رشيد منيري
الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 12:48
المحور:
الادب والفن
العيون لها
رؤى احتياطية.
مقاه و إشاعات
نوايا
في ما ترى
رأي فيما لم يحدث
لها أكثر من ذلك
وشوشات و إساءات
تطل
فترى الرجل العاري
يضرب الحائط
مستعيدا بالركض
من ثيابه
و من عرائه
و السور
لا يأبه بشعره المنكوش
مخلوطا بالتراب
و الأفكار المرعبة
ردفاه يميلان
كفكرتين متنافرتين
و هو يخب
في الصمت
مذعورا من ثيابه المعلقة
على شجرة
وسط الساحة
لو تختلط الريح بلهاثه
يصير ممكنا العثور
على تحليل مقنع لنزواته
ونفسيته المعطوبة
تمتليء العيون بالحصى الدقيق
فتغمض
يحمل معه الخريف
أنى ذهب
فتغني الصبايا
قرب نهر رائق:
رجل عار
مر من هنا
يلهث الريح
و يكح و يصرخ
رجل عار
تماما..
و لكن
لاشيء من هذا حدث
مادامت الساحة
مسورة.
فبعض العراء
ضروري
لاستمرار الفصيلة..
يطلق صمته
على عواهن الصرخة
يقترب من الشجرة
و يبتعد
حتى أنه
لم يدقق:
هل كانت شجرة تفاح
أم سروة عجوز؟
هل كانت شجرة حياته
أم عمود موته؟
و كيف علقت ثيابه
في الأغصان الناشزة؟
على الأقل
كان عليه التحقق
من نوع الشجرة
ربما جعله ذلك
أقل قساوة
مع ثيابه
و ردفيه
ربما اهتدى
إلى الثمرة الشيطانية
التي ستخرج به
من الساحة
إلى أعلى السور
فيضم عينيه
حينها
إلى باقي العيون..
#رشيد_منيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟