أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خلف علي الخلف - عن الفبركات وإنتاج الأساطير الكاذبة في الثورة السورية














المزيد.....

عن الفبركات وإنتاج الأساطير الكاذبة في الثورة السورية


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 23:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قام نشطاء الثورة السورية بأدواتهم البسيطة وخبراتهم المتواضعة أو المعدومة بعمل يشبه الإعجاز الإعلامي. أفشلوا مخطط النظام للتعتيم على الثورة؛ ومقولته المتكررة حتى وقت طويل من الثورة "مافي شي.. مافي شي.. عشرين ثلاثين متظاهر...".

في ظل منع الإعلام المستقل، قاموا بهذا الدور. دون خبرة سابقة تحولوا إلى عيون ترصد وتسجل غالبية ما يحدث ليجد طريقه إلى وسائل الإعلام العربية والعالمية. قالوا للعالم هذه هي الحقيقة التي يريد النظام إخفاءها. أصبحوا مصدراً للأخبار وكرسوا بشكل عملي وجوهري صحافة المواطن.

خدموا الثورة وهزموا النظام إعلامياً رغم جيشه الضخم من الإعلاميين ورغم تجهيزاته وإمكاناته البشرية والمادية والحراسة والآمان المتوفر لهم. وجعلوه إضحوكة للعالم. فشكلوا له رعباً حتى أصبح أي موبايل فيه كاميرا كافٍ للاعتقال أو قتل صاحبه أحياناً. حتى أن رأس النظام قال أنه لا يعتب على من يتظاهر بل على من يصور، ذلك لأنه فضحه وكشف إجرامه. وقد دفع كثير من هؤلاء النشطاء أرواحهم من أجل نقل ما يجري للعالم.

بعد فترة من هذا العمل الجبار دخل المفبركون منتجو الأكاذيب على خط إعلام الثورة. وهؤلاء كانت إمكانياتهم أكبر من أمكانيات النشطاء مادياً وحتى تدريبيا، لم يكن هم هؤلاء نقل الحقيقة، بل كانت تسيرهم أوهام ومصالح.

أما الواهمون فقد ظنوا أن باستطاعتهم إنتاج وإعادة إنتاج مواقف العالم. إذ كانت الفبركات تستهدف تغيير مواقف العالم والدول ومجلس الأمن، والموفدين الدوليين، واهمين أولا أن العالم يغير مواقفه إثر شريط فيديو أو مناشدة أو مقتل عدد من الأشخاص. وواهمين ثانياً أن العالم لايعرف غير مايبثونه له عن الثورة السورية بعد كل هذا الوقت الطويل، ومعتقدين أنه ليس هناك أدوات للتحقق تقنيا من صحة مايبثونه، وليس هناك "عيون" من كل العالم ترصد وتحلل وتتابع وتعرف الأكاذيب من الحقائق. وواهمين ثالثا أن الحقيقة وحدها لاتكفي. وأن رفع عدد الضحايا أو الكذب حول طريقة موتهم أمر قد يجعل العالم يتحرك.
غير مدركين عمدا أو جهلا أن المجزرة مجزرة سواء قتل فيها خمسة أشخاص أو 300 ، وسواء قتلوا بالطيران أو بالسكاكين أو بقصف مدفعي أو بالرصاص، فهم ضحايا أبرياء قتلهم نظام مجرم.

إضافة لهؤلاء الواهمين، والذين يعتقدون أنهم بعملهم هذا يخدمون الثورة، هناك بعض من "امتهن" "الفبركة" وجعلها مصدراً للدخل، عبر المتاجرة بدم السوريين وجعله المادة الخام لتصنيع الأكاذيب، لبيعها للفضائيات التي أصبحت عتبة التحقق مما تبثه جدا واطئة. مما سهّل علي هؤلاء تمرير هذه "الفبركات" التي تقطر دماً.

وهناك آخرون ممن امتهنوا الفبركة هم تجار الحقد والتجييش الطائفي البغيض، إذ تتيح لهم فبركات من هذا النوع إطلاق العنان لتحريضهم الطائفي، وقيادة مشاعر الناس نحو الكراهية والحقد التي تحقق أهدافهم وتصب في "معتقداتهم"، خصوصاً إذا كانت الفبركة على شكل صناعة أساطير تخصهم مغمسة بدم السوريين.

وجميع هؤلاء كانوا كارثة على الثورة، جعلوا كل أخبار الناشطين محل تشكك، بعد أن كُشفت أكاذيبهم مرات عدة وبشكل مفضوح. لكنهم مازالوا مستمرين في إنتاج أساطيرهم. ويكتشف من يروجون هذه الأساطير بحسن نية تحت الضغط النفسي والشعور بالعجز أمام هول الجرائم الحقيقية المتواصلة التي يرتكبها النظام منذ مايقرب السنتين، والرغبة في فضح هذا الإجرام، وتحت وطأة الشعور بالذنب والرغبة في دفع "جزية" الثورة لعدم مشاركتهم فيها واقعياً . يكتشف هؤلاء لاحقاً الأكاذيب التي ورطهم فيها المفبركون الواهمون أو تجار الدم أو منتجو الكراهية. أو جميعهم.

أصبح واجباً على الجميع فرز الناشطين الإعلاميين الذين عملوا بإخلاص لهذه الثورة، والتفريق بينهم وبين تجار الدم، وعدم الانجراف تحت وطأة "الدم" إلى ترويج أكاذيب مصيرها الذوبان عندما تظهر شمس الحقيقة.

فالعالم أصبح يعرف عن ثورتنا كما نعرف تماماً ولديه وسائل للتحقق من الحدث يعجز عنها المفبركون. وإذا كانت قد مرت بعض أكاذيبهم الرخيصة بسهولة في البدايات فذلك لأنهم حصدوا نتاج عمل المخلصين الذين بثوا الصدق دون أن يشكك فيهم أحد.

للمتابعة على تويتر
http://twitter.com/alkhalaf



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المحاصصات الإثنية والطائفية في تشكيلات المعارضة
- يوميات الثورة السورية: عن مرسي وإخوانه وشخصيات وطنية لا يعرف ...
- إخوان المرشد وإخوان المراقب
- عن إعلان -إمارة حلب الإسلامية- والظاهرة الجهادية في سوريا
- يوميات الثورة السورية: عن الشاعر الذي أصبح رئيسا لإتلاف سياس ...
- لماذا المقاومة المدنية تنجح وتحقق الإنتقال إلى دولة ديموقراط ...
- غزوة الإخوان المسلمين للثورة السورية
- يوميات الثورة السورية: مجلس البعبصة ومرتزقة حلب في هذا السيا ...
- حزب الهتيفة الجدد
- يوميات الثورة السورية: عن الذين يقاتلون بدماء الآخرين ويحرضو ...
- ليس لأنك ضد النظام علي أن أصمت عن جرائمك
- المعارضة السورية القائمة ووهم -الكراسي- في سوريا الجديدة
- الخطة المحكمة للإطاحة بالأسد خلال ساعات
- يوميات الثورة السورية: من الحولة إلى معارضة تفكر من أرجلها و ...
- الشيوعي مؤامرة أم فكرة
- البرلمان السوري المؤقت وحكاية المطار السري
- بعض الحديث عن رياض الترك وحزبه
- غزوات الإخوان المسلمين بعد إتمام التمكين
- يوميات الثورة: قوات الجزيرة وكتيبة حمد؛ وصفة مجربة للتحرير
- فتاوى للتصدير: شيوخ التكفير يستعيدون لياقتهم في سوريا


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خلف علي الخلف - عن الفبركات وإنتاج الأساطير الكاذبة في الثورة السورية