أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الدين بين فشل المنطق ونجاح الإغراء














المزيد.....


الدين بين فشل المنطق ونجاح الإغراء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 22:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما أريد أن أقوله هنا ليس حصريا على الدين الإسلامي فإنه ينطبق على أغلبية الأفكار والمذاهب حتى النازية نفسها فلا أحد يستطيع أن يزرع في رأسك فكرة معينة أو دينا معينا أو مذهبا فكريا إلا عن طريق طريقتين فإما أن يقنعك بالحجة وبالمنطق وإما أن يغريك بفكرته إغراءً إذا رفضت أن تقتنع بالفكرة من أساسه أصلا, وهكذا هو الإسلام الذي يحاول أن يوصل إليك الدين الإسلامي عن طريق إقناعك بالحجة وبالمنطق ومن اللافت للانتباه أن الحجة والمنطق كانت بالأصل ضعيفة جدا والناس إبان ظهور الإسلام لم تكن أصلا مقتنعة منطقيا بذاك الدين الجديد فلجأ الإسلام إلى فكرة أخرى وهي(الإغراء) ولكن كيف عرفنا ذلك؟ أقول لك بأن المسألة بسيطة ذلك أن في القرآن وعودٌ كثيرة بالجنة وبالآخرة وبالأنهار التي تجري عسلا وخمرا وحوريات ونساء جميلات كلهن أبكار وقصور في الجنة ووسائل ترفيه اجتماعية لم يكن في وقتها يحلم بمثلها أكاسرة الفرس وقياصرة روما وملك مصر.

معظم المؤمنين بالدين الإسلامي نجدهم متمسكين بتعاليمه عن طريق الإغراء وليس عن طريق القناعة فهنالك فارقٌ كبير بين أن تؤمن بفكرةٍ وأنت مقتنعٌ بها منطقيا وعقلانيا وبين أن تقتنع فيها عن طريق الإغراء من خلال تقديم مغريات تجعلك تسبح في الفضاء بلا حدود ممكنة وبلا سقفٍ تتوقف عنده ففي الديانة الإسلامية تصاب بالحكمة وبالمنطق وحين يفشل المنطق في تحويلك من ديانةٍ إلى أخرى من المعروف جيدا بمثل هذه الحالة أن يلجأ المروج لهذه الفكرة أو لهذه الديانة عن طريق تقديم الإغراءات وهذا يشبه عملية استقطاب رجل صاحب خبرة في العمل طويلة جدا للعمل عند أحد الراغبين فيه وحين يفشل صاحب العمل في إقناع الخبير فإن صاحب العمل لا يجد وسيلة أخرى إلا الترغيب في العمل لديه عن طريق تقديم المغريات ليجعلك تشعر بالرفاهية الفكرية والعقلية ويجعل عقلك في نزهة تأملية وأن تحلم ثم تحلم ثم تحلم ومن ثم يتطور الإغراء في بعض الأحيان إلى الإغراء وأحيانا يتحول الإغراء إلى قناعة على حسب الأولوية في العمل فهنالك من يقدم لك المغريات أولا وإذا فشلت المغريات فإنه فورا يتوجه بك نحو الحجة والمنطق ولكن في الديانة الإسلامية من الظاهر أنه أولا بدأ بالحجة وبالمنطق وتطور إلى الإغراء حين فشل مشروعه النهضوي المنطق فقدم لجماعة المؤمنين كثيرا من المغريات حتى طفح الكيل بالمؤمنين وهذا لا أعده نقيصة أو عيبا ولكنه على الأقل ظاهرة يجب أن نقف عندها وندرسها لنعرف كيف انتشر الإسلام وكل هذا الكلام لم أحضره أنا شخصيا من خزانة أمي وأبي ولكنه ظاهر في القرآن الكريم حين نقرأ كثيرا عن المنطق ومحاولة إقناع الناس بالحجة وبالمنطق فيظهر هذا في الآيات وفي الأحاديث الكثيرة التي لا حصر لها.


وبعد مدة من الزمن يتحول الإغراء نفسه إلى تصديق المنطق الذي رفضه العقل أولا والمنطق المضاد ثانيا ليعتقد المؤمن اعتقادا راسخا بأنه مقتنع بالإسلام منطقيا دون أي إغراء وعلى فكره الإغراء والإكراه هو نفس الشيء فالإغراء والإكراه والإرهاب هما وجهان لعملة واحدة ولاحظ ذلك أن الذي يغريك ويكرهك ويرهبك لا يختلف كله عن بعضه البعض في شيء مطلقا وهذا يظهر لنا جليا من خلال فشل الحجة والمنطق واللجوء أخيرا إلى الإغراء الذي يفشل هو أيضا بإقناعك أو بتحويلك للدين الإسلامي فحين لا يجد مغريك بدا من إقناعك فإنه يلجأ أخيرا إلى محاولة إرهابك وإخافتك عن طريق الوعيد بالنار وبالعذاب وخصوصا عذاب القبر وعذاب الآخرة فهذا كله أصلا نوع من الإغراء نفسه الذي يتحول إلى دكانة وسوبر ماركت تشتري منه الأسلحة التي تريد بواسطتها إخافة الناس.

طبعا في النهاية أنت تورث لأبنك وابنتك وهم الأجيال القادمة هذا النوع من الإغراء والإثارة من خلال استعمال عناصر التشويق والإثارة كجزء لا يتجرأ من لعبة الإغراء,وعلى فكره في الأسلوب التجاري نوعان للتسويق واحد وهو القناعة ونوعٌ آخر وهو الإغراء وهنالك من يفشل في إقناعك ببضاعته فيلجأ إلى إغرائك فيها طالما أنت لم تقتنع بعملية منطقية لشراء بضاعته, وإن فشل التاجر في إقناعك فإنه فورا يتخذ معك أسلوبْ الإغراء وإن فشل أيضا في إغرائك فهذه بحد ذاتها مصيبة كبرى سوف تحل عليك لأنه بعد فشل عملية الإغراء يلجأ إلى تهديدك حتى تقتنع فيه وفي بضاعته,والدين الإسلامي انتشر أول ما انتشر عن طريق القناعة والإغراء والذين قادوا هذه الحملة هم من طبقة التجار الأذكياء الذين لعبوا على مصطلح اللغة ودلالته اللغوية و(السيميائية) فأول ما كان يلجأ إليه الإسلام هو محاولة إقناع الوثني والمسيحي واليهودي والفارسي بالدين الإسلامي وحين كانت عملية الإقناع تفشل كان الإسلام يلجأ إلى طريقة أخرى وهي الإغراء عن طريق وصف الحوريات الجميلات والأنهار التي تجري خمرا وعسلا حتى يُغسل مخك بالكامل عن ظهر أبيه،وعلى فكره الذي يحاول إغرائك يكون مثله مثل الذي يضحك عليك لأنه لا يلجأ إلى الإغراء إلا شخصا مفلسا أو استفلس من كل شيء فلم يبقى أمامه إلا الإغراء وتضخيم حجم أدوات الإغراء ليأكل بعقلك حلاوة، ومثل المرأة التي تغري الرجل بساقيها أو صدرها أو عيونها ليغض النظر عن العيوب الأخرى التي قد توجد في طبعها,الإغراء قصة ليست سهلة بل مثيرة وفيها الكثير من التشويق والإثارة بالاعتماد على عنصر صناعة الكذب الحلال، وللإغراء كلمات مشوقة وتجعل لعابك على خدك يسيل،وللإغراء أصول وأتيكيت والشخص الذي يريد إغرائك يمتاز بحلاوة اللسان وحسن المظهر،فلا تغروني أكثر من ذلك،ويا دنيا غري غيري.

هذه توقعاتي وأسأل الله أن يثبتني على هذا الدين منطقيا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا مراقب جدا
- بطاقة معايدة
- إنهاء الصراع بين الدولة والدين
- الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر
- الثورة لا تحدث إلا في الدول المتخلفة
- الفرق بين المسلم والملحد
- خمسة مبادئ أمريكية ثورية
- الحمير تعرف أصحابها
- أمي
- الثورة الحقيقية
- الانتحار
- كيف يشاركني الشيطان طعامي!
- ماذا يوجد وراء الحراك الأردني؟
- يا سيد الدمار
- مشكلة تغيير النظام الاجتماعي
- كل الناس موعوده
- مدمن على البكاء
- العامل الحرامي والعامل الأمين
- النوم هو الحل
- الثورة البيضاء


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الدين بين فشل المنطق ونجاح الإغراء