أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - إذا ما زار نتنياهو الأردن..!














المزيد.....


إذا ما زار نتنياهو الأردن..!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 19:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا زار نتنياهو عمان، أو الأردن؛ وليس ثمَّة ما يجعلني أَمِيِل إلى عدم تصديق هذا "الخبر"، فإنَّني أَجِد للدولة عذراً في اعتصامها بحبل الصَّمت، أو في اتِّخاذها "عدم النفي"، أو "عدم التأكيد"، موقفاً؛ فـ "النفي (المتأخِّر، أو بعد فوت الأوان)" لن يفي بالغرض، وهو جَعْل الناس مُصَدِّقين له؛ أمَّا "التأكيد" فهو أَمْرٌ يَصْعُب الإقدام عليه؛ لأنَّ "الخجل" عقبة ليس بالأمر السَّهل التغلُّب عليها؛ والأفضل، من ثمَّ، الأخذ بخيار "إذا بُلِيتُم فاستتروا"؛ فإنَّ وسائل الإعلام الإسرائيلية (المختلفة، نوعاً وجِنْساً، عن وسائل الإعلام عندنا) لديها من "اللُّؤْم" ما يَحُول بيننا وبين الأخذ بخيار "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"!
نحن، والحمد لله، لا نحتاج انتخابياً إلى تسريب "معلومة سياسية"، بهذه الأهمية، إلى وسائل الإعلام؛ فالصِّلة لدينا بين "السياسة" و"الانتخابات" معدومة؛ لكنَّ نتنياهو، الذي يشعر بتضاؤل وزنه الانتخابي، يحتاج إلى ذلك؛ ولقد لبَّى حاجته هذه إذْ سَرَّب، أو سمح بتسريب، هذه "المعلومة" إلى بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ وكأنَّ زيارته "السرية"، أردنياً، و"غير السرية"، إسرائيلياً، مع ما تناولته المحادثات من مواضيع وقضايا، يمكن، ويجب، أنْ تعود عليه بنفع انتخابي جزيل.
الشعب عندنا لديه الحق في أنْ ينشغل على مدار الساعة بأمْر "مَنْ يَنْتَخب" من المرشَّحين النيابيين الزَّاهدين بالسياسة، التاركين أمْرها لـ "أربابها"؛ فإنَّ من الأهمية الانتخابية والإصلاحية بمكان أنْ يَعْرف هل يَنْتَخِب المرشَّح "نصير الفقراء" أم المرشَّح الذي اتَّخَذ شعار "بلا شعارات" برنامجاً انتخابياً له أم المرشَّح..؛ أمَّا أنْ يعرف هل زارنا نتنياهو أم لا، وما هي أسباب الزيارة ودواعيها، فهذا ما لا حق له فيه، ولا يمت بصلة إلى مبدأ "زيادة وتوسيع المشاركة السياسية للشعب (الذي هو في "قصائدنا الدستورية" مَصْدَر السلطات جميعاً في الدولة)".
حتى الصحافة عندنا فضَّلت الأخذ بخيار "النعامة"، فدَفَنَت رأسها في الرَّمل، متحلية بفضيلة "عين لا ترى، وأُذْن لا تسمع"؛ وكأنَّ حقَّها (الديمقراطي) في الحصول على "المعلومة" من سَدَنَتها وحُرَّاسها يتلاشى ويختفي إذا ما تعارض مع حقِّ هؤلاء في احتجازها، وعدم الإفراج عنها إلاَّ عندما يَسْتَنْفِد هذا الإفراج أهميته.
حتى الشعور بـ "الغيرة" من الصحافة الإسرائيلية لم يُخامِر صحافتنا؛ فكيف لنا أنْ نؤسِّس لصحافة حُرَّة ديمقراطية، تُؤسِّس لمجتمع حُرٍّ ديمقراطي، إذا ما ظلَّت صحافتنا تَنْظُر إلى هذا "الفَرْق النوعي" بينها وبين الصحافة الإسرائيلية على أنَّه أَمْرٌ من جِنْس أمور "القضاء والقدر"؟!
نتنياهو ساس هذا الأمر بما يرضي شعبه، ولا يغضبه؛ فشعب نتنياهو يرضيه كثيراً أنْ يرى سياسة حكومته المتشدِّدة في رفضها حتى الحد الأدنى من المطالب والشروط (والحقوق) العربية تُثْمِر مزيداً من التنازلات العربية، ومواقف عربية يمكن أنْ تساعده في معتركه الانتخابي؛ فمتى نعرف من "الإصلاح السياسي"، أيْ من "إصلاح السياسة"، ما يُغْري صُنَّاع السياسة بسَوْس الأمور السياسية المهمَّة، كأمْر زيارة نتنياهو، وما تناولته محادثاته من قضايا، بما يرضي الشعب، ولا يغضبه؟!
محادثاته لا نعرف حتى الآن، وعلى وجه اليقين، مدارها؛ هل هي تناولت "الكونفدرالية" أم "مصير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية لبشار الأسد"؛ وأحسب أنَّ خير خدمة يمكن أنْ نسديها إلى الشعب السوري الآن هو ألاَّ نسمح لنتياهو بتمثيل دور الحريص على درء مخاطر هذه الأسلحة عن الشعب السوري؛ فهذا الرَّجُل لا يهمه أبداً أنْ تُسْتَعْمَل هذه الأسلحة ضدَّ الشعب السوري؛ فإنَّ كل ما يستأثر باهتمامه، ويستبد بتفكيره، هو ألاَّ تغدو هذه الأسلحة مَصْدَر تهديد للأمن الإسرائيلي؛ وهذا أمْرٌ لا يَعْنِينا (ويجب ألاَّ يَعْنينا) أبداً؛ فلتُقلِّع إسرائيل شوكها بيديها.
أمَّا إذا تطوَّر الصراع في سورية بما يَحْمِل بشار على استعمالها ضدَّ الأردن (وهذا أمْرٌ لا أستبعده) فإنَّ طَلَب مساعدة المجتمع الدولي لدرء هذه المخاطر هو وحده الخيار عندئذٍ.
لقد عَرَف بشار الأسد، بما ارتكب من جرائم في حقِّ شعبه، كيف يُبيِّض، ولو قليلاً، صفحة إسرائيل؛ فلا تَتَصَرَّفوا بما يسمح لنتنياهو بتبييض صفحة الأسد!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا انتخابية أردنية!
- هل نسي الأسد أنَّ فَتْح دمشق بدأ بمعركة اليرموك؟!
- فكرة -نهاية العالَم- ما بين -الخرافة- و-العِلْم-!
- ما معنى -دين الدولة هو الإسلام-؟!
- في ديباجة مسودة الدستور المصري
- الشرع إذْ شَرَّع طريقاً إلى -الإنقاذ-!
- المادة الغائبة عن الدساتير العربية!
- -صندوق الاقتراع- يُشدِّد الحاجة لدينا إلى مارتن لوثر إسلامي!
- كلاَّ إنَّ الإنسان لم يُوْلَد حُرَّاً!
- -أزمة دستور- أم -أزمة ثورة-؟
- توقُّعات ونتائج!
- فضيحة البرادعي!
- حِرْصَاً على ثورة 25 يناير..!
- كيف تؤثِّر -الكتلة- في -الفضاء-؟
- -مجتمع الحقوق- أوَّلاً!
- -لا- ل -الإسلام السياسي-.. -نَعَم- للدستور الجديد!
- -صاروخ فَجْر- الذي أُطْلِق من نيويورك!
- كَمْ هو -غالٍ- هذا -المجَّاني- في -العرض الإيراني-!
- هل نحن أهْلٌ للديمقراطية؟
- حتى لا تَفْقِد الثورة المصرية بوصلتها!


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - إذا ما زار نتنياهو الأردن..!