|
لماذا الاسدي بالتحديد
ملتقى ابناء الجنوب
الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 21:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تاريخ علاقة العلامة الشيخ حسين الأسدي بالمرجعية الرشيدة الكاتب: ملتقى الدفاع عن الحوزة تاريخ طويل ومواقف كبيرة كثيرة تلك التي تثبت علاقة الشيخ الأسدي بالحوزة ومراجعها الكرام، فقد نشأ سماحته في حجر الفضل والتقوى وتربى علي حب أهل البيت عليهم السلام وتقديس واحترام المرجعيات الدينية، وما أن اشترك بالانتفاضة الشعبانية مع عائلته الموقرة وتعرض لما تعرضت عائلته المجاهدة، حتى هاجر مع من هاجر منهم هربا من بطش النظام البائد وأزلامه الجلادين المجرمين. كانت الفرص كثيرة أمامه وهو طالب كلية الهندسة والشاب المهذب المتقد ذكاءا وفطنة، لكنه نذر نفسه لخدمة الدين والتلمذ على أيدي مراجع الحوزة وأساتذتها المكرمين. لم يمضي وقت طويل حتى لمع اسمه بين الأساتذة اللامعين بعد أن نهل من نمير الحوزة الثر وطاف على أفضل أساتذتها يغترف من نبعهم الفياض، فأسس له قاعدة علمية رصينة وبنى له مجدا علميا مرموقا وتابع الدرس والتدريس معا وهو في مقتبل العمر، حتى كان يسمى بالشيخ الشاب عندما خاض مناظراته الأولى مع أقطاب المذاهب الأخرى، رغم أن ظهوره كان بعد سفره الى بريطانيا بإشارة من أحد مكاتب المرجعية؛ لما لمسوه فيه من اتقاد ذهني وتفوق. نعم في ذروة شبابه كان قد حاز على المنزلة والمكانة بين أعلام الحوزة وأساتذتها ومراجعها الكرام، الذين وثقوا بقدراته ودينه وتقواه وهو في مقتبل العمر كما أشرنا، فمنحوه ثقتهم وحملوه أماناتهم ووهبوه وكالاتهم، وهكذا راح يتنقل بين ميادين المعرفة ويطير بين شطآنها الحالمة مدفوعا بحمية طالب العلوم الدينية الملتزم بمبادئ الإسلام الحنيف على دينه، وحرصه الكبير على المذهب والحوزة، فذاع صيته وتردد اسمه في أندية العلم والبحث ومراكز المعرفة والدرس وشاع، وأكثر ما كان يميزه التواضع والحب الشديد لأئمة أهل البيت عليهم السلام والطاعة الكبيرة لمراجعنا الكرام. قام سماحة العلامة الأسدي بالتدريس سنين طوال وتلمّذ على يديه عشرات الطلاب ومن مختلف الجنسيات، وكان يسعى لتطوير طرائق التدريس وإقحام المناهج العلمية الأكاديمية في محاضراته ومناظراته؛ لكي يلقم الذين يصفون الحوزة بالجمود والتخلف حجرا، ويثبت للجميع أن الحوزة وهي المسكونة بخدمة المعرفة والعلم مواكبة لكل جديد لكنها تلتزم بتقاليدها ولا تسمح إلا بما يعم النفع به وتكثر الفائدة بدخوله كعنصر داعم للمنهجيات القديمة. وكان لتدريسه ودروسه الفضل الكبير في خلق عدد يشار له بالبنان من الأساتذة المتمرسين والفضلاء المجدين، ولكنه ولعلمه أن الحوار العلمي يجب أن يصل إلى كل مناطق الدنيا ولا يبقى محصورا مقصورا على مكان وزمان معينين، فقد هاجر هجرته الثانية وكما ذكرنا، بإشارة من المرجعية الرشيدة التي رأت فيه القدرة ووضعته موضع الثقة، وبنت عليه الآمال وكان نعم ما اختارت فقد أثبت من خلال حواراته على المستقلة التي كانت تمثل الحوارات فيها ساحة حرب بين النور والظلام، أثبت أنه رجل المهمة وليث الملمة، فطار صيته في الآفاق وتوالت عليه رسائل الشكر والمدح وأثنت عليه المرجعية وعلماءالحوزة وسجل له كل المنصفين حضوره الملفت ذاك، وقد كان يلتزم بوصايا المرجعية وآرائها في كل مشاريعه بل يستشيرها ويستخيرها في كل تفاصيل حياته، ويراها المنار والهادي الى سواء السبيل، ويراها الامتداد الطبيعي للأمة والنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ولقد كانت له مساهمات جادة في عالم التأليف والتصنيف، فقد فاجأ الجميع بكتابه المشهوروالذي يثبت أمرين مهمين، حرصه القديم الجديد لشعبه وحبه الشديد لوطنه، ودقته في البحث والتحقيق، ذلك الكتاب الموسوم بـ : (براءة أهل العراق من دم الأمام الحسين عليه السلام). وهذا المؤلف كان له الدور الكبير في إثبات براءة أهل العراق من التهمة التي ألصقت بهم قرونا، وجعلت الكثير من العلماء والمحققين التأريخيين يعيدوا النظر بتصوراتهم الموروثة حول أهل العراق وموقف أهل الكوفة الذي تحول الى بديهة خاطئة مفادها أن الامام الحسين قتل بسيوف شيعته من أهل العراق، لكن كتاب سماحة الشيخ المتقدم أثبت بما لا يبقى معه أدنى شك أن الإمام الحسين لم يقتل بسيوف شيعته بل قتلته سيوف أخرى أثبت انتماءاتها العرقية والإثنية سماحة الشيخ في مؤلفه المتقدم، وقد حقق بذلك نصرا كاسحا لأبناء العراق المظلومين الذين حُمّلوا مسؤوليةً هُم بعيدين عنها كل البعد.وباختصار فالشيخ هو ابن المرجعية ووكيلها الرسمي، والناهل من نمير علومها، وثقتها وحجتها، فهو حجة الاسلام والمسلمين قولا وفعلا وعملا وجهادا، وهو ابن العراق وابن الشعب العراقي الذي لا تأخذه في حقوق شعبه ووطنه وأمته لومة لائم، وقبل هذا وذاك هو صاحب علم وفضيلة وتقوى وأخلاق شهد بها البعيد والقريب والموالف والمخالف، فلا عجب إذا ما تعرض لكل هذه الهجمة من المصطادين بالماء العكر الذين يعرفون تاريخه جيدا ويعلمون يقينا أنه لا يمكن أن يمس الحوزة ولا مراجعها العظام؛ لأن تكوينه وأخلاقه وتاريخه وجهاده وعلمه ومعرفته وتربيته النيبلة، تأبى ذلك وترفض ذلك.
#ملتقى_ابناء_الجنوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التحجر الثقافي
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|