أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان محمد السعيد - الصدع














المزيد.....


الصدع


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 12:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في محادثة تليفونية مع أخي الأصغر .. والذي أستقر به المقام في بيت الأسرة بعد وفاة الوالدين .. وجدته مهموما حزيناً .. وعندما استفسرت منه عن الأسباب قال لي: إنه جارنا "فلان" لقد أصبح لا يطيق النظر إلى وجهي وينعتني بأحقر الصفات ويكفرني وكل ذلك لأنه وجد مني انتقادات لبعض الأوضاع الراهنة ورفضي لأمور لا يرضاها عقل ولا منطق .. وبالرغم من محاولاتي اليائسة أن أشرح له أن ما أتحدث عنه أمور اقتصادية وسياسية لا تمس العقيدة من قريب أو بعيد .. ولكنه يرفض مجرد الإستماع لي وكأني أصبحت ألد أعداءه!

وسرحت بفكري بعيداً تذكرت صداقتهما منذ الصغر وكيف كانا يستخدمان اشاراتهما الخاصة بالدق على الجدران بين الشقتين .. تذكرت سباقات الدراجات التي كانا يقيماها في الحي .. وكيف تطورت صداقتهما وتوثقت لأعوام وأعوام .. وكيف أن هذا الانسان يعرفنا جيدا ويعرف كيف نشّأنا والدي خريج جامعة الأزهر على الإيمان بالعقل والمنطق .. وكيف علمنا الصلاة وحفظنا القرآن منذ حداثة سننا .. وكيف أنه لم يتوقف يوما عن صلاة الفجر في المسجد مصطحباً أخي هذا في كافة الأجواء وتحت كل الظروف .. وكيف أنه لم يردٌ يوماً صاحب حاجة يطرق بابنا مهما كانت ظروفه وحتى لو أضطر للإستدانة من أجل قضاء حاجته .. وتذكرت والد جارنا هذا الذي كان على النقيض تماماً يعود الى المنزل قرب الفجر في حالة من الثمالة تجعله يصرخ ويسب ويصارع أشباح لا وجود لها ويوقظ المبنى بأسره !

كيف انقلبت الأوضاع فجأة وتحملت القلوب مثل هذا الغلّ وهذه الكراهية التي تعمي صاحبها عن إعمال العقل وتنسيه عشرة السنين وتجعل الإتهام بالكفر شئ هين ويسير لا يختلف عن إلقاء تحية الصباح.

كيف تُركت شخصيات غير مؤهلة لحمل رسالة الإسلام السامية، شخصيات مريضة نفسياً، تبث سمومها في عقول وقلوب أبناء شعب واحد لتثير كل هذه الأحقاد وتجعل من السب والقذف وحتى إراقة الدماء أعمال جهادية يثاب فاعلها بل والأنكى أن يفترون كذباً على الله ورسله والصحابة بإلصاق مثل هذه الأفعال الحقيرة بهم !

ما الحكمة في أن تكون هذه الوجوه المتعصبة الناعقة المعادية للمجتمع هي وحدها التي تطل علينا من كافة وسائل الإعلام ومن منابر المساجد، وما المصلحة في تصدر هذا الخطاب الديني المتطرف وعلو صوته حتى لا يُسمع إلى جواره أي صوت عاقل معتدل منطقي؟

لماذا لا تُسنّ قوانين تحدد مؤهلات الدعاة وسلامة قواهم العقلية والنفسية قبل أن يُصدّروا أمراضهم باسم الدين للبسطاء والأميين؟

إلا إذا كان هذا الشرخ الحادث في المجتمع حالياً والذي فرّق بين الإخوة والأصدقاء يخدم مصالح البعض الآنية!

أتمنى أن يعرف مشعلوا هذه النيران أنه لا يمكن السيطرة عليها طويلاً وأنها قد تحرقهم هم أولاً وبأسرع مما يتخيلون!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنون الإحتيال
- تحرش
- في نعي الثورة
- صرخات على الجدران
- انتخابات الرئاسة
- عفوا لقد نفد رصيدكم
- مسرحيات هابطة
- خواطر
- في سبيل الكرسي
- مستغرقون في التعاسة
- تأملات في عام جديد
- من الصدمة الى الغضب
- جروح دامية
- في غياب القائد
- إضراب
- الجدار وفقدان التواصل
- عصر الخداع
- خطوط حمراء
- في الظلام
- العودة الى الميدان


المزيد.....




- منشور يشعل فوضى في منتجع تزلّج إيطالي.. ماذا كتب فيه؟
- -أم صوفيا-.. سلمى أبو ضيف تنجب طفلتها الأولى
- رداً على تصريحات ترامب بشأن -تهجير- أهل غزة، دعوات إلى التظا ...
- اللجنة المحلية للحزب في الديوانية: ندين الاعتداء على المحتجي ...
- حادث مطار ريغان يربط موسكو وواشنطن في مباحثات إنسانية
- غزة.. انتشال 520 جثة من تحت الأنقاض منذ وقف إطلاق النار
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 6 بلدات في كورسك ودونيتسك وخاركوف ...
- وقفة صامتة أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب للمطالبة بالإفر ...
- بيسكوف: التعليق على تكهنات حول -قوات كوريا الشمالية في كورسك ...
- فنلندا.. منع طالب من زيارة محطة نووية بسبب جنسيته الروسية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان محمد السعيد - الصدع