أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نتنياهو إذْ جاء متأبِّطاً -الكونفدرالية-!














المزيد.....

نتنياهو إذْ جاء متأبِّطاً -الكونفدرالية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 21:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
وجاء نتنياهو متأبِّطاً ملف "الكونفدرالية"، وكأنَّ إسرائيل في عهده، وقُبَيْل انتخاباتها العامة، قد اكتشفت في الكونفدرالية بين دولتي الأردن وفلسطين "سِحْراً"، وأنَّ هذه العلاقة، كما تتصوَّرها وتَفْهَمَها هي، إنْ من حيث محتواها أم من حيث شكلها، تَصْلُح، الآن، لـ "تهريب" الحل النهائي لأزمة "الحل النهائي" مع الفلسطينيين.
انطلق نتنياهو من "الواقع الجديد" الذي جاء به قُبُول "دولة فلسطين" عضواً مراقِباً في الأمم المتحدة، يَخْضَع "إقليمها"، الذي يشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، للاحتلال الإسرائيلي؛ وينبغي، من ثمَّ، للأمم المتحدة أنْ تساعِد هذه "الدولة" في رَفْع هذا الاحتلال عن "إقليمها"؛ كما ينبغي لإسرائيل نفسها أنْ تُفاوِض، إذا ما أرادت حلاًّ نهائياً من طريق التفاوض، وعقد معاهدة للسلام مع الفلسطينيين، هذه "الدولة"، أيْ أنْ تَقْبَل صيغة "مفاوضات بين دولتين"، مع ما تعنيه هذه المفاوضات دولياً الآن.
وإذا كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد رفض، من قَبْل، التفاوض مع إسرائيل لإصرارها على المضي قُدُماً في البناء الاستيطاني (وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص) حتى في أثناء المفاوضات، فإنَّ نتنياهو (المُسْتَمْسِك بهذه "العقبة" اليوم وغداً) يَسْتَصْعِب كثيراً أنْ يُفاوِض الفلسطينيين الآن حيث قُبِلَت دولتهم عضواً مراقِباً في الأمم المتحدة.
ولقد اتَّضَح لنتيناهو الآن، وأكثر من ذي قَبْل، أنَّ التفاوض مع مفاوِض فلسطيني يُمثِّل "دولة فلسطين" لن يؤدِّي أبداً إلى "الحل النهائي" الذي تريده إسرائيل، وتسعى إليه؛ فهذا المفاوِض إنَّما يريد مفاوضات تنتهي (وسريعاً) بحلٍّ نهائي، يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل إقليم "دولة فلسطين"، وجَعْل "القدس الشرقية" عاصمةً لها، واتِّخاذ "خط الرابع من حزيران (1967)" أساساً للحدود النهائية والدائمة بين الدولتين، وحل مشكلة "حق العودة" بما يعني، ويؤكِّد، أنَّ الفلسطينيين لم (ولن) يعترفوا بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية (لا حقَّ قومياً في أراضيها إلاَّ لـ "الشعب اليهودي").
نتنياهو جاء ليقول دَعُونا نؤجِّل الحلول النهائية للمشكلات الصعبة المعقَّدة، ولنَتَوصَّل معكم إلى حلول انتقالية طويلة الأجل؛ لكن ضِمْن كونفدرالية بين دولتي الأردن وفلسطين؛ فإسرائيل تحتفظ بالقدس الشرقية جزءاً من عاصمتها الأبدية، وتُخْرِج (كما فَعَلَت في قطاع غزة) جنودها ومستوطنيها من الضفة الغربية، باستثناء المناطق التي تعتزم الاحتفاظ بالسيطرة عليها لدواعٍ استيطانية وأمنية وإستراتيجية، والتي يَقَع قسمها الأكبر غرب "الجدار الأمني".
كان نتنياهو (وما زال) يُفاضِل بين ثلاثة خيارات هي: أنْ "تنفصل" إسرائيل عن أراضٍ في الضفة الغربية (وعن مُدُن الضفة) كما انفصلت، من قَبْل، عن قطاع غزة، أو أنْ "تنفصل"؛ لكن في اتفاقية انتقالية طويلة الأجل مع الفلسطينيين، أو أنْ يأتي "انفصالها" هذا في اتفاقية انتقالية طويلة الأجل مع الأردن الذي تَضُمُّه و"دولة فلسطين" كونفدرالية.
إسرائيل تَعْلَم أنَّ "انفصالها" عن أجزاء من الضفة الغربية، تشمل المُدُن، لن يَدَع للفلسطينيين من خيارٍ إلاَّ ذاك الذي هو أقرب إلى "الاضطِّرار" منه إلى "الخيار"، ألا وهو أنْ يبسطوا سيطرة (وسيادة) دولتهم على تلك الأجزاء؛ لكن كيف لهذه الدولة، بـ "إقليمها الانتقالي" هذا، أنْ تعيش إذا ما "انفصلت" إسرائيل، محتفِظَةً بسيطرتها على المعابر البرية للفلسطينيين مع الأردن؟!
وكيف لها أنْ تعيش إذا ما أبقت إسرائيل الممر البري بين الضفة الغربية وقطاع غزة مُغْلَقاً؟!
وكيف لإسرائيل، التي "انفصلت"، وأغلقت حدودها مع "دولة فلسطين"، بـ "إقليمها الانتقالي" هذا، أنْ تُنظِّم الصِّلة الدينية (الإسلامية والمسيحية) لمواطني "دولة فلسطين (وغيرهم)" بالأماكن المقدَّسة في القدس الشرقية؟!
نتنياهو يَعْلَم أنَّ "الخيار الثاني"، أيْ خيار أنْ "تنفصل" إسرائيل؛ لكن في اتفاقية انتقالية طويلة الأجل مع الفلسطينيين، لن يكون واقعياً؛ لأنَّ "دولة فلسطين" لن تَقْبَله؛ ولا بدَّ له، من ثمَّ، من أنْ يسعى في تذليل العقبات من طريق "الخيار الثالث"، أيْ خيار أنْ يأتي "انفصال" إسرائيل في اتفاقية انتقالية طويلة الأجل مع الأردن الذي تَضُمُّه و"دولة فلسطين" كونفدرالية؛ فـ "الخيار الأوَّل"، أيْ خيار أنْ "تنفصل" إسرائيل عن أراضٍ في الضفة الغربية (وعن مُدُن الضفة) كما انفصلت، من قَبْل، عن قطاع غزة، هو "خياره الأخير"؛ وإنَّه لخيارٌ محفوف بالمخاطر، سيئ العواقب، وأقرب، من ثمَّ، إلى "الاضطِّرار" منه إلى "الخيار"؛ فماذا ستفعل إسرائيل إذا ما قرَّر الفلسطينيون حلَّ "سلطتهم"، و"دَعْوَة" إسرائيل، ضِمْناً، من ثمَّ، إلى أنْ تستأنف احتلالها المباشر والصريح لكل الضفة الغربية، أيْ لكل هذا الجزء من إقليم "دولة فلسطين"؟!
لقد نشأ "واقع جديد"، لا يسرُّ إسرائيل أبداً؛ وهذا الواقع يَحُضُّ الفلسطينيين والأردن على رفض الخيارين (الإسرائيليين) الثاني والثالث، وتَرْك إسرائيل وجهاً لوجه أمام خيارها الأوَّل فحسب؛ فإنَّ المصالح والأهداف الإسرائيلية نفسها يجب ألاَّ يُسْمَح لها بأنْ تلبس لبوس "الكونفدرالية" بعد تعرِّيها (أيْ عندما تتعرَّى) من لبوس "السلطة".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا ما زار نتنياهو الأردن..!
- سيكولوجيا انتخابية أردنية!
- هل نسي الأسد أنَّ فَتْح دمشق بدأ بمعركة اليرموك؟!
- فكرة -نهاية العالَم- ما بين -الخرافة- و-العِلْم-!
- ما معنى -دين الدولة هو الإسلام-؟!
- في ديباجة مسودة الدستور المصري
- الشرع إذْ شَرَّع طريقاً إلى -الإنقاذ-!
- المادة الغائبة عن الدساتير العربية!
- -صندوق الاقتراع- يُشدِّد الحاجة لدينا إلى مارتن لوثر إسلامي!
- كلاَّ إنَّ الإنسان لم يُوْلَد حُرَّاً!
- -أزمة دستور- أم -أزمة ثورة-؟
- توقُّعات ونتائج!
- فضيحة البرادعي!
- حِرْصَاً على ثورة 25 يناير..!
- كيف تؤثِّر -الكتلة- في -الفضاء-؟
- -مجتمع الحقوق- أوَّلاً!
- -لا- ل -الإسلام السياسي-.. -نَعَم- للدستور الجديد!
- -صاروخ فَجْر- الذي أُطْلِق من نيويورك!
- كَمْ هو -غالٍ- هذا -المجَّاني- في -العرض الإيراني-!
- هل نحن أهْلٌ للديمقراطية؟


المزيد.....




- ملء سد النهضة.. مصر بخطاب لمجلس الأمن: تصريحات آبي أحمد مرفو ...
- بعد العثور على جثث 6 رهائن في غزة.. مظاهرات في شوارع إسرائيل ...
- نتنياهو يهاتف والدي المواطن الروسي بعد تعذر إنقاذه من الأسر ...
- وزارة الدفاع الروسية: إسقاط 158 طائرة مسيرة أوكرانية في هجما ...
- العثور على جثث ستة رهائن إسرائيليين في قطاع غزة
- لافروف يحذر الأكراد في شرق سوريا من مصير مشابه للأفغان الذين ...
- هل حمية الجعة تساعد على فقدان الوزن؟
- علامات ارتفاع مستوى ضغط الدم الخفي
- أفدييفكا.. ساعة الصفر
- إثيوبيا تعيد 1254 مواطنا من السعودية (صور)


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نتنياهو إذْ جاء متأبِّطاً -الكونفدرالية-!