أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - طبائع الفساد و الفاسدين














المزيد.....

طبائع الفساد و الفاسدين


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 16:37
المحور: كتابات ساخرة
    


تضج الساحة السياسية العراقية بكثير ٍ من حمى التنافس والصراع والتنابذ بين هذه المجموعة أو تلك من الكتل السياسية البرلمانية. اتهامات متبادلة و شتائم متبادلة، أحدهم يكشف أسرار الآخر . صار رجل الحكومة والفساد توأمان، حتى غدت أقدامهم متعبة لا تستطيع التقدم إلى أمام ولا تعود إلى خلف ٍ أيضاً، مما يعني بقاء ما يسمى (العملية السياسية) شاحبة وناحلة وبعيدة عن التفكير بمصالح الشعب خاصة الفقراء والكادحين أو خدمتهم.
السؤال الأكثر إلحاحا بين الناس يريد أجابة ، واضحة سريعة، عن أسباب الظلمة المحيطة بشعب العراق ومعاناته اليومية ، خصوصا ما يتعلق بالفساد الطاغي في كل مكان وزاوية من أجهزة الدولة ، كبيرها وصغيرها. يريد الشعب أن يعرف أسباب إنطلاق رياح الفساد المالي والاداري والاخلاقي بعد رياح التغيير الذي اعقب سقوط الدكتاتورية.
مما نقرأه ونسمعة عن القادة في النظام العراقي الجديد ما بعد عام 2003 أنهم صاروا بسرعة مذهلة من طبقة الرأسماليين الأغنياء، بل أن كثيراً من القادة يتباهون أنهم من الطبقة الغنية، بما في ذلك الصنف الذي صار غنياً او راسماليا خلال السنوات العشر الاخيرة – بحكم موقعه الوظيفي - بفعل اساليب الفساد والرشاوى ونهب المال العام وسرقته على وفق أساليب ذكية لا يمكن كشفها بسهولة . كأن من حقهم تحقيق الإثراء السريع دون حسيب ورقيب ووازع من ضمير، كأن لا اعتراض عليه طالما مجتمعنا يتجه بصورة حثيثة ومتسارعة نحو الرأسمالية ،خاصة بعد سقوط الأنظمة الأشتراكية في الأتحاد السوفيتي السابق والمنظومة الأشتراكية في أوربا الغربية.
جميع المعنيين بالاقتصاد الرأسمالي وبطبائع الراسماليين أنفسهم يعرفون تماما منذ قيام الثورة الصناعية حتى اليوم أن الفساد ليس مقيما أصليا في البئر الراسمالية حسب، بل هو عواء الكلاب الراسمالية التي لا تغمض عيونها حول هذا البئر تحرسها لتساعدها في نيل أعلى أرقام المال والربح والثراء على حساب جوع وبؤس وحرمان الطبقات الفقيرة . هذا العواء وهاتهِ الطباع ممتدة كل أنواعها وابتكاراتها منذ ذلك الزمان في جميع بلدان العالم، بما في ذلك بلادنا بطالعها الحالي، حيث اشتعلت نار الفساد فيها مضيـّعة سفينة الكادحين من ابناء شعبنا في بحار الفقر ومتاهاة العوز رغم أن أرضنا فيها ثروات على امتداد الرمل اللامتناهي .
إن صعود البورجوازية العراقية الجديدة الى دست الحكم بعد نيسان 2003 يؤكد حقيقة أساسية واحدة هي أنهم لا يشكلون غير (أقلية) بالنسبة الى ارادة الشعب فـ(الغالبية العظمى) من ابناء شعبنا هم من الفقراء لا يملكون أي نسبة من الرأسمال الوطني وهم يعيشون تحت خط الفقر ، كما تشير إلى ذلك تقارير هيئة الامم المتحدة. كما أنهم لا يجدون من يمثلهم تمثيلا حقيقيا في البرلمان المفترض بقراراته وتشريعاته أن يكون ممثلا لمصالح (أكثرية أبناء الشعب) ، لكن (غالبية النواب) تحولوا مع الأسف الشديد الى (طبقة رأسمالية) تركض، بسرعة جنونية، نحو ضمان مصالحها الذاتية في الحصول على أقصى ما يمكن من المنافع المالية البلورية في الاستحواذ على أعلى الرواتب والمخصصات والأراضي السكنية والقصور والسيارات المصفحة والوهّاجة حتى ترامت تلك المخصصات الى حدٍ مخجل ٍ كان آخرها تخصيص 750 الف دينار شهرياً لكل واحد منهم (مخصصات القرطاسية) وهي من أغرب المنافع التي لا مثيل لها في أي بلد بالعالم الراسمالي كله، رغم أن أكثرية نوابنا لا يقرؤون ولا يكتبون مع ما يحملون من شهادات جامعية ، مزوّرة أو غير مزوّرة..!
من الغريب بذات الوقت أن الطبقة البورجوازية – التجارية – الحكومية – البرلمانية، بأغلب عناصرها تدّعي ليس بالانتماء إلى المباديء الوطنية، بل تدّعي ( التدين الاسلامي) وتمارس محاولة استغلال الطاقة الدينية النبيلة المكنونة في أعماق المجتمع وسطوحه لتحقيق مآربها الشخصية والتستر على فسادها المالي والاداري والسياسي بسيف الدين ومحبرته. كما تستند الطبقة الرأسمالية السياسية الفاسدة بذات الوقت إلى نشر الثقافة الظلامية المتفحمة منذ عصور غابرة بين الطبقات الفقيرة ذات الاكثرية الأمية بقصد نشر شرائع البؤس وزيادة جهل الناس المساكين وأميتهم للسيطرة على أصواتهم الانتخابية .
طالما ظلت بلاد الرافدين أكثر بلدان العالم فساداً، وطالما وُجد بين رجال الدولة طمع بمالها ومناصبها فأن ليالي الحزن لن ترحل منها وسيظل الألم هو الخبز اليومي الذي يتناوله المواطن العراقي إلى حين ٍ ليس قصيراً من هذا الدهر الضائع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب وروائي



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجمل ما في بلادنا حرية اللصوص..!
- تأبط شراً ..ّ وتأبطوا شراً .. !
- الأحلام والديمقراطية
- تمثلات الاستبداد والتوليتاريا في روايات جورج أورويل
- عن نظرية : خلي بالك من زوزو..!
- الله والديمقراطية
- هذا الفيلم لا يسيء إلا لمنتجيه..
- دولت رئيس الوزراء يعتذر لاتحاد الأدباء ..!
- يا اتحاد الأدباء: لقد وسِّد الحال لأهل الظلام فارتقبوا الساع ...
- مرة أخرى أمام القاضي السيد مدحت المحمود..
- الديمقراطية والطغيان
- الحاكم الظالم لا يخشى شعبا لا ينتفض..!
- عن الذي يضرط مرتين : واحدة قبل الأكل والثانية بعد الأكل ..! ...
- دجاجة نوري المالكي تبيض بيضة جديدة ..!
- المأساة العراقية مستمرة من دون بوسة غادة عبد الرزاق..!
- المتشائم يرى بغداد نصفها مظلم ونصفها زبالة ..!
- وزير التعليم العالي ينطلق في الحميس كالريح اليبيس..!
- الشباب العراقي والديمقراطية
- النواب الكورد يتحالفون مع الغباء والأغبياء ..!
- الرئيس نوري المالكي صاحب الفضل الشامل والعلم الكامل ..!


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - طبائع الفساد و الفاسدين