أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي بن بلعيد - الحرية العمياء والاستبداد المبصر .. كارثتين














المزيد.....

الحرية العمياء والاستبداد المبصر .. كارثتين


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 03:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يبدو وكأننا أمام مشهد درامي حزين في حال النظر الى حركة الحياة بفعلها الثقافي والسياسي والاجتماعي والفكري على واقع العرب الذي أصبح خليط من الزوبعات التي نشرب منه كؤوس الحنظل على الدوام , والشيئ المضحك المبكي هو ذلك المشهد الحزين الذي يمثله غالبية أتباع الحرية ومن يصنفون أنفسهم ثوررين وضد التخلف والفساد

يحزن المرء حين يرى الفساد والتخلف قد أستشرى في واقعنا العربي على مر القرون الطويلة وكأنه لا يوجد من يقاوم ذلك , ويزداد الحزن عندما يلاحظ المرء إن ثورات الاجيال التي تحاول جاهدة الخروج من ذلك النفق المظلم تبوء بالفشل , وينهض أمامها كل أعداء الحياة في الخارج والداخل , ولكن ما يضاعف الحزن والكمد هم أولئك الناطقون بإسم الحرية الانسانية وحقوق الانسان ممن يتحركون بعقول تم إستنساخها من نسختين .. نسخة تعمل بنفس طريقة أرباب الفساد من حيث نارية الشعارات والرفض للآخر وإستخدام الحديد والنار بطرق إنفعالية تضر ولا تنفع .. والنسخة الثانية هي تلك العقول المغتربة عن الواقع العربي والتي تم إستنساخها لتعمل خارج إطار الذات الثقافية وتلك هي الاخطر على الاطلاق لانها ترفع شعارات الحرية والعدالة والمساواة وهي لا تعمل بها وليس لديها أستراتيجية عمل مجتمعي موحد وليس لها صلات جامعة ولا حدود معروفة , تتحرك بشكل هامشي وفردي في الغالب

ثورات وأحرار بغالبيتهم يمثلون الحرية كما يمثل الفاسدون فسادهم , شعارات جوفاء ومقطوعة الصلة عن العقل والواقع , ظاهرة صوتية على مر العقود , رفض للآخر , سلوك لا يميز الاحرار كثيراً , سلوك لم يصل الى عقول الجماهير ولم يرتقي الى درجة الوعي الثوري الناضج والمرحّب به والذي يضمن تكاتف الجماهير حوله , للاسف إنه أصبح سلوك تفكيكي في الغالب وتتويهي وتعصبي وقائم على الصراع ولا تفرق المسألة ان يقرأ الانسان للسيدة نوال أو للشيخ القرضاوي أو لغيرهم من الجانبيين

أين ما يميز الاحرار ؟ كيف نستطيع أن نحلل الوجه الوسيم للحرية والاستقرار الاجتماعي العام محل الوجه القبيح للاستبداد والاضطراب الاجتماعي العام ؟
كيف يمكننا تطبيق ما جاء في تلك المقدمة الرائعة لادارة الحوار المتمدن في الصفحة التي أقيمة لاحياء الذكرى الحادية عشرى لتأسيس هذا الموقع
وتلك المقدمة الرائعة تقول

عملَ الحوار المتمدّن منذ تأسيسهِ في العام 2001 على نشر وترويج الفكر اليساري والعلماني والديمقراطي، وإشاعة ثقافة احترام الرأي والرأي الآخر، وكذلك تنشيط الحوارات بين القراء والكتاب من النساء والرجال وضمان تنشيط النقاشات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والبيئية، بهدف الوصول إلى أرضية إنسانية عادلة صالحة لبناء مجتمع مدني ديمقراطي علماني حديث يضمن المساواة والعدالة الاجتماعية، و يُحترم فيه حق الإنسان في الحياة والعمل والعيش الكريم وحرية التنظيم والتعبير والتظاهر والإضراب , وحرية المعتقد والانتماء ... الخ، إضافة إلى تنشيط الحوار السياسي و الثقافي والفكري بين الأطراف المختلفة، لتحقيق الأهداف التي وضعتها مؤسسة الحوار المتمدّن عند انطلاقتها الأولى. وخلال السنوات المنصرمة أصبح موقع الحوار المتمدن منبراً إنسانياً عاما مفتوحاً للجميع وبالأخص للتيارات العلمانية والليبرالية والديمقراطية كافة , بل حتى للاتجاهات الدينية المتنورة.

نستطيع أن نقول إن هناك إستراتيجية عظيمة مرسومة هنا وعلى من يحسبون أنفسهم إمراء أقلام أن يتواضعوا ويعملوا على إعادت بناء حلقات الوعي الانساني الجامع بين أوساط الشعوب , ويقوموا بثورة تغيير مع أنفسهم كما قال الجابري إصلاح العقل بالعقل ولا يعلوا من الحرية سلاح يقتل الشعوب ويمزقها ويجسد الكراهية والتعصب بين صفوفها لاننا سنكون في هذه الحالة أمام حرية عمياء لا عقل لها وستكون شريك فعلي للعقل العربي الاستبدادي الذي يظهر عليه الحنكة في الالتحام والاصطفاف مع الشر وتابعيه , حينها ستكون الجماهير هي الضحية وسوف تصبح قوى الاستغلال أكثر قوة مما كانت عليه



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب .. أبطال هدم وبدون منافس
- من أنتم ؟ ولمن تكتبون ؟
- عقول مقيده تحاول فك قيود الآخرين
- العبودية العصرية في بلاد العم سام والمتخلفة في السعودية
- تنتصرون للقوى الرأسمالية بذكاء وغباء في آن
- الالحاد الذي يخدم الاسلام السياسي
- الشمولية والاقصاء عند العرب .. ظاهرة متأصّلة
- العلمانية التي تشبه الوهابية ( 2 )
- العلمانية التي تشبه الوهابية في أهدافها
- اليسار يلعب مع اليمين والرأسمالية تسجل الاهداف
- الخلل في العقول وليس في المناهج العلمانية أو الدينية
- مهما ضاقت حرية موقع الحوار .. يظل هو الافضل
- هل الاديان خرافه .. أم الاسلام فقط ؟ .. الى العلمانيين
- يُدافعون عن ألرسول بألسِنتهم ويسيئون إليه بأفعالهم
- كيف .. ؟ للنُّخَبْ ألمُغمى عليها أن تصحّي شعوبها
- ألكُتّاب ألذين يشبهون ألزُّعماء العرب
- كيف نُميّز ألْمُنحَلْ من ألمُتمدّن والمُتديّن من ألمُتخلّف
- ألضّياع بين مطرقة المؤيدين للدين وسندان المعاديين له
- العرب وشتات ألأفكار ألتي تصنع الشتات
- اليمين يستمثر جهود اليسار


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي بن بلعيد - الحرية العمياء والاستبداد المبصر .. كارثتين