هدلا القصار
الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 19:40
المحور:
الادب والفن
يُطالبُني هبابُ الليل
باكتمال صنيعي
لينبضَ نحلاً من أُنوثةِ الحكمةِ
أظللُ به هيكلَ مِرْآتي
وأختصرُ سعيرَ المسافات ِ
ابْتَكِرُته كشمسٍ بشريةٍ
كعودٍ من عظامَ الأجنحةِ
أرسمُ ملامحَهَ من بياضِ النسيجِ
المفتقدِ من الجدرانِ لألملمَ به ريشاً رطباً
وأنطقُ حجراً أبيضاً في ليلٍ يلدُ كلَّ الأصوات ِ
ليفيضَ نبضاً عارياً من سيلانِ الحياةِ
من هديلِ صمتِ الجفونِ المترامي فوق جسورِ الشفتينِ
من تنهيدةِ نبتة ٍخُلِعَتْ من جُذُورِها
لأدفئَ به قروناً تحملُ اثنا عشرَ شهراً
وأُسكِنُه قيثارةَ ضجيجِ فجرٍ هادئٍ
حين يتجلي الكسوفُ حُلمَ الليلِِ
المصنوع ِمن أَنــاءِ فرحي المتأججِ كأعيادِ الزهور ِ
أبتكرَته بعيداً عن بردِ الجدران ِ
أوجّهُهُ كنجمةٍ في سماءَ طراوتي
ليصبحَ سيدَ الماءِ فوقَ شطآني
وأطفئ ُبه كفيّ اشتهائي من بردِهم الدافئ
فوق جداريةِ الوِحدةِ المرصوفةِ بشحمِ الغيومِ
اقْتسمْتُه بلورةَ عيني
لأخرجَه من عروقي
وأجمعَه بآمالِ هوائي
الممزوجِ بعالمي السري
لأُسكنَه أشباحَ سفينتي وضبابَها الأرجواني
المروضَ باشتعالِ الأصابعِ
أبتكرْتُه عشقاً... كلما مسته كفايّ
يسجلُ توحُدَنا المرتعشَ بالآلامِ
بأجنحةٍ تدفئُ لَيْلَكَ الصمت ِ
المتهاويَ كقطرةِ ماءٍ
فوق لُجةِ موجةٍ في رَعْدِها
لأنهي أسئلةَ الأهدابِ ....
أَيّها المبتكرُ مِنْ أنوثتي
فلتسنْ حاااااضرَك
وتقفزْ من تقليمِ أناملي وعطرِ صدري
من بحرِي... ووحيي المعجونِ بجذورِ مدي
أيها المنحوتُ من حِكْمَتِي
الملتفُ بأنسجتي المنمنمةِ
ها أنا أهيئ انتشالَك من لغتي المهاجرةِ ...
أجهضُك من ملامحي
أعريك من جواهرَ تغلغلي
هاااا أنا أجمعُك الآن من صوتي
أزرعُ تواقيعَ أحلامي فوق جسدِك
لتحملَ ناقوسَ الوصايا من قدسِيتي
ها هنا سأُعَمِدُك ... الآن !
وأطلقُ سراحَك مع نبوءةِ مئذنةِ الوقت ِ
قبل أن يلفَّ الغموضُ ميلادَك
وأُنهي ذاتي في صنيعِك
2/2008
****
#هدلا_القصار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟