أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هرطقة ضمير - من يحتاج ليتحرر














المزيد.....

من يحتاج ليتحرر


هرطقة ضمير

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 11:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كثيرا ما نسمع مصطلحات تخص المرأة بالوصف دون غيرها ومن ابرز هذه المصطلحات تحررها . انعتاقها ، مساواتها مع الرجل ، اخذ فرصتها في ميدان الانتاج والابداع العملي ، رفع الظلم عنها ، تكريمها .. الخ من المصطلحات التي تنبع من واقع حقيقي تعيشه المرأة في المجتمعات الشرقواسلامية . كل هذه المصطلحات تؤشر على وجود مشكلة حقيقية بما يخص التوازن الانساني للعيش في هذه المجتمعات وفق حياة حرة كريمة .
ان من يبحث عن حل لهذه المشكلة او تغيير لهذا الحال عليه ان يحلل القضية ويفككها حتى يتسنى له الوقوف على العوامل التي انتجت هذا الاختلال المرضي في المجتمع ومن ثم يرسم خارطة طريق لتعديل الحال وبما ينسجم مع قيم الانسان. ويكاد يتفق كل من عنده ذرة من القيم الانسانية بان المراة اليوم في وضع متردي يعطل طاقاتها ويحرم المجتمع من ابداعها وقبل كل هذا فانه ظلم قاسي لها حتى وان كانت مؤدلجة بان هذا واقعها الذي يجب ان تقبل به او تعتنقه وتفرح به ناهيك عنها اذا ما كانت مجبرة .
ابتداءا لنشخص اسباب هذا الواقع . ان هذا الواقع هو مزيج قوي من موروث قبلي ذكوري السمة يتحد مع قيم دينية لاتنقصها الذكورية ايضا ويهب احدها القوة والدعم للثاني وبتراكم زماني ثقيل جدا ويتحالفان لتصنيف المرأة بتراتبية هي بالضرورة والتجربة دون مستوى الرجل على كافة الاصعدة مع انتقاص واضح بالعقل والقدرة والكرامة وحتى حق العيش احيانا .
اسمع اصواتا كثيرة تنادي بضرورة انتفاضة المرأة على هذا الواقع المريض الواجب التغيير . وانا ايضا مع هذا التغيير لكن ليس من بوابة الانتفاضة لانها ببساطة ستكون بمثابة انتحار للمرأة في ظل امتلاك الرجل كل ادوات القرار والسلطة والتحكم والرفض لخسارة الامتيازات الجنسية والاجتماعية التي يتمتع بها بظل مرض هذا الواقع .
ان رفض الرجل للانتفاضة شي محتوم لان تحررها الان بالنسبة له وهو على هذا المستوى المتدني من الوعي يعني بالضرورة انه سيخسر امتياز ان يكون لاعبا متمتعا باجساد النساء مستعبدا لهن وبامكانية استبدالهن كيفما شاء ومتى ما شائ تبعا لنزواته ، ولا يحتمل فكرة مزاحمتهن له في الكرامة والفخر ، ويرتب عليه كذلك التزامات اخلاقية جديدة بظمنها التكافؤ في الكد اليومي والمجهود الذي تبذله المرأة في البيت من خدمة وتربية .وقطعا سيهبهن نفس الحق في التساوي معه بالحقوق الجنسية التي يقرها لنفسه اليوم مع طرف مغضوض من المجتمع .
ما تقدم ببساطة مضاف اليه افتقار المرأة بصورة كبيرة للثقافة والتعليم وثقافة تنظيف الصفوف فيما بينهن بشكل خاص يقتل اي فرصة لنجاح هكذا انتفاضة .
ارى ان التغيير لا يتم الا بامرين قد تساعد الانتفاضة النسوية في التعجيل باظهار اثار اي منهما .
الاول وهو المهم طبعا والحيوي والذي يؤسس لديمومة الاجراء والتغيير دون ردة او نكوص ويرسي اسس التوازن الصحي للتعايش لكل من المرأة والرجل ، ويتمثل بتبلور وعي انساني يحل محل العقلية الذكورية سالفة الوصف ، ان مسالة التحرر النسوي لا يمكن ان تمر وتصبح واقعا الا اذا استوعبها عقل الذكر العربي قبل ذلك وهنا يكون الجواب عن السؤال حول كيفية التغيير . نعم بدون ارتقاء الفكر والوعي لا يمكن ان تكون انتفاضة المراءة الا زوبعة في فنجان مصحوبة ببعض الشجاعة والتضحية من قبل بعض النساء التي ستصبح عبرة لغيرها اذا ما حاولت عمل نفس الشيء . نعم ان المرأة الان على واقعها ضرورية لشحذ الهمم والايماء للرجل والايحاء له واخباره بمستوى الظلم الذي تعيشه ويجب ان تكون ضمن المستوى الذي لا ياتي معه باذى لها واقولها ايضا انا مع اي مظهر متاح امن للمرأة من مظاهر الانتفاض .
اما الثاني فهو ان تصل سلطة قوية تشرع من القوانين ما يرفع الحيف ويغير هذا الواقع نسبيا وهذا ما شهدناه في امثلة اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قرارت الزعيم عبد الكريم قاسم اول رئيس لجمهورية العراق والذي استوزر اول وزيرة في العالم العربي عام 1958 السيدة نزيهة الدليمي، والرئيس الحبيب بورقيبة والذي كان ايضا اول رئيس لتونس 1957 وارسى النظام العلماني لدولة تونس والذي به من رفع الحيف الشيء الكثير.
ان الامر الثاني مستبعد الان في ظل تنامي وتصاعد التيارات الدينية وتيارات الاسلام السياسي .
والان وبعد هذا كله من يحتاج للتحرر ؟ ومن يحتاج الى انتفاضة عليه ؟
ارى ان عقل الرجل العربي هو من يحتاج للتحرر والانعتاق من امراضه وانانياته وارى بنفس الوقت ان الانتفاضة يجب ان تتم على من يقف بالضد من كل هذا . واختم بالقول انه يخطأ من يظن ان المرأة مدافعة عن هذا الواقع . فقط اعطها فرصة للوعي لتتحر به من الايديولوجية الدينية الكريهة او الطرح الذكوري الذي تشبعت به منذ النشأة وسترى حينها كيف ترفض كل هذا .فكم يزعجني ويؤسفني ويحزنني مااراه من سخرية من واقع المرأة اليوم من قبل البعض او من اشكال اللبس الخاصة بهن وان كانت بعيدة عن المساواة فيا سادتي المراة اليوم ضحية وليست جلاد وتستحق التضامن لا الازدراء
.
.
هرطقة ضمير



#هرطقة_ضمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هرطقة ضمير - من يحتاج ليتحرر