فرانسوا باسيلي
الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 11:59
المحور:
الادب والفن
أكاد أمرض وأسقط إعياء لأن مصر مريضة وتوجعني، مصر الجميلة البهية العفية صارت مريضة وتوجعني، مصر النضارة والحضارة والخضرة والخصوبة أصبحت قاحلة نحيلة مريضة وتوجعني، مصر السماء والدعاء والغناء والفرح والمرح والبهجة أصبحت حزينة مريرة عليلة وتوجعني، مصر الضحكة والبسمة والغمزة والغزل والعشق والبنات والأولاد تجلس كأرملة مجللة بالسواد والغياب والرحيل والعويل، جريحة وطريحة صارت وأنا صرت مريضا ونازفا وعازفا عن كل شيء فلا معني لشيء بدون مصر التي كانت جميلة وكانت بهية وكانت عفية، ياروح ما بعدك روح ويامصر ما بعدك مصر، فماذا أنا فاعل ولم أعد أجدك لا هنا ولا هناك لا في ذاكرتي ولا في مخيلتي، خطفوك يامصر ومزقوا ثوبك المرصع بالذهب والقصب واقترعوا عليه وعليك، خانوك يامصر واستجلبوا من صحرائهم المقفرة قماطا أسود ألقوه علي جسدك البض فسدوا عنك الهواء والبهاء فذبلت وضمر صدرك وجف لبنك ويكاد يقضي أطفالك جوعا وعطشا يامن أطعمت البشرية وسقيت المسكونة.
مصر يا مصر ياهلعي عليك ارجعي فأنا مريض راقد علي قارعة الكون أصارع موتي إرقدي علي جسدي يا إيزيس وانفخي من روحك في فمي لكي أعود للحياة معك وفيك.
أهتف باسمك وأستحلفك يا مصر أن تعودي فهل تسمعين؟
هل تسمعينني؟
وهل بالابتهالات والنداءات وحدها ستعودين يا مصر يا حبيبتي يا قاتلتي؟
هل ستعودين؟
#فرانسوا_باسيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟