أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد ناشيد - السيناريو الإيراني لن يتكرّر...














المزيد.....


السيناريو الإيراني لن يتكرّر...


سعيد ناشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك من يخشى من تكرار السِّيناريو الإيراني وهناك من يسعى إليه. هناك من يخشى مآلاً أشدّ قتامة وهناك من يهدف إليه. في كل الأحوال، تظل كل الاحتمالات واردة. لكن، في حال الرّبيع العربي ومآلاته، ليس مرجّحاً أن يتكرّر السيناريو الإيراني، للأسباب الآتية:

معرفياً، يحتاج كل نظام شمولي - أكان دينياً أم وضعياً - إلى ثلاثة شروط أساسية: أولاً، انتشار إيديولوجية خلاصية؛ ثانياً، صعود زعامة كاريزمية شعبوية؛ ثالثاً، احتكار الدولة لأجهزة الدعاية. هذه الشروط ليست متوافرة في حالة الرّبيع العربي، وقد لا تتوافر خلال الأجل المنظور لأسباب سياسية وثقافية وفنية أو تقنية.

في الحالة الإيرانية، استطاعت الإيديولوجية الخلاصية، والتي هي مزيج مركب من الماركسية والإسلام السياسي، كما تمثّلتها وتأوّلتها كتابات الخميني وعلي شريعتي وأحمد فرديد ورضى دوري، أن تجد بيئة ثقافية حاضنة تتمثل في الفكرة المهدوية ذات المنشأ الشيعي. كما أن الزّعامة الكاريزمية في شخص الإمام الخميني وجدت بيئة ثقافية حاضنة من خلال وظيفة نائب «الإمام الغائب»، والتي جاءت دسترتها إيذاناً بتحوّل مسار الثورة نحو الدولة الدينية، «ولاية الفقيه».

فضلاً عن ذلك، فإن وسائل التواصل والدعاية إبان الثورة الإيرانية كانت هي التلفاز والرّاديو والكاسيت وخطب الجمعة، وهي وسائل اتصال عمودية تنطلق أفقياً من سلطة الصوت في الأعلى إلى أذن المنصت في الأسفل، على طريقة «أنصتوا يرحمكم الله»، أو في ما يسميه جاك دريدا بـ «مركزية الصوت». أثناء تلك العلاقة العمودية بين الصوت والأذن، انتشرت الإيديولوجيات الشمولية الدينية والوضعية وازدهرت.

في حال الربيع العربي، ماذا نلاحظ؟

لم يفلح الإسلام السياسي في بناء إيديولوجية خلاصية قوية ومهيمنة؛ وهذا بسبب أن الفضاء السنّي لا يمثل بيئة حاضنة لمبدأ الخلاص. لذلك، في وسعنا أن نؤكد أن كل محاولة لبناء دولة دينية لن تنتهي إلى غير الفتن. كما أن الزعامات الإخوانية والسلفية لم ولن تفلح في إنتاج أي كاريزمات شعبوية، عدا الشتات في الوجوه التي يثير بعضها السخرية. والحال أن تقنيات التواصل الجديدة لم تعد تساعد في بروز أي كاريزمات شعبوية.

فإذا كانت أجهزة التلفاز والرّاديو ومنابر الجمعة والجامعات تعتمد مركزية الصوت المالك للحقيقة أو الناطق باسمها، وهي أجهزة قابلة للاحتكار والهيمنة من طرف الدولة، فإن منتديات التواصل الاجتماعي (فايسبوك، تويتر...) تقوم على المشاركة والتفاعل المفتوح في إنتاج الخطاب، وهي آليات لا تحتمل أي هيمنة أو احتكار من طرف أي كان. لقد غادرنا حقبة الاستبداد وبدأنا ندخل في حقبة مفتوحة على احتمالين، ليس ضمنهما الدولة الدينية: إما انتصار قيم المجتمع الديموقراطي أو النفخ في رماد الفتن.



#سعيد_ناشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديموقراطية ضدّ الديموقراطية
- ... عن الإخوان المسلمين
- الكتابة بالدم والألم
- الحرية الدينية أولاً
- أنا أتَّهمكم أيُّها الأمريكيُّون
- سعيد ناشيد- كاتب ومفكر حر من المغرب - في حوار مفتوح مع القار ...
- في حاجة أرض الحرَمين إلى الإصلاح الديني
- خمس فرضيّات حول القرآن
- رائف بدوي: شاب سعودي يواجه الظلام
- خمس فرضيَّات حول الوحي
- أخلاق الحداثة و-أخلاق- النفاق
- لماذا أقول: أنا مسلم؟
- عندما نسينا ماركس
- ما هو القرآن؟
- وسائل الإعلام وثقافة الجموع (3
- من بيروت إلى التراث.. تأشيرة عبور باسم جورج طرابيشي
- الاعتذار عن الاستعمار: هل نستحق الاعتذار؟
- النّار والمَعبد
- هل العلمانية مجرّد خدعة بَصرية؟
- ما نتعلمه من سيون أسيدون وما تعلمناه


المزيد.....




- البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
- قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
- الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
- عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل ...
- الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد ...
- قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل ...
- قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا ...
- قائد الثورة الاسلامية: المقاومة التي انطلقت من ايران نفحة من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد ناشيد - السيناريو الإيراني لن يتكرّر...