعلم منها عن الظروف التي أدت إلى تدهور الطبقة الوسطى. فقد لا يعيد التاريخ نفسه بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكن الدروس المستفادة منه لا تقدر بثمن .



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنشسكا دينيز نسوية من البرازيل
- نسوية من الهند: شريفة حامد على
- النسوية اليابانية كشيدا توشيكو
- الأدوار المرسومة اجتماعيًا
- أوباما والناخبات
- المرأة في السينما المصرية: حريم سلطان بورنجا العظمى
- الجسد في الثقافة البطريركية
- عن التحرش. على المزمار. في أمريكا!!!
- تعليم المقهورين من فريري إلى بوال
- برنامج جالز: تجربة من أفريقيا
- مجلة -مز- في الفصل الدراسي
- الرعاية المجتمعية للأمهات
- التغيرات الإيجابية في حياة اليافعات: تجربة من الهند
- الإعلانات والمعايير البطريركية المستحيلة
- النساء والنفايات
- المجتمع الذكوري: مارينا نموذجًا
- الحركة النسوية والدراسات النسوية
- إخضاع الجسد
- عقوبة التحرش بين القانون الفرنسي والمصري
- العدالة الشكلية والعدالة الجوهرية


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - كاتب نسوي من الصين: لي شو-شين