عصام علاء الدين الحلاق
الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 02:58
المحور:
كتابات ساخرة
التواصل جزء من كينونتنا منذ القدم فحياة المرء هي مجموعة من العمليات التواصلية مع النفس أو مع الآخرين ، القصة ليست مجرد تدوين بل مدرسة للتواصل الإجتماعي ونقل للخبرة البشرية .
العملية التواصلية هي جزء من الإعلام الإنساني المؤثر بعمق ، حين نقطع أواصرنا عمن حولنا نعيش عزلةً خانقةً مخيفة وتنهشنا أشباح الموت ونحن أحياء فجمال الحياة هو لذة الوصل.
وعلى هذا أبني مفارقةً أخرى على نقيض آخر :
مثقفي الفيسبوك وثورجيه يعجبون ببعضهم البعض وبما تطحنه أصابع كلاً منهم على لوحات المفاتيح المبللة بماء الذهب حتى وإن طحنو عبارةً مبهمةً أو تحليلاً ابتدأ بـ (ما) اكتمل بـ (هو) انتهى بـ (؟) .. وعليه يتبعهم العامة والعصبة على أعينهم فلا شك أنه وخلال عدة دقائق تكون قد انهالت الإعجابات متخطية حد المئات الأربع وأم أربعة وأربعين إعجاب !! وتعليقاتٍ تحتشد بعبارات المديح والثناء والإطراء ..
أما (عشم) فقد استغرق ساعاتٍ وساعات ليخط أجمل العبارات المنمقة أو ليستغرقها في البحث هاهنا وهاهناك متنقلاً بين نشرات الأخبار إضافة إلى طرق أبواب المقالات من أوسع منابرها .. لينتهي بمنشورٍ عالي الدقة في تفاصيله ولاينقصه شيئاً سوى الشهرة والكثير من الإعجاب لكن القدر كان له بالمرصاد ليحجب عنه أعين المستثقفين وفرسان الفيسبوك مانحاً إياه تذكرة دخول للتاريخ من مكب نفاياته .. فلا موافقاً أو مخالفاً ولا مستدركاً أو مضيفاً زاره ، حتى وإن عبر أحدهم بجانب حائطه سارع لإدارة ظهره متجهاً لمسرح الثقافة هناك حيث يتجمع روادها ..
لطالما اعتقدنا أن الفيسبوك وهذا العالم الإفتراضي سوف يحررنا من التبعية والتي لا تكرس سوى لوناً واحداً لايحتمل الإنجاب في حال تزاوجه مع لون آخر
ترى أين هو التفاعل والتواصل في هذا ؟
(عشم : شخصية فيسبوكية من محض الخيال لكنها قد تنطبق على الكثير من رواد الفيسبوك )
#عصام_علاء_الدين_الحلاق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟