|
تزوير الإستفتاء واجب شرعي!
رشا ممتاز
الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 21:55
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عندما أصدر محمد مرسى الإعلان الدستوري الذي قلب الدنيا رأسا على عقب وأجج نيران الغضب الثوري من جديد و نزل على أثره الملايين من الأحرار في الشوارع وحاصروا قصر الاتحادية بل وتخطوا الحواجز الأمنية ووصلوا لحديقة القصر , أدرك الإخوان ولأول مره أنهم ليسوا التيار الوحيد القادر على الحشد واستعراض القوى وان التيار المدني الثوري ليس تيار الأغلبية الصامتة ولكنه أصبح اليوم قويا وقادرا على التعبير عن رفضه بأعلى صوته فى الوقت الذي ترصد فيه كاميرات الإعلام الصورة وتنقلها للعالم .
اهتز عرش الإخوان خاصة بعدما ارتفع سقف المطالب وارتفع معه الصوت مناديا بإسقاط مرسى وفقدانه لشرعيته وظهر التيار المؤيد لهم كقطيع من الخراف الواهنة الموجهة أمام الغضب الشعبي العفوي الذي لا يوجهه إلا ضميره ورفضه للظلم والاستبداد .
كان لابد من تدجين هذا الغضب والسيطرة عليه فورا وقد لعبت رؤوس المعارضة أو ما تسمى بنخب جبهة الإنقاذ الوطني التي أنقذت مرسى باحترافية عالية وطلبت من الأعداد الغفيرة الرافضة للإخوان و الموجودة عند قصر الاتحادية بالتراجع بعدما كانوا قاب قوسين أو ادني من قلب الطاولة على النظام المستبد الفاشل .. كان لابد من السيطرة على المارد وإعادته إلى المصباح السحري أو الصندوق كما يسميه متسلقي الديمقراطية .
وعلى الرغم من أن اللجنة الإخوانو سلفية التي أعدت الدستور مطعون في شرعيتها وبينها وبين البطلان مسافة قصيرة جدا يحول دون تحقيقها ميلشيات الإخوان التي تحاصر المحكمة الدستورية العليا وعلى الرغم من أن الدستور قد تم كلفتته في زمن قصير جدا ولم تطرح مسودته النهائية التي تحتوى على 236 مادة إلا قبل يومين على بدأ الاستفتاء عليه ! مما يعنى ان المؤيد او المعارض سيذهب ليمضى بنعم أو لا على بياض دون أن يقرأ ويفهم كافة بنود الوثيقة التي يمضى عليها ليكون كشاهد مشفش حاجة ! وعلى الرغم من رفض القضاة في اغلبهم الإشراف على هذا الاستفتاء الباطل ورفض المنظمات الدولية أيضا الإشراف عليه ! وعلى الرغم من دماء الشهداء والمصابين التي أهدرتها ميلشيات مرسى , قبلت جبهة إنقاذ مرسى التي تسمى جبهة الإنقاذ الوطني دخول الملعب وخوض المباراة مع أن الخصم في تلك المباراة هو الحكم ذاته وكأنهم يهدون الماتش المعروف نتيجته مسبقا لخصومهم بين قوسين طبعا .
ترددت في الاشتراك في الاستفتاء كملايين غيري بعدما نادت جبهة الإنقاذ المزعومة بضرورة الاشتراك فيه وقسمت بقرارها هذا كتلة المعارضة التي كانت متماسكة لها رأى واحد رافض للمهزلة برمتها ! ووضعت الكثيرون وأنا منهم بين ناريين نار عدم الاشتراك وبالتالي التشتت والتفرق والتقسيم ونار الاشتراك و منح شرعية لمن لا شرعية له فأغلب الواعون يدركون أنهم ينزلون ملعب الخصم بلا أي ضمانات وان نتيجة المباراة محسومة سلفا وأن مجرد نزولنا واشتراكنا في عملية باطلة يضفى عليها شرعية ويضع المحكمة الدستورية التي أتوقع أن يفك الرئيس أسرها اليوم بعد صدور نتيجة الاستفتاء في موقف صعب إذ لم يعد في مقدورها الحكم ببطلان تأسيسية الدستور الذي ذهب الشعب في الاستفتاء عليه وهو المصدر الأول للسلطات في كافة أنحاء العالم لتمنح جبهة إنقاذ مرسى دستور مصر للإخوان على طبق من فضة .
في الواقع كنت أدرك تماما أن الاستفتاء لم يكن على الدستور وحده وكنت أثق بشكل كبير في نجاح نعم بنسبة عالية ليس ضربا للودع ولا ثقة في شعبية الإخوان المتآكلة ولكن لإدراكي التام أن نعم قدرا سيفرض علينا ! باستخدام كافة وسائل التزوير الممكنة , فنعم ليست انتصارا للدستور الإخوانى فحسب ولكن لان الاستفتاء كان على ما هو أعظم وأهم عند الإخوان وتيارات الإسلام السياسي من الدستور وما الدستور الذي تم كلفتته في السريع (إذ أن العامل الزمني هام جدا وقد يأتي للإخوان بمفاجآت لا تحمد عقباها ) إلا وسيلة لتأدية الغرض .. الاستفتاء الحقيقي الذي تم كان على شعبية الإخوان أنفسهم وشرعية مرسى رئيسهم واستمراره فى السلطة!
فبعدما حاصرت الملايين قصر الاتحادية وحرقت الجموع مقرات الإخوان في مختلف المحافظات وبعدما تعالت الأصوات بإسقاط الرئيس والنظام والمرشد وانكسرت هيبة وشوكة الإخوان في الشارع وأمام المجتمع الدولي خاصة بعدما ظهروا بمظهر الرافض لدولة القانون و المذعور من أحكام القضاء و المحاصر له ,كان انتصار لا في الصناديق السحرية يعنى صفعة مدوية على وجه الرئيس مرسى كممثلا للإخوان ... فكان حتما ولا بد أن تنتصر نعم لحفظ ماء وجه الرئاسة إن لم يكن محليا فعلى الأقل دوليا الأمر الذي يتيح للإخوان الادعاء بأن تيار الإسلام السياسي له الأغلبية في الشارع بدليل نتيجة الصندوق .
كان دفع الغضب الشعبي المهدد لعرش الإخوان وتوجيهه لتعبئته في صناديق وتزييف صوته وإرادته هو المخرج الوحيد لإنقاذ الإخوان واستمرارهم في السلطة وتكملة خطة تمكينهم وسيطرتهم على مفاصل الدولة ...ليتحول التزوير والغش والتلاعب في مصير ورغبات الشعوب في عصر الإخوان بقدرة قادر لحلال لا ريبة فيه!! بل ليصبح على حد تعبير الشيخ ياسر برهامى الداعي لتطبيق الشريعة !!و أحد المشاركين في وضع دستور مصر ! إلى واجب شرعي !!!
يتبع ..
#رشا_ممتاز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على غرار برلمان الثورة ..شفيق مرشح الثورة ؟!
-
مرشحى الرئاسة بين فلول ظاهر وفلول خفى !
-
لا للختان لا للسلفيين والإخوان .
-
فى وجه طيور الظلام , كلنا عادل إمام
-
جعلوني فلولا (مصر بين توابع الفلول والإخوان)
-
بالأدلة عبد المنعم أبو الفتوح هو المرشح الأصلي للإخوان
-
إلى موتوا بغيظكم , مصر ليست إسلامية .
-
خالد الجندى والكهانة فى الإسلام
-
التهنئة بسند شرعى !
-
عندما سحلت ضمائرنا !
-
كلهم عبد المنعم الشحات مع الفارق !
-
العرس الديمقراطى
-
صور علياء التي هزت عرش الفضيلة
-
خصلات شعر سالى التى كشفت عوراتنا !
-
مصر تولد من جديد و المخاض عسير!
-
الشعب يريد إسقاط النظام رسالة المصريين لجيشهم وللعالم
-
سيد طنطاوى وفيروس النقاب
-
عيد الحب وعيد الكره
-
فلندعم لوثرينا
-
العلمانوفوبيا
المزيد.....
-
تصريح الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع حول المحاك
...
-
جريدة الغد الاشتراكي العدد 44
-
تركيا تسمح لحزب مؤيد للأكراد بزيارة عبدالله أوجلان
-
الدفاع التركية: تحييد 14 عنصرا من -حزب العمال الكردستاني- شم
...
-
-حل العمال الكردستاني مقابل حرية أوجلان-.. محادثات سلام مرتق
...
-
عفو «رئاسي» عن 54 «من متظاهري حق العودة» بسيناء
-
تجديد حبس المهندس المعارض «يحيى حسين» 45 يومًا
-
«نريد حقوق المسيحيين» تظاهرات في سوريا بعد إحراق «شجرة كريسم
...
-
متضامنون مع المناضل محمد عادل
-
«الصيادون الممنوعون» في انتظار قرار مجلس الوزراء.. بشأن مخرج
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|