عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 04:06
المحور:
كتابات ساخرة
ايها العراقيون العقلاء
أيتّها العراقيات العاقلات
السلام عليكم .
مُنذ أن ضلت ْ بعض ُ الغيوم طريقها .. وغافلت ْ جيران العراق .. الأشقّاء .. والأصدقاء .. وأمطرت قبل خمسة أيام ٍ .. ماءها خلسة ً .. فوق غبار العراق الدائم .
منذ تلك الساعات الثمان ِ العصيبات .. التي قد لا تمطر الدنيا علينا بعدها ابدا ً
وأنا لا أقرأ شيئا ً غير التداعيات السياسية .. والأجتماعية .. والسايكولوجيّة .. والعشائرية .. لهذه " المطرة " .
مئات المقالات .. والنصوص .. والمعلقّات .. والتحليلات .. والهذيانات .. كلها عن هذه " المطرّة "
كل الذين أحبهم .. وأحترمهم .. وكل الذين أحتقرهم .. وأستخّف بهم .. ممن لايساوون عندي .. ولا عندكم .. " عفطة َ عنز ٍ " .. أسهبوا في الكتابة عن هذه " المطرة " .
إن كتابا ومفكرين كبارا .. تبللّوا ايضا ً .. وتوسّخوا .. وتنجّسوا .. بهذه " المطرة " .
كما أن قامات ً طويلة ً .. ومراتبَ كبيرةً .. قد تزحلقت ْ .. وتدحرجت ْ .. في هذه " المطرة "
والحرب ُ الأهليّة ُ على الأبواب .. وتحت الشبابيك ِ .. وخلف .. وأمام َ " الصبّات الكونكريتية " .. بسبب هذه " المطرة " .
وخرج العراقيّون يتظاهرون .. ويحتجّون .. لأولِ مرّةٍ في تاريخهم المعاصر .. سلميّا ً حتّى إشعار ٍ آخر .. بسبب هذه " المطرة "
لماذا هذه " المطرة " بالذات .. كانت " كشرةً " علينا بالذات .. و في هذا الوقت بالذات ؟
ماذا حدث بالضبط .. بسبب هذه " المطرة " ؟؟
وما الذي لم يحدث بعد .. بسبب هذه " المطرة " ؟؟
وماذا عن أمطار الدم والدموع والرمادِ .. والنفطِ الأسْوَدِ .. .. وكلّ ِ أشكال المحن والفواجع .. التي سبقت هذه " المطرة " .. والتي قد تاتي بعد هذه " المطرة " ؟؟
إنني أتسائل ُ فقط .. لا غير
لأنني ربما كنت ُ المجنون الوحيد
الذي لا يتذكر ُ .. متى أمطرت السماءُ ماءً في العراق .. آخر َ مرّة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟