أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - مصر والدستور .. زكيبة الدقيق والعصا














المزيد.....


مصر والدستور .. زكيبة الدقيق والعصا


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




عام 1868 قام الخديوي إسماعيل بتعيين صديق له هو إسماعيل صديق الشهير بإسماعيل المفتش وزيرا للمالية. وكان إسماعيل المفتش أستاذا في اعتصار الأموال من الشعب بمختلف الوسائل، وكان يتلقى الرشاوى من المقرضين وينفق عن سعة على ملابس ومجوهرات نسائه وبلغ ثمن إحدى مراوح زوجاته 375 ألف فرنك بأسعار ذلك الوقت، كما بلغ ثمن إحدى الشماسي التي تستخدمها ستمائة ألف فرنك ! .. وبفضل إسماعيل المفتش وصلت أملاك الخديوي وعائلته طبقا لتقرير لجنة التحقيق التي باشرت عملها سنة 1878 إلي مليون ومائتي ألف فدان .. أي ربع المساحة المزروعة في مصر كلها . ونجح " المفتش " في زيادة الدخل من الضرائب عن طريق الكرباج والفلقة . وقد بلور المفتش فكرة من يحكمون مصر عن هذا الوطن بدقة حين قال ذات يوم " إن مصر مثل زكيبة الدقيق تسحب منها الدقيق ولكن إذا ضربتها بالعصا يمكنك الحصول باستمرار على مزيد من الدقيق"! والحق أن النظرة إلي مصر وشعبها باعتبارها زكيبة دقيق لابد من ضربها باستمرار كانت نظرة من حكموا مصر بدءا من أنور السادات حتى يومنا هذا. ومازالت الدهشة حية في نفسي من الحوار الذي أجرته قناة الجزيرة ذات يوم مع جيهان زوجة السادات حين سألها مقدم البرنامج عن الاعتقالات التى أجراها السادات فقالت له عن المعتقلين " دول كانوا قاعدين زي فى فندق خمسة نجوم" ! هكذا اعتبرت جيهان أن السادات حين اعتقل الكثيرين كان يقدم إليهم خدمة . وبهذه النظرة إلي مصر توالى الحكام عليها، بصفتها زكيبة دقيق لابد من ضربها بدون توقف. وبنفس هذه النظرة أيضا وضع الإخوان المسلمون مسودة الدستور الذي يتم الاستفتاء عليه. وكما يلاحظ أحمد السيد النجار فإن المادة 14 من مسودة الدستور لاتحدد طبيعة الاقتصاد المصري ولا توضح دور الدولة في النظام الاقتصادي، على الرغم من أن الخروج من مأزقنا الاقتصادي مرهون بدور الدولة والقطاع العام. وتشير نفس المادة فيما يخص الحد الأدنى والأقصى للأجور إلي امكانية الاستثناءات من الحد الأقصى بقانون، أي أن تبقى الدخول الخرافية لكبار رجال الدولة وأتباعها كما هي، مع بقاء الرواتب المتدنية للغالبية العظمى من العاملين.
أما المادة 17 فإنها تشير بكلام عام إلي أن " الصناعة مقوم أساسي للاقتصاد الوطني، وأن الدولة تحمي الصناعات الاستراتيجية ". لكن ما من حرف عن كيفية دعم الصناعة وما من حرف عن المبالغ التي ستخصص لدعمها، أو الاستثمارات الصناعية الجديدة . مجرد مقطع إنشائي فارغ من أي معنى . والمواد الأخرى الخاصة بأوضاع الزراعة والفلاحين لا تختلف كثيرا من حيث الجوهر عن المواد السابقة . وهكذا فإن مسودة الدستور تقدم لنا نظاما اقتصاديا يفتح الأبواب على مصراعيها أمام الاستغلال والنهب ومواصلة ضرب الزكيبة بعصا الحكم لكي تشتري نساء الحكام لدينا أغلى المراوح والشماسي، بينما يحيا أربعون من المئة من الشعب المصري تحت خط الفقر.
هذه هي هدية الإخوان للشعب : دستور يخنق الحريات، ويصبح عصا بأيديهم ، ويمكن من مواصلة استغلال الشعب وثرواته لصالح مجموعة من الأنطاع الذين نمت كروشهم من اعتبار مصر " زكيبة دقيق " .

***

كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسي والإخوان .. كلهم تكلموا باسم الدين !
- ومض
- الثقافة والجلافة فيما جرى مع علاء الديب
- الإخوان ذراع الطغيان
- قبضة الفاشية في إعلان دستوري بمصر
- يكفي أيها اليوم أنك جئت.. لكي لا أعاتبك
- كيف منحنا قلوبنا للرصاص الذي انهمر ؟
- خمسون زهرة ياصاحب الوجه الكئيب
- الدولة العزيزة .. من فضلك لاتحمي الوحدة الثقافية
- الفاشية في مصر تدق الكعب !
- إسرائيل تدك غزة .. لن نغفر ولن ننسى
- - بوس الواوا - .. تهدد الأمن القومي المصري ؟!
- نجيب سرور .. ذكرى الرحيل
- الرئيس مرسي : مظهر قرآني - جوهر أمريكاني
- دراما الثورة والبشر .. من تاريخ الحركة الطلابية
- سنوات عبد الناصر والوحدة الوطنية
- إوعى الأجنحة تكون صيني ؟
- في ذكرى رحيل سعاد حسني
- انتخبوا أنفسكم !
- جلباب أزرق


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - مصر والدستور .. زكيبة الدقيق والعصا