نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 1142 - 2005 / 3 / 20 - 13:48
المحور:
الادب والفن
كان عليّ أن أتشرّد عقدين
تحت سماء محاربة
وعلى أرض مفخّخة
لتحبّني أمي
وأرضى عن أبي.
كان عليّ أن أغادر وطني
لأبحث عنه.
وكان عليه أن ينهشني كوحش
ليراني كنكرة مقصودة أو غير
وكان عليّ أن أرهن نفسي
لأحرر من أحب
ولم أر حقيقة ماجنيتُ
إلا بعد أن رهنتُ من أحب
وحررتُ كهولتي
كنت واحداً في مجلس الحكمة.
حسب إرشيف تلك الحقبة الرعناء.
كم من الإساءة للحماقة لو طلبتُ ضمَ خدماتي.
إنها سخية فما زالت تمنحني تعويضات ومكافآت دون التماس.
****
كنتُ أمضي في الليل باحثاً عن معنى النهار
وحين تشرق الشمس أنام.
وفي أحلامي وخلواتي ألعن الظلام الأبدي
وأصلّي أو أغني للفجر الذي سيطلّ بعد ألف عام.
لن أغسل خلاياي من زيوت العبارة
بعد التحليل والتمحيص والتشخيص
عرفتُ الداء
القضية في الجينات
وخارطة صبغياتي كلام.
****
كما كانتِ المرجعيات تؤرشف العشائر والطوائف
والمخابرات تفلّي الأحزاب والضمائر
أصطدم اليوم بسلطات في حقول الكلام
هذا تقيّ وذاك مارق
كما فلان أحق بالخلافة من فلان
الكلّ في نظر حريّتي أي استشفائي هراء
ليس لأني هالك غرقاً بآفتي
وميؤوس تماماً من شفائي
ولا لأنّ الهرطقة والتجديف على ذاتي أولاً هي نقيّ العظام
بل لأنّ الكتابة كما تريد ذاتها
هي درهم وقايتي وقنطار العلاج
إذا كان لابدّ من شعار فليكن :
في خدمة المخيلة جميع الأشكال والأحبار .
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟