محمد سليم سواري
الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 16:35
المحور:
الادب والفن
عندما عرفت الحب عرفت عن قرب حقيقة الحياة بل وعرفت الكثير من الحقائق ... ومن يعرف حقيقة وطبيعة الحياة يتمتع ويتلذذ بالجمال والسعادة والطمأنية والأمان... أعرفها جيداً وكنت قريباً منها وكذلك كانت قريبة مني... ولكنها كانت متشائمة من هذه الحياة بكل مفرداتها ومعانيها وكانت في بعض الأوقات تلعن وتشتم الكثير من المفردات التي أثق فيها بل وأُقدسها... لم تعرف الإبتسامة شفتيها طول العشرين سنة الماضية من معرفتي بها... كانت مهمومة في أكثر الأوقات وكأنها تحمل على منكبيها كل ما تحمله الجبال ... كلما كنت أناقشها عن الحياة والسعادة وضرورة تمتع الإنسان بها كانت تستهزئ في أعماق نفسها بكلامي وكأنها تقول... عن أية حياة تتكلم ؟ وعن أية سعادة تتبجح ؟؟ وتركتها على هذا الحال ... وشاءت الأقدار أن ألتقيها بعد سنين من البعد والفراق لأراها بشوشة صبوحة منشرحة النفس وقد علت الإبتسامة شفتيها بل وكل ملامح وجهها ؟؟
لم أستغرب من هذا الحال ... وقلت لها ... لقد تغيرتِ ... فكان جوابها :
ـــــــــ كم كنتُ جاهلة بهذه الحياة وديمومتها وهي الحب.
وهنا أردت أن أسمع من تلك الإنسانة عن البلسم السحري الذي غير كل هذا ... فكان جوابها :
ــــــــ عندما دخلت الجامعة وعرفتني الأقدار بإنسان هو أقرب للملاك منه للإنسان ... كنت أرى كل جمال العالم في نظرته وأذوق كل حلاوة الحياة بالقرب منه وأشعر بالعز والفخر حيث أكون معه ... عند ذلك قلت له : مبارك عليك هذا الحب ... نعم ياصاحبي إنه الحب .. حيث قد فزت به والذي سيغير كل شيء في هذا العالم.
نعم سيدتي وسيدي .. الحياة هي الحياة ... ولكن إحساس الإنسان بالحياة وتعامله معها ونظرته اليها هي التي تحسه بكل مباهج الحياة وكوامنها وهي التي تغير كل مفاهيمه للحياة وكما يقال الإناء ينضح بما فيه ؟؟
#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟