بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب
(Bahrouz Al-jaff)
الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 17:57
المحور:
الادب والفن
رحلتُ أحمل أثقالي
في بطن دماغي أجري
صادفتُ طللا مهيوبا
حيّا أثقالَ العمرِ
قولُ الحق له عُرفٌ
يعطيه بشراً مثلي
لايجرؤُ ايقادَ ضوءٍ
الا في جهدٍ مضني
في حضرة ضيفٍ مشتاقٍ
والخلوةُ أمرٌ جبري
تختبئُ فيها الآمالُ
تُنذرُ علّات الدهرِ
طللٌ للانس شهيدٌ
يدري أهوالَ الدهرِ
يدري كم ماتَ حكيمٌ
في خلوة كهفٍ معزولٍ
يدري كم بيعَ ضميرٌ
أفلسَ في ظل الغدرِ
يدري كم سلفٌ عانى
عانى أغلالَ القهرِ
والخلَفُ ماعادوا أوفى
عادوا خلّان الجورِ
ليت طباعنا أشجارٌ
فالشجرُ يخلفُ صنواً
من فرعٍ يهدي قلماً
يستنسخُ عينَ الفرعِ
حتى الأشجارَ خذلناها
فجعلنا الصِنوَ نداً
لجهلٍ في أصل مغزاها
بل جهلٍ في أصل مغزانا
من جهل وجودِ الانسانِ
أدركتُ حكمةَ أثقالي
أدركتُ صمتَ الأطلالِ
لاتلغو زبداً أبدا
تتأملُ انسانا مثلي
تحكي اليه أوهاماً
أوهام العدلِ البشري
عن كل مليكٍ عصري
عن حكمة عصر الطاغوتِ
عن عطف البطلِ القسري
يا طللا ردَّ بالحقِّ
ردَّ عليّ أثقالي
رد اليّ أمري
أنا ماعدتُ سكراناً
أنا نال العقلُ مني
لا أبغي نصحاً محبوساً
وليبقَ الطللُ في صمتٍ
وعلى ليلاهُ يهذي
لايدري من مرَّ به
أعطاهُ الحبّ الأزلي
فالحبُّ على حبٍّ أبقى
من أملٍ في جوف دهري
يحملهُ كل زمانٍ
انسانٌ ينطقُ مثلي
لكن الجهلَ بالحقّ يجعله نفراً براقاً
جمراً من عقلٍ وهاجٍ
من تحت رماد الغدرِ
يرفعُ ميزانَ الانسانِ
حين الانسانُ يجني
وبهذا تبقى الآمالُ
أملاً في قلب العصرِ
في قلب حكيمٍ خلّاقٍ
يقبعُ في جُحرٍ نوريّ
منه تطيرُ الأخلاقُ
لتغطيَ جوراً يجري
منه تفوحُ الأعباقُ
أطيابُ الحبّ الأبدي
ديمومةُ عصرِ الانسانِ
في كنَفِ الكونِ الأزلي
#بهروز_الجاف (هاشتاغ)
Bahrouz_Al-jaff#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟