حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)
الحوار المتمدن-العدد: 1141 - 2005 / 3 / 19 - 20:05
المحور:
القضية الفلسطينية
تصريح صادر عن مكتب مؤسس حركة العدل والحرية الدكتور حسن مي النوراني حول إعلان الفصائل الفلسطينية بعد حوارها في القاهرة
أهم ما في هذا الإعلان أنه يسجل أن الفلسطينيين على وعي عميق بأهمية الاتفاق على موقف موحد. فوحدة الموقف الفلسطيني هي الورقة الأهم بيد الشعب الفلسطيني وهو يواجه العدوان الصهيوني الشرس المدعوم بشكل مطلق من القوة الأعتى والأظلم والأفسد في التاريخ وهي قوة الولايات المتحدة الأمريكية وامتدادتها في أوروبا وفي مناطق أخرى من العالم.
سجل الإعلان وعي الفلسطينيين بأهمية الوحدة من خلال:
- الاتفاق على التهدئة وعلى الثوابت الوطنية في وقت واحد.
- إعادة بناء منظمة التحرير بما يسمح بدخول المنظمات الإسلامية لها (حماس والجهاد الإسلامي) وباعتبار المنظمة هبي الممثل الوحيد للعب الفلسطيني.
- الاتفاق على ضرورة تنفيذ إصلاحات داخلية. والإصلاحات هي الأرضية التي توفر المناخ الصحي لوحدة وطنية حقيقية.
يؤشر الموقف الموحد إلى أن منظمتي حماس والجهاد بدأتا في تحول جذري نحو التقدم في اتجاه المشاركة في الحياة السياسية الداخلية والخارجية، وهذا يعزز الموقف الفلسطيني في مرحلة تشهد تغيرات هامة على الصعيدين الإقليمي والعالمي من أبرزها انسحاب سوريا من لبنان. كذلك فإن انضمام قوتين فاعلتين مثل حماس والجهاد لمنظمة التحرير، يعزز الاتجاه إلى تجاوز أوسلو الذي كانت ترعاه حركة فتح بتفرد لم يكن صحيحا.
ونعتقد أن الفرصة الآن مواتية لتكريس جزء هام من الفعل السياسي لصالح بناء حياة مدنية في مناطق السلطة الفلسطينية، تتأسس على مفهوم الحرية السياسية والثقافية والاجتماعية بشرط أن تكون هذه الحرية إيجابية وبناءة، كما تتأسس على ممارسة العدل في الحياة الفلسطينية العامة، بهذين الجناحين: الحرية والعدل ننطلق لبناء حياة إنسانية كريمة ومدنية ونؤدي حق التضحيات الجسام التي بذلها شعبنا والتي تفوق في بذله على شعوب الأرض قاطبة.
أما عن موقف شارون الذي يدعو فيه إلى تفكيك بنى فصائل المقاومة فهو لن يكتفي بأقل من تجريد الشعب الفلسطيني من كل مقومات صموده، وما يطلبه من تفكيك للبنى التحتية لفصائل المقاومة هو تحريض على تفجير صراع فلسطيني داخلي، وهذا رهان لم تزل إسرائيل تراهن عليه منذ أمد بعيد. لكن التشبث بالوحدة الوطنية يفشل هذا الرهان الإسرائيلي ، وليس من الحكمة أن يتخلى الفلسطينيون عن مقومات قوتهم والتي منها حقهم في مقاومة الاحتلال، وحقهم في الاحتفاظ ببنى مقاومة الاحتلال أيضا.
غزة – 18/3/05
#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟