باسم الخندقجي
الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 01:21
المحور:
القضية الفلسطينية
بعينْين من زيتون أمومة تبحثين عني في قاعة الزيارة .. و أنا الجالس في آخر القاعة خلف الزجاج مصنوع من أشد أمراض الإنسانية وحشية أنتظرك ..لم أنادي عليكِ لم أُلوّح بيدي بل حدّقتُ في مشهديتك الكاملة و المزدانة بالدفء و الحب واللهفة و الشوق و بعينيكِ اللتيْن تطاردان أثري في قاعة الزيارة رأيتكِ بجسدٍ منهك من تعب الطريق و الإجراءات التعسفية تسيرين ببطء و تبحثين عني كنتُ على أشد ألمي يقتلني الشوق تقتلني هذه المسافة التي حرمني منك من حضنك و أنفاسك الطاهرة لم أُلوّح لك تركتُ لي الثواني الخمس التي أرسمك بها . و أكتب و أغنيك ِ أُغني عينيك يا حبيبتي خمس ثواني تكفيني تُشفي هذا القلب المنهك من البرد خمس ثواني لأكتب في عينيْك الطفلتيْن ما لم أكتب بعد ..
عينان تبحثان عني و تسألان "أين هو طفلي ؟ "
و كل أطفال الدنيا يبحثون عن أحبتهم في هذا المتاح الزمني الضئيل متاحُ في خمس و أربعين دقيقة فقط لا غير . و من وراء الزجاج و الزمن الزجاجي الهش أؤكد لها ذاتي و أسترد عافية حبي و أملي و أقول لها : ها أنا بخير لات تخافي .. رأتني لمحتني .. و جاءت تعدو عَدْوَ نبيةٍ مُكلّلةٍ برسالة من حب و نور..جاءت تسعى إليّ أنا طفلها الذي يخشى من دمعها المقدس و هي أمي التي تستردني من الزمن لبضع دقائق لكي تبحث في وجهي عن شامة جديدة قد تشي بزينة الأمل و العناق ..
#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟