جابر السوداني
الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 01:14
المحور:
الادب والفن
خطل الرؤيا النقدية نوارس الخزرجى أنموذجا
الرؤيا المثيولوجية التي شدت الأستاذة نوارس الخزرجى إلى قصيدة الشاعر أديب كمال الدين لا تكفي أن تكون مبررا مقبولا نستطيع من خلاله الجزم بجودة القصيدة ، وحين نذهب معها إلى معاينة هذه القصيدة فنيا وبتجرد بعيد عن المؤثر العقائدي المترسخ على ما يبدو في عمق الشخصية المؤمنة مثيولوجيا للناقدة الخزرجى سنجدها إن القصيدة لا ترقى في حال فوق مستوى البساطة والسطحية أو ربما دون ذلك بكثير
القصيدة التي تكونت من عشرين مقطعا تمايزت بين القصير جدا والقصير ولم تتخطى مفرداتها (الخمسين مفردة) فقط وتكررت فيها كلمة احبكِ اثنين وعشرين مرة على خلاف ما درج عليه صناع القصيد على مر العصور وأشاعوا عدم رغبتهم بالتكرار واعتباره عيبا فنيا غير مقبول لأي سبب كان ، إن تكرار كلمة بعينها اثنين وعشرين مرة في نص قصير واحد يعد خللا فنيا معيبا لم يسبق أن وقع فيه شاعر قبل أديب كما الدين ، ولا ادري كيف لم تنتبه الناقدة الخزرجى لخطل الاختيار وتنأى بنفسها عن الوقوع معه في دائرة الخلل ، إن هذا التكرار والسطحية هما الذان جعلا القارئ يسأم فعليا عملية التواصل التي أصبحت غير مجدية مع النص الفصيح ويرتمي في أحضان القصيدة الدارجة ناهيك عن انه نص افتقر بشكل تام للانسيابية المحببة التي اعتاد عليها متذوقوا للشعر وجاء متكلفا في ألفاظه دون مراعاة للإدهاش أو الفنطازيا الذان يشكلان العصب الرئيسي والروح النابضة بالحياة في إي القصيدة
وعلى ما يبدو إن الأستاذة الخزرجى لم تتعامل مع مزايا النص الفنية من منطلق وضيفتها كناقدة متجردة وحسب ، وإنما انجرت في غفلة منها وراء الموروث العقائدي الاجتماعي الشرق أوسطي المترسخ في عمق ذاتها كامرأة شرقية مؤمنة بموروثاتها الاجتماعية الميتافيزيقية وهذا لا يؤهلها مطلقا للحكم أو البت في جودة هذا النص او ذاك كناقدة متجردة من سطوة الوسط الاجتماعي وتجلياته المحلية.
#جابر_السوداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟