أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - خدمة بلا علم















المزيد.....

خدمة بلا علم


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 1141 - 2005 / 3 / 19 - 20:09
المحور: الادب والفن
    


أنا قشة في مهب الوطن
بل أنا مجرد زر في قميص الوطن
أو مجرد سحّاب في بنطالك
أو ربما نصف نعل في "كندرتك" أيها الوطن
* * *
أنا و بقراتي و أحزاني فداء الوطن
الجامعة تعلّمني حب الوطن
المدرسة و الحضانة و روضة الأطفال تروّضني
تقتلع أنياب خصوصيتي
و أظافر كرامتي
فأغدو رقماً شارداً من عبيد الوطن
* * *
أبني العلوم و الطابوق و الحجارة فوق بعضي
لأنجز صرحاً عملاقاً يليق بالشهادة الجامعية
أعلّق المشنقة على جدار الشهادة
يبتسم صاحب الجلالة
تتهدم الجامعة
و تتزلزل المدرسة
و حضانة الفراخ
و روضة الأطفال
و سرير منامي
كلها دفعة واحدة
تغشاني
فأغدو جراحاً بليغة متبجحة
أفكاراً مكرورة
عظاماً مفتتة
أحشاءً متروكة
و لكن الوطن دائماً كعادته
يخرج سليماً و معافى
إلى متى
أيها الوطن تتعالى جراحك فوق قميص عثمان
و تتنازل عنا إلى ما دون خط الكرامة
تكلفنا مسرحيتك غالياً
إلى متى تضحكون علينا
و نضحك نحن على "متى"
إلى متى .
تطلقون الكلاب الداشرة علينا
تدهسون ما تبقى
بحذائكم العسكري
و سيارات الشبح
و البيجو 504
و اللاندروفر
إلى متى
إلى متى تولدون سياراتكم من فرج محنتي
و تنتزعون رفاهية العاهرات من أفواه كلماتي
تسرقونها
"تشفطونها" ضريبة دخل من مرتب الشهر الذي يليه
إلى متى تضحكون علينا
و من أجلنا
* * *
الخدمة في سبيل السروال
شعار مقدس
و ثلاث احتمالات باهتة
الأول : أن تبيع ,
و حبذ الدولار من عملة
" بدل نقدي "
الثاني : وقاك الله ,
أن تحتفظ بمسافة أمان
تقيك الكلاب المتربصة في ساحة الطيور، و المطار الدولي
و قبالة أسماك القرش، و الموانئ
و بوابات "الشفط " الحدودية
و الاحتمال الثالث : أن تستعبد في سوق النخاسة الوطنية
تستعبدك النجوم
و النسور
و السيوف
و النياشين
يستعبدك المدافعون عن شرف امتيازاتهم
و فحولة تجارتهم
يسجنونك في جبّانة عرضها الله و الأنبياء
ترقد على سرير عسكري هناك في برج الحمام
تنتظر الإمام
القائد
المهدي المنتظر
تنتظر الانتظار
و تشرف على جبال الخوالي
مستبسلاً
في سبيل السراويل
* * *
لقد طال الاحتضار
فمن يطلق عليك رصاصة الرحمة أيها الوطن
خذني معك إلى غرفة العناية المشددة
أتوسل الأطباء
وخبراء الإنعاش
يتركونك بلا شأن
"فأنا المتروك جانباً"
انتظرني
أستريح إلى جدارك
" لا تبول على الجدار يا حمار "
* * *
نعمر الأوطان بتخريب إنسانيتنا
و نعمر المعابد بتخريب شهواتنا
كل " مواطن " يقف في مكانه المحدد
إلى جوار قبره الاختياري
يقبض بكفه على قلبه
ثم يرميه أمامه
و يدوسه ألف مرة : مرة لأجل أطفال المخيمات
مرة لأجل الحصون المهدمات
و النسوة المغتصبات
و مرة في وجه الجرافات المتعجرفات
و آخرى تحية للصواريخ البطيئة
و آخرى تحية لحوامات الأباتشي
و رجال المخابرات حين تزين المسدسات النافرة خصورهم
و آخرى تحية لنجوى فؤاد
و فؤاد نجمة
و مرة حين يفاجئه أحدهم مهدداً ممازحاً
"عريف مع مين عما تحكي"
و مرة حينما ينتظم الطابور في غفلة عن أدعياء الله
عذراً ؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فنحن لم نبلغ الطابور
ما زلنا نمارس العادة العجيبة
و التجمعات الفوضوية
نسترجع تاريخنا الحيواني
في حك جلدنا
و انصياعنا للشتائم
و الإهانات التي أزلنا حساسيتها
بفعل العادة و الظروف التاريخية الطارئة
و قوانين الطوارئ
و الإحكام في أصول الأحكام العرفية
* * *
تحية للمدافشين و المدافشات أمام كوة الفرن
تحية للمدافشين و المدافشات أمام كوة التسجيل في السكن الجامعي
تحية للمدافشين و المدافشات أمام كوة السجل المدني ,
و بطاقات الإعاشة
تحية للمدافشين و المدافشات أمام بوابات السفارات الأجنبية الموصدة
تحية للصامدين و الصامدات فيوجه الحياة
الخارجين من وطن الممات
* * *
كل واحدٍ يقف في ذاته الفريدة
يقبض بكفه على قلبه
يرميه خلفه
و يدوسه ألف مرة
معمراً أوطان شهوته
و مفصلاً حذاءه على مقاس كلامه
* * *
أدعوك يا صديقي السائح
إلى ولوج بوابة التاريخ
فهنا بوابة التاريخ
أدعوك لتعاين سحر الشرق
و تتلمس أعضاءه الضامرة
بيديك الإلهيتين
أدعوك إلى تدمر
و ايبلا
واوغاريت
وماري
و قلعة دمشق
و قصر الحير
و المتحف الوطني
و ساحة المرجة
و شارع الحمرة
و قلعة "أبو قبيس" الراقصة
و مقاصف "الرستن" المترنحة
و سوق الحميدية
و جزيرة أرواد
و هضبة الجولان الحزينة
و اللواء الركن أسكندرون
تأمل مركبة الفضاء السورية
السورية
السورية
السوفيتية
المنقرضة
أدعوك إلى كل شيء
فكل شيء ممكن
"طعمي التم بتستحي العين"
"كل قفل ألو مفتاح"
تجول أيها السائح
هناك الكثير الكثير من البضائع الثمينة
و الأشلاء الجميلة
و الأجهزة ما فوق المتخصصة
ادخرناها لكَ
من فضلك تقبل الهدية
الرسول (قبل الهدية)
سأهديك أحزمة البؤس
و شقائق الغلمان
و الأحياء الشعبية
و الأضرحة الجماهيرية
أهديك الوزارات و القصور
أهديك المناطق العسكرية المغلقة
و دورات مياهها
"ممنوع الاقتراب و التصوير"
أهديك الأقبية
و السراديب
و السياط
و كرسي الكهرباء
و كماشات الأظافر
و قضبان الحديد
و كلاليب العضلات
و بساط الريح
و الهاتف الروسي
و السراط المستقيم
و طينة الخبال
والشجاع الأقرع
والسلاسل التي لاتنتهي
و شبكة الصرف الصحي و المجاري
أهديك : المسالخ البشرية
و بيوت الإمارة
و قصور أعالي الجبال
أهديك كل شيء "تقبل الله منا و منكم"
هناك الكثير
الكثير من الأشياء الجميلة
أدخرناها لك يا صديقي السائح
ربما تكون جاسوساً ؟!!!!!!!!!!!
أو مستثمراً مغفلاً ؟!
ربما تكون موظفاً يقضي عطلته الوطنية ؟!
ربما تكون شاعراً
فلتكن ما تشاء
فأنا لست شيئاً
"كنت نسياًً منسيا"



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الفلسفي في وحدة الوجود
- المعري وبيداغوجيا المريدين الفاشلين
- حقوق الانسان بين الفاعل والمفعول به
- الفكر الاصولي واستحالة التأصيل
- الجامعات السورية ..منارات تجهيل
- رأس مالي... ورأس فقهي
- الشاعر السوري عباس حيروقة : يسقط في مدار نهد
- نانسي عجرم ..... والفقه الافتراضي
- العرب وشيطان اللغة الابتر


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - خدمة بلا علم