|
حزب الدعوة .. تحولات فكرية لقيادة المرحلة!!
سعد سامي نادر
الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 03:08
المحور:
كتابات ساخرة
حزب الدعوة .. تحولات فكرية لقيادة المرحلة!!
لا شك ان الشعور بزهو السلطة والقوة في ظرفنا الواهن والأمني الهش ، مدعاة للحيرة والرثاء معاً. فمن الغرابة ان نرى الحكومة تكرر نفس استعراض قوتها وهي في أشد أزماتها ، دون اكتراث وتحسب دقيق لما سيمليه عليها "أسلوبها" العنجهي، اللا مسئول لتنفيذ سلطة القانون والقضاء، من تداعيات وكوارث سياسية غير قادرة على حلها. فما آلت اليه طريقة ! اعتقال حماية العيساوي من شحن وتوتر طائفي، أمر لم تحسبه الحكومة أبداً، أزمة كنا وكانت الحكومة في غنى عنها. ان صح ما فسره البعض مِن أن أزمة العيساوي تخدم مقاصد الحشد الطائفي الانتخابي لصالح الطرفين، تكون الحكومة عندها قد مارست عهرا وظيفيا فاضحا ، وغباءً سياسيا يليق بها . اليس غريبا انها لم تكن تتوقع مواقف وردود أفعال خصوما سياسيين يشبهونها في الثقافة والسلوك والطموح ، خصوم تشاركهم روح الحكم والنظام، ورغى المصالح و الفساد والذنوب. في أحسن حالات الدفاع عن نهج هذا الإجراء القضائي ، يبقى اسلوبه البوليسي لا يليق بنظام ديمقراطي، و ينم عن عنجهية كبرياء فارغ لقوة سلطة مخترقة من الداخل ومنكل الجهات . فأي عاقل سيطوق هذه المحنة وبأي ثقافة!؟ ممارسة غبية غير مدروسة كهذه، أضعفت السلطة وأرغمت رئيسها المالكي على النزول من بغله عرجاء حملته سنين. فقد أجبرته على التخلي عن أوهامه، تاركا سياقات تبجحه السابقة في مدح أداء الحكومة جانبا. ليبدأ الفهم والتفهم الجدي والتعقل ان وجد. فبرغم عدم اعترافه بفشل تجربته، لكن دولة المالكي اعترف أخيراً أمام الملأ عن خفايا حقا ئق مرّة لم يعترف بها يوما! وهي بلا شك أهم أسباب كوارثنا السياسية . كوارث شاركت إرادته السياسية بشكل ما، بهيمنتها على المشهد السياسي. وهل يختلف اثنان على حقيقة تسييس كل الحياة بالعراق، ومن كون الفساد هو بصمة نظامنا السياسي. لنقرأ ما قال دولته، وكأنه اكتشف شيئا جديد للتو ، عجيب ان يتناسى ما شارك في تأسيسه، ليعترف لاول مرة أن : "كل شيء في هذا البلد تم تسييسه، وأصبحت قطرة الماء الصافي التي ينبغي توفريها للمواطن موضع نزاع"، لمداراة فشله وسوء إدارته وتفرده بالملف الامني بمجمله، اعترف بعد خراب البصرة : أن "تحقق الاستقرار السياسي هو شرط لتحقق الاستقرار الأمني"
يا للهول ! لقد وجد للتو، وصفة أمننا السحرية .! الاستقرار السياسي بلا أزمات !! هل هو سوء فهم أم تغابي ! أم كرها منه لكل ما كتبه العارفون المهمشون .!؟ تجاهل محير آخر لرئيس الوزراء حين استمر بسرد قوالب وجمل عموميات لما بجب ان يكون عليه الحكم ! وكأنه اكتشف وفهم قوانين وآليات الحكم الرشيد للتو ! أخيرا فسر لنا الماء بالماء:الفساد الموجود "فساد سياسي "!! يا للعجب ! لعل هكذا محاولات خجولة ومتأخرة لتبرير ما جرى و لفهم ما يجري، محاولة فهم مقبولة بكل أحوالها لشعب لا حول ولا قوة له إلا الله !!. محاولة خطابية سيتقبلها الناس مرغمين، وهي في أسوء شروطها تضمن لهم الأمان، وربما تصحح مسار العملية السياسية، ما لم تكن مجرد تسويف لحرق مراحل. خلافها، سيدعمها ويصفق لها الجميع شرط ان تصاحبها إرادة سياسية نابعة عن إيمان حقيقي بتبني اجتثاث الفساد وميليشياته الطائفية الفاعلة، وتنظيف الحكومة مما حوله من الأميين و المفسدين والفاسدين. نكرر لدولته ان الفساد هو أبو الإرهاب، فحذار منه، وهو متجذر حوله وتمتد عروقه في بنية النظام وتركيبته المؤمنة التقية الفاسدة الفاشلة. ان هكذا ارادة سياسية تتطلب شجاعة واعتراف صريح من ان الفشل والخلل يكمن في بنية نظامنا السياسي الطائفي، و من نتاج ثقافة أحزاب الإسلام السياسي المتخلفة المتنفذة التي تدير العملية السياسية
ربما نفهم من نفس إعترافه هذا ، مقدار خوفه وحرصه من تداعيات أزمة العيساوي. أو ربما هناك ثمة رهان آخر على تغيير فكري، تغيير النهج الإسلامي لحزب الدعوة لذي اثبت فشله بالحكم. فمن باب مداراة خجل المالكي باعتباره زعيم حزب إسلامي، أعتقد انه ترك تفسير تفاصيل ما قاله من توجهات وحقائق مرّة المذاق عليه ، الى دعوي آخر ، بهلوان سياسي علماني شجاع .!! فالسيد عزت الشابندر عرفنا بنفسه بانه جدير بترجمة خلجات المالكي وما خجل عن قوله ، فقد أكد الشابندر للمرة الثانية علمانيته عبر فضائية الرشيد :"فشل النظام السياسي وفشلت أحزاب الإسلام السياسي".. معترفا ان :"حزب الدعوة بائس بلا دين ولا أخلاق"... وموزعا أحداث:"القتل والبوك والخطف" بين الشركاء السياسيين، خلاف تصريحه السابق الذي حمَّل فيه الشيعة فقط بكل عاهات النظام. لكن السيد عزت فبرك رؤيته العلمانية هذه ، معترفاً : "كان حديثا مع النفس سجل سراً!!!.. هكذا إذن الموقف ! فهل كل ما جرى من تشويه سمعة ، يخدم التخندق الطائفي أم الإنتخابي.؟. أم ربما سنرى تحولات فكرية ! ناضجة قادمة تردم مستنقعنا السياسي الآسن.؟ وهل يكفي انقاذنا ما قاله الشابندر عن أمله في حكومة أغلبية سياسية تعي المرحلة ،وهل تكفي تلك الاغلبية لردم مستنقع حكومتنا الآسن الحالي.. ؟ من حلكَـ الشابندر لباب السما!
#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدكتور العيساوي،، وتطييف السياسة
-
بدل كتم أفواه المفسدين، كُتم صوت -البغدادية- !!
-
- شرف الله - بين النزاهة والتكليف الشرعي!
-
تسقيطات سياسية، أم تحسين سمعة!؟
-
على مَن وماذا ! تراهن حماس !؟
-
للفضائح أجنحة وسلة واحدة !!
-
مع إلغاء -فساد- البطاقة التموينية، لكن بلا مجاعة!!
-
نادي الثلاثاء وعفيفة اسكندر!
-
-اريد الله يبين حوبتي بيهم- وداعا عفيفة اسكندر !
-
-عروس الانبار وقدس كردستان- قنابل دستورية موقوتة !
-
الطفلة روان و- ديوجين- مصباح الفكر- (*)
-
في -المفاخذة - فقط، تلتقي أفخاذ أولاد العمومة !
-
التمرير واللعب في الوقت الضائع!!
-
قانون العفو العام و-دولة القانون-، سلة واجدة !
-
نداء مثقف: تبني يوم ل- شارع المتنبي- !؟
-
إعادة إنتاج أفلام ومساخر - مطايا -التطرف !
-
-الكردنة و الكردشة- ظواهر سياسية!
-
أحقية الخلافة !
-
2 - طائفيو المهجر.. لمحات ومشاهدات
-
1- مشاهدات:. طائفيو المهجر، والدكتور جعفر المظفر !
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|