أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام ابراهيم عطوف كبة - مهما بلغ بك الفقر لا تطرق ابواب الشيخ ومولانا - العقلية الصدامية في الابتزاز تنتعش من جديد















المزيد.....

مهما بلغ بك الفقر لا تطرق ابواب الشيخ ومولانا - العقلية الصدامية في الابتزاز تنتعش من جديد


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 12:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في التسعينات اعترفت الاجراءات المتبعة والمتخذة من قبل النظام العراقي البائد بسلطة شيوخ العشائر لحسم النزاعات وادارة الامور ضمن رجال عشائرهم والعشائر الاخرى وليتم استعادة شكل من اشكال القضاء المنفصل لمناطق العشائر اي العشائرية الاجتماعية التي تعبر عن فقدان النظام لقدرته على التحكم بمجتمع حضري ومعقد وكبير. ومنح صدام حسين العشائر المتعاونة حقوقا على الاراضي وترقية ابناءها في مختلف اقسام الدولة والسماح لهم بتسليح اتباعهم ... صاحب ذلك تشجيع حكومي عام لقيم وفضائل جرى تصويرها كتقاليد عربية عشائرية وليجري تمييز الهوية العشائرية كأطار لشبكات الحماية التي تؤثر بشكل ملحوظ على فرص الأفراد في البقاء على قيد الحياة . الى ذلك تركت الكوارث الحربية الاجتماعية التي افتعلتها الدكتاتورية بصماتها على المجتمع العراقي لتتعمق معاناة الشعب مع الأفتقار الى الحاجات المعيشية الأساسية والتمادي في الاستخفاف بالقرارات الدولية . اما المؤسسة الدينية العراقية فكانت مجموعة ضغط او لوبي مستقل ، وهي في البنية السياسية عينت قواعد السلوك في المجتمع والدولة وفي اتخاذ القرارات عبر الشعارات الدينية السياسية لتغطية المصالح الشخصية للزعماء السياسيين والدينيين الذين يعتمدون على تقاليد الدعم العشائري او الديني وغدت الركيزة الآيديولوجية للرأسمال التجاري ... بينما ساعدت العلاقات العشائرية على استمرار النزوع الغيبي والوعي الديني بشكله السلفي والمتخلف وتكريس رموز الاستفزاز الشيعي - السني المتبادل . واتخذ الموروث الشيعي العراقي المنحى الوطني خلاف الزعامة التقليدية الايرانية التي جمعت الامور الدينية والدنيوية معا الامر الذي اوصل الامور الى التحريم والاتهام بالهرطقة وبالتالي شق الصفوف . ومعروف ان الاسلام لم يعط لا للخليفة ولا للقاضي ولا للمفتي ولا لشيخ الاسلام ولا لآيات الله العظمى والصغرى اية سلطات في مجال العقيدة او سن التشريعات ومهما كانت الصلاحيات التي يمتلكونها تبقى سلطاتهم مدنية يحددها الشرع الاسلامي ! ... ولا يحق لأحد منهم القيام بالرقابة على العقيدة او على ايمان الفرد او ان يطلب اليه ان يدافع عن شكل تفكيره .
كان انتعاش العشائرية في سنوات الصدامية بسبب تراجع الأمان الاقتصادي والامان الاجتماعي ، وضعف المستوى الفكري والسياسي لمعظم التنظيمات ، وتراجع الأمان السياسي أيضا للمواطن .... مما اخرج العشيرة من كمونها لتصبح المؤسسة التي تزعم توفير الأمان الاجتماعي والسياسي والشخصي وحتى جزء من الأمان الاقتصادي لأفرادها. لكن ان تقوم القوى السياسية والنخب الثقافية في العراق الجديد عن قصد بإنعاش العشائرية وإخراجها من كمونها للاستفادة منها لتلبية مصلحة ضيقة ومحصورة في مرحلة معينة فهذا ليس سلوكا ثوريا . بسلوك كهذا يتم في الحقيقة او في النهاية توظيف السياسي لخدمة العشائري وليس العكس لان ارتكاز السياسي على العشائري هو ردة إلى الوراء في مجتمع تقليدي يستلطف ويستعذب الارتداد مما يجعل إعادة إنهاضه عالي الكلفة. وحين تتزاوج العشائرية بفتاوي مرجعيات اقتصاد التساقط (TRICKLE – DOWN ECONOMY ) يعاد انتاج العقل الطائفي وتتفتح حدود العقل الايماني الغيبي واشاعة الخرافة والسحر والخديعة والدجل وتوظيف الخوارق والمعجزات . وتنتعش الاصوليات المتطرفة التي تستمد قوتها من عدم شعبوية الاجراءات والتغيرات الاجتمااقتصادية السياسية الحديثة والسريعة ومن دعم مرتزقة البعث وفلول مخابراته والمخابرات الاجنبية في فترات بطء وتيرة تشكل المجتمع المدني .... وينفلت الرأسمال التجاري من عقاله وتستعيد العقلية الصدامية حيويتها في مجال الابتزاز المعيشي للمواطنين ويزدهر الفساد .
ان الارهاب ليس فقط عبارة عن سيارة مفخخة او شخص يطلق النار على البشر لكن الارهاب ايضا" هو كل ما يتعارض مع مصلحة المجتمع وامنه وازدهاره" والأضرار بالمصلحة العامة . لماذا يجري قطع الاتصالات الهاتفية والكهرباء عن دور سكنية اصحابها قارعوا الطاغية عقود ثلاث خلت في احياء بغداد بمباركة بعض قطعان الطائفية والعشائرية ووقاحة وزراء ونخب تدعي انها متأسلمة ودعم مرتزقة البعث وسلبية مواقف الحرس الوطني والشرطة؟. المسؤول هنا هو عصابات الشرطة التي تبتز الاموال، والحرس الوطني الذي يستعرض عضلاته على ابناء المدن وهو يضع نقاط تفتيش ليس فيها غير الحجارة وعرقلة الطريق ، والخماطون والجهلة . فليس من واجبات هؤلاء ان تكون هناك حالات مواجهة بينهم وبين العصابات العشائرية وعصابات الاجرام التي اطلقها القائد البعرورة من السجون التي كانوا يقبعون فيها بسبب جرائمهم كعمليات السلب والسرقات والتهريب كالشقاوات ....
لا تطور مع صنبور مفتوح مكسور مهدور لمافيات السرقة! ومع الأختراقات لنتبع مشاعرنا وطيبتنا وإيماننا ومعتقداتنا وطقوسنا في شخوص يتعمَّمون بقماشة مسروقة من ثياب أطفالنا العراة ويمضغون تبغا من ثمن قوت غذاء أبنائنا الذين يقتلهم الهزال والجوع! لا دورة اقتصادية ولا حركة تقدم وتطور بغير ضبط أمورنا ومنع الفساد المستشري كالسرطان في بلادنا.. من الحكومة والمسؤولين والموظفين الكبار والصغار السابقين والحاليين .. بأوجههم المتنوعة المختلفة المقنَّعة والمفضوحة..
كم عذبوا ، كم سفكوا وكم دمروا
وأبوا على الانسان حقا سائدا
كم منكر يندى له الشيطان جاؤوه
وكم ركبوا اليه مفاسدا
إن العشائرية والطائفية السياسية والدينية في العراق تقوم بتفتيت النضال الطبقي والسياسي وتوظفها النخب السياسية لخدمتها لتتقمص شخصية المختار المهووس بتخاريف ( خراريف ) العشائر والطوائف ومديح زجالي القرى والريف والأئمة وثقافة المناسف ، في حين هي توظف التنظيم السياسي في خدمتها..... وسيبقى الوضع على حاله طالما النظام الأبوي اقتصاديا قائم بالقوة والفعل وهذا ما يقوم بتخليده النظام السياسي طبعا حيث يمارس الفساد ويباعد ما بينه وبين التنمية ويهرب من التصنيع ويبارك الخصخصة ويقيم نظاما سياسيا يقوم على الملكية الخاصة ولا يقيم نظاما رأسماليا تصنيعيا وإنتاجيا. وتتكشف الادلة على الارباح الطائلة التي جمعها المقاولون الاميركيون والشركات المحلية من الاستثمار الأجنبي والمحلي الذي لا يحتاجه العراق في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخه الاقتصادي . ومعروف انه بعد عمليات النهب المعممة التي قام بها المسؤولون السابقون في عهد صدام حسين، بدأ في نيسان(ابريل) 2003 "عهد جديد شهد تكثيفا في سرقة الاموال العامة والفساد والصراع على المصالح". وحمل هذا الامر احد المسؤولين في محافظة البصرة الى الدعوة الى ان يتولى "رجال دين" منح العقود معتبرا انهم "اكثر نزاهة بطبيعتهم"!... ياللوقاحة !
يجب على مختلف قيادات وفاعليات المجتمع المدني العراقي أن يسموا الأمور بأسمائها ، وعليهم واجب الحفاظ على هيبة الدولة والمجتمع الذي انتهكت حرماته العصابات الارهابية المتلونة كالحرباء.



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشائرية ، طائفية ، فساد ، ارهاب في حقبة العولمة
- طورانية التشيع التركماني
- شركات النفط الأجنبية والراحل ابراهيم كبة
- اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي – ...
- اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي- ...
- الحرب سلام السادة ورغيف من طين_ ثقافة السلام في العراق وكردس ...
- المعلوماتية والحرب والجيش في العراق
- جرائم البعث ضد الانسانية - تهجير الأكراد اجراء منسي !* وجريم ...
- الى محمد الدوري مع التحيات - استذكار ، العقوبات المعدلة – ال ...
- طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- ال ...
- الانفاليات وتحديات إنقاذ كوكب الأرض
- التنمبة والكهربة الريفية في العراق - القسم الاول
- التنمية والكهربة الريفية في العراق - القسم الثاني
- السنة الدولية للجبال تقليد يجب الحفاظ على مغزاه في كردستان ا ...
- الهجرة والتهجير واللجوء سياسة غدر الطغم- النخب الحاكمة في ال ...
- لا تعتبر الخصخصة الحل البلسمي لمعضلات قطاع الكهرباء الوطني - ...
- ذكرى تأسيس الجيش العراقي _ ملحمة 14 تموز بين التأسيس المدني ...
- التشيع البعثي وقرصنة التوليد التجاري
- الطاقة الكهربائية في عراق القرن العشرين
- المجتمع المدني والمؤسسة العشائرية_ كردستان العراق نموذجا_ ال ...


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام ابراهيم عطوف كبة - مهما بلغ بك الفقر لا تطرق ابواب الشيخ ومولانا - العقلية الصدامية في الابتزاز تنتعش من جديد