|
-ألم يحن الوقت للرفاقية والصدق البروليتاريين…لإنصاف أصحاب المواقف السليمة؟-
أحمد بيان
الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 02:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حول ملف العدد المنشور بجريدة "النهج الديمقراطي" عدد 163-نونبر 2012 تقديم منهجي: نعتقد أن أي مناضل يتحلى بروح المبدئية والمسؤولية، ويحترم قلمه، ويطمح لبلوغ الحقيقة، وإيصالها غير مشوهة إلى المناضلين والجماهير، حين يريد معالجة موضوع ما، والكتابة عنه، سواء بهدف التأريخ، أو النقد أو النقض، أو التفاعل، يستحضر أن هناك قواعدا وشروطا عليه احترامها، كي لا يفقد عمله معناه، وكي لا يتحول إلى سفسطائي يمارس الشعوذة والتضليل، ولا يأبه لما يقول. إن ما دفعنا لهذا القول، والسبب الكامن وراء عدم ترك قلمنا " الجارح" مستكينا بعض الشيء، ومنهمكا في مقارعة عذابات السجن والسجان، وفي مداعبة برودة زنازن الموت، ليخلق فيها الحياة، وليحولها إلى سلاح عظيم للمقاومة، ومشعل مضيء لدرب النضال والصمود، هو امتلاء الساحة السياسية، في الفترة الأخيرة بركام من الكتابات/ السفسطات، يجتمع أصحابها في نهج أسلوب الإلتواء والتضليل، يتزعمهم المهووسون بالتحول إلى ممثلين سينمائيين، يمثلون الثورة في شكل أفلام كرتونية مخجلة ومضحكة في نفس الآن، يقدمون أنفسهم على أنهم الحرس الأمين للنظرية الثورية، وكأن هذه الأخيرة "عقيدة" وردت على شكل متون خالدة وكاملة على ألسنة وأقلام أكبر المعلمين، متوهمين أنه يكفيهم أخذ مقاطع من هذه المتون، ثم ملئها بالوقائع الإقتصادية ووقائع البنى الفوقية التي يرونها مناسبة، ولملمتها من خلال تخريجات منطقية مصطنعة، حتى يصبحوا ثوريين خالصين، يحافظون على نقائهم الثوري بالإبتعاد عن حرائق الميدان ولهيبها، متكلسين متجمدين، وهم يحملون بنادقهم المقدسة، يتربصون من خلف نوافذ غرفهم العاجية المزينة بكل مآثر الأصالة البرجوازية الصغيرة، أية مبادرة أو محاول جادة تصبو إلى إزالة الحواجز بين ضفتي النظرية والممارسة، وبناء الجسر الرابط بينهما، أي التنظيم، فيمطرونها بنيرانهم، ويطرحوها أرضا، ليعيدوا عجنها حسب قياساتهم فيقدموها إلى الجمهور وفق المشاهد التي تروقهم، إنهم يريدون غصبا أن يرسخوا في أذهاننا الفكرة الجهنمية: "أنت مبادر، إذن أنت تحريفي، تغازل القوى، متخلف، تبحث عن نصيبك مما ينهب،…"، وكي لا نفوت الفرصة، أقول لرفاق الدرب: أيها الرفاق، لا تتراجعوا خطوة واحدة، لا تنساقوا وراء التراهات لأن ذلك يتيح لأعدائنا فرصة تخريب أعمالنا، ولتكن أغلالنا حافزا لاستمرار عطاءكم، صمودكم، إبداعكم، ومبادراتكم الجريئة. وبعد هذا نمر إلى نقاش أحد النماذج التي دفعنا لهذا التقديم. ففي خطوة يشهد لها خصص "النهج الديمقراطي" العدد الأخير بجريدته، عدد 163- نونبر 2012، للحركة الطلابية وإطارها المكافح الإتحاد الوطني لطلبة المغرب (أوطم)، وعند تصفحنا لها، أثار انتباهنا نقط ومواقف عدة، فارتأينا تقديم بعض الملاحظات والتوضيحات درءا لأي تشويش قد يحصل، وإسهاما منا في كشف المستور على الأضواء الكاشفة، وتبيان حقائق لطالما تعرضت للطمس والتشويه، وسنبدأ ذلك بملاحظات أولية: - ملاحظات أولية: 1-إن لم تخوننا الذاكرة، فقد سبق لإثنين من المناضلين الماركسيين اللينينيين أن تعرضا للهجوم من طرف مناضلين ينتمون إلى "النهج الديمقراطي"، واتهما بالتطفل واقتحامهما لمجال لا يعنيهما، كونهما لا ينتميان إليه. الأول هوجم لأنه لا ينتمي إلى إحدى المركزيات النقابية، وتقدم بمقالة (1) (و مقالات) يتناول فيها إحدى هذه المركزيات (الاتحاد المغربي للشغل UMT) والصراع الجاري داخلها، هوجم كونه ليس مناضل نقابي وبالتالي "لا" تتوفر فيه الشروط في موضوع يخص النقابة أو العمل النقابي(2). والثاني(3) هوجم لأنه يتواجد خارج المغرب وتطرق في مقالة لموضوع يهم الشأن المحلي بدعوى تواجده خارج المغرب وبالتالي عدم اطلاعه على الوضع بالداخل. لقد أصدروا في حقهما الحكم بعدم الإختصاص (لقد اقتصرت الحديث على هذين الرفيقين رغم أن العديد من المناضلين هوجموا لنفس الأسباب). وها نحن الآن، نسجل أن من هاجم المناضلين بالأمس، يحطم الحواجز التي اصطنعها بنفسه، ويضرب في مصداقية الأحكام التي أصدرها، ويطلق العنان لقلمه، ويسمح لنفسه باقتحام حقل الطلبة، الحركة الطلابية، من طرف أناس لا ينتمون إليه، أي ليسوا بطلبة. فهل هذا نهج لخيار إقصائي، خيار "حلال علينا وحرام عليكم"؟ أم هو تعبير عن رقي في التفكير ونضج كانا مفتقدان بالأمس؟ أم هو دليل على الإفتقار إلى لمناضلين داخل الحركة الطلابية قادرين على إنجاز مثل هذا العمل؟ ليس من شيمنا نهج سياسة "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما"، فلن نهاجم أصحاب المقال حول الحركة الطلابية ونتهمهم بالتطفل لهذا السبب، لأن هذا فهم خاطيء، والنظام هو المستفيد الأول من تشديد الخناق على المناضلين وحصر وتضييق نطاق اشتغالهم واهتمامهم وخنق أعمالهم، إن لم نقل هو المحرك لهذه العملية. ونقول لهم مرحبا، شريطة تحمل المسؤولية عمليا فيما يقولونه، فالحركة الطلابية ليست حكرا على أحدا أو مسجلة باسم أحد. 2- أثار انتباهنا الحديث بلغة "النظام"، "النظام القائم" (نموذج مقدمة كلمة العدد)، وهذا تصريف لمواقف غير تلك التي عهدناها على "النهج اتلديمقراطي" من قبيل "النظام المخزني"، "المافيا المخزنية"،… وهذا إقرار ضمني بأن المواقف الجذرية هي المرسخة والسائدة وصاحبة المشروعية داخل الحركة الطلابية، وللتاريخ، يعود الفضل الكبير في هذا إلى النهج الديمقراطي القاعدي، ولن يشفع للرفاق وضعهم للمواقف الجذرية كعنوان عند المدخل، كي يكتسبوا نوع من المشروعية خلال تناولهم للحركة الطلابية، وللأسف الشديد لا يمت المضمون المقدم للجذرية في شيء. إن المشروعية أمر يكسب بالعمل والتضحيات الجسام وبالإلتحام اليومي بالجماهير ومعانقة همومها والسير معها حتى النهاية مهما كان الثمن، ولا يحلق بريش غير ريشه سوى الإنتهازي واللامبدئي واللامسؤول. 3- نقرأ في كلمة العدد: ”أول معركة خاضها النظام هي الإجهاز على الإتحاد الوطني لطلبة المغرب(أوطم)، وفرض الحضر عليه وتغييب مسؤوليه ومناضليه في دهاليز المعتقلات والسجون‟. صراحة، لم نجد أي مكان في تاريخ الإتحاد الوطني لطلبة المغرب يمكن أن يستوعب هذا المعطى الفريد وهذه المغالطة الكبيرة. فهل هي زلة قلم زاغ في غفلة من صاحبه ليخط هذه الجمل التي تبرىء النظام، غصبا عن صاحبها، بشكل أو بآخر، من معاركه/ جرائمه قبل فرض الحضر على أوطم؟ كلا أيها الرفاق، كثيرة هي معارك/ جرائم النظام قبل فرض الحضر على أوطم. وإلا فمن صفى المقاومة وجيش التحرير والعديد من المناضلين الشرفاء؟ من اغتال الآلاف خلال انتفاضة 23 مارس 1965 التي كانت لمسة أوطم في شخص الطلبة والتلاميذ بارزة فيها؟ من نفذ حملات الاعتقالات الواسعة في صفوف مناضلي أوطم خلال 62، 63، 65،…؟ من أصدر ظهير 6 فبراير 1963 المتعلق ب"إصلاح التعليم بجامعة القرويين" وظهير 21 يوليوز 1963 الذي يمنع على أوطم تأطير الثانويات ؟ كيف نفهم شعار ات المؤتمر الوطني التاسع لأوطم "إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وجميع المناضلين التقدميين" ؟ من أصدر الحكم بالإعدام غيابيا في حق حميد برادة أحد قادة ومسؤولي أوطم؟ من أصدر ظهير 15 أكتوبر 1964 الذي يلغي ظهير 1961 الذي يعتبر أوطم جمعية ذات منفعة عامة؟ من دفع في اتجاه تشكيل الاتحاد العام لطلبة المغرب الذي يعرف في أدبيات أوطم بالإتحاد العام لطلبة البوليس أو طلبة الصفر؟ 4- نقرأ داخل كلمة العدد، وفي جواب على سؤال "ما العمل من أجل إنجاح عملية بناء أوطم؟ : ”… يجب أن لا يغيب عن ذهن وعن نظر كل المنشغلين بهذه المهمة النبيلة، أنه لا بد من التحلي بقدر كبير من الروح الوحدوية… إن إعادة بناء الإتحاد الوطني لطلبة المغرب مهمة زادت تعقيدا، وأصبحت ذات راهنية وضرورة تاريخية لا محيد عنها، يطلب من قوى اليسار الديمقراطي واليسار الجذري الإنكباب على التعاون من أجل إنجازها ميدانيا، مع تطويق كل انفلات قد يطرأ، والتنبيه إلى تدخل الأيادي الرجعية في خلط أوراق الفاعلين من أجل إنجاز هذه المهمة التي طال أمرها‟. بلغة السياسة، ومن منظور أصحاب المقال، أن المقصود بقوى اليسار الديمقراطي، والتي لا تنطلي عليها الديمقراطية في شيء، هو اليسار الإشتراكي الموحد، اليسار الأخضر، الطليعة،…لكن "الرفاق" حين حاولوا نقل عباراتهم السالفة إلى الأرض بهدف إنجاز المهمة النبيلة، لم يجدوا أي مكان لها أو سند يدعمها، والدليل هو مقال "الفصائل الطلابية اليسارية: مواقفها من العنف والتنظيم والعمل الوحدوي" الذي تطرق ل7 أطراف ولم يذكر قط أي شيء عن القوى السالفة أو أي امتداد لها، فهل هذه دعوة لهذه القوى لتفريخ الكائنات الهجينة داخل الحركة الطلابية لتطويق الإنفلات الذي سيحدثه "المتشددين" الواقفين دوما على خط النار الذين لا يهادنون النظام والقوى المصطفة إلى جانبه، ولا يؤمنون بالتوافق الطبقي؟ وهل سيملأ الفراغ بالروح الوحدوية ليساهم الفراغ في بناء "أوطم الفراغ"؟ أم أن من شرب من نخب الشرعية و"الهامش الديمقراطي" و"العهد الجديد" صار النفاق والتضليل ملازمان له؟ 5- دائما داخل كلمة العدد، نقرأ: ”هناك مستجد داخل الجامعات والمعاهد، لم يراكم المناضلون اليساريون ما يكفي من التجارب والرؤية في التعامل معها- وهي الإتجاهات الأمازيغية بالجامعات…فعلى مناضلي الحركة الطلابية أن يعيدوا الإعتبار والتقدير لممارساتهم ومفاهيمهم تجاه التعبيرات الفكرية والإيديولوجية لمناضلين ذوي التوجهات الشوفينية… ومن شأن ذلك أن يساعد على الفرز والإصطفاف داخل الحركة الأمازيغية لأنها في الحقيقة اتجاهات وتعبيرات وتقديرات مختلفة ‟. نظن في هذا الإتجاه، أن الإنطلاق من واقع الحركة الطلابية يعفينا من توضيح الكلام السالف، فلسان الحال يقول: في الحقيقة، وإلى حد الآن، توجد فقط أطراف رجعية بغطاء الأمازيغية تهاجم الجامعة المغربية، وتخوض غزواتها المسلحة على شاكلة القوى الظلامية خلال تسعينيات القرن الماضي، بدعم سافر من النظام، تنفذ جرائمها في واضح النهار في حق الجماهير الطلابية ومناضليها، ولمن لا يعتبر نقول له أن دماء الشهيدين الحسناوي والساسيوي لم تجف بعد. إنها قوى لا تعترف بأوطم ولا تؤمن بالصراع الفكري إلا مع من يدوسون دماء الشهداء، ويعتبرون استشهادهم نتيجة للعنف والعنف المضاد ( وهذا هو الموقف الذي صرفه الكاتب العام السابق لل"نهج الديمقراطي" ع.الله الحريف ) ،إلا مع من يباركون جرائمها أو يتسترون عليها، أما الحديث أن وجود تعبيرات واتجاهات وتقديرات مختلفة فلن يكون إلا من باب اللغو، وتبريرا للعجز على مواجهة واقع قائم بذاته، وتبرير مواقف لا تمت بصلة إلى التاريخ الكفاحي والمشرق لأوطم، ولا نعتقد أن هذا ينسجم مع توجيه الرفاق "مع التنبيه إلى تدخل الأيادي الرجعية في خلط أوراق الفاعلين في إنجاز المهمة النبيلة، أي بناء أوطم". 6- بنفس العدد، وفي مقال "الفصائل الطلابية اليسارية: مواقفها من العنف والتنظيم والعمل الوحدوي"، الذي تطرق ل6 أطراف ثم الطرف الذي يدافع عنه كاتب المقال، أثار انتباهنا الحيز المهم الذي خصصه للنهج الديمقراطي القاعدي، فدفعنا الفضول، وبهدف تقريب الصورة أكثر إلى القراء، إلى حساب عدد الأسطر التي نالها كل طرف، ثم مجموعها، فكانت النتائج كالتالي: تم تناول مجموع الأطراف فيما مجموعه 338 سطرا، 130 منها خصص للنهج الديمقراطي القاعدي، وبالنسب المئوية: خصص لهذا الأخير %40 تقريبا، و%60 خصصت ل6 أطراف أخرى. هذا التفاوت في الأرقام والنسب هو إقرار ضمني بقوة النهج الديمقراطي القاعدي، وتأكيدا لكونه الفاعل الأول داخل الحركة الطلابية، ودليل قولنا هذا نستخرجه من المقال نفسه، ففي حديث صاحب المقال، "زياد امناي"، نضاليا عن الأطراف الأخرى يبدو أنه لم يجد الكثير لقوله، فاكتفى بالإشارة إلى تجارب ومشاريع سابقة وممسوخة "للوحدة"، ثم ندوة 23 مارس 2010 بمراكش، وأسابيع ثقافية، والمساهمة في مسيرات 20 فبراير، ولجنة المتابعة التي لا نعلم أين هي وماذا تتابع؟ وسنضيف له ندوة 23 مارس 2012 بأكادير. وفي الشق الخاص بالنهج الديمقراطي القاعدي وموقع ظهر المهراز(ونسي أن يشير إلى موقع تازة الذي دائما ما يتعمدون نسيانه "لغرض في نفس يعقوب" وموقع سايس-فاس الذي ربما غير موجود في الخريطة ومواقع أخرى)، كانت المادة غزيرة إذ تحدث عن معارك ونضالات بطولية، والعديد من الندوات الوطنية والتدخلات القمعية وحملات الإعتقالات كل سنة، وأيام الشهيد، ولجنة المعتقل ونشاطها، المعتقلين السياسيين ومبادراتهم الداعية للمعارك الوطنية، وتكثيف الجهود لبلورة البديل الجذري والإطار السياسي خارج الجامعة والذات المسقبلية، وسنضيف للرفيق أيضا: الإسهام في تأطير الإنتفاضة الشعبية ل20 فبراير أيام 20، 21، 22، وانتفاضة تازة المجيدة، والإنخراط الوازن داخل حركة 20 فبراير وإعطائها المضمون الطبقي والتحرري المؤطر بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" والوقوف ضد موقف الدعم، وضد من وضعوا أيديهم في يد العصابات الظلامية لقيادة الحركة من الخلف واغتصاب التضحيات المقدمة، الإسهام في تأطير معارك الجماهير الشعبية بالعديد من المدن والمناطق، معارك المعتقلين السياسيين وإضراباتهم البطولية عن الطعام… قد يقاطعنا الرفيق "زياد" ليقول لنا أنه يخص بكلامه المبادرات الوحدوية، لكننا سنضيف له: شعار أيام الشهيد الرابعة بظهر المهراز في أبريل 2007 "تطور الحركة الطلابية رهين بتفجير معارك موحدة وطنيا"، الدعوات التي يطلقونها القاعديين مع بداية كل موسم، وما يضمنونه معظم بياناتهم بدعوتهم مناضلي أوطم إلى تصعيد الفعل النضالي. وفي العلاقة مع الملفات المطلبية التي يعتبرها في مقاله بمثابة "الأرضية التي تبنى عليها الوحدة" نقول وللتاريخ أن القاعديين كانوا سباقين لذلك بكثير ونستحضر الملفات المطلبية ل…97، 99، 2001، 2003،2008،2009، 2012… وفيما يخص قول صاحب المقال حول "التعاطي المحدود مع النضالات النقابية" نقول، لو تمعن ولو قليلا في أرض الواقع، لوجد أن الكفة النقابية بمواقع تواجد النهج الديمقراطي القاعدي أثقل بكثير من كفته وكفة الأطراف التي جاء على ذكرها. إن القاعديين يتخذون من العمل النقابي وسيلة لبلورة الوعي الطبقي عند الجماهيرّ، ويعتبرونه جزء من النضال الثوري العام، وهذا ما يدفع الحركة إلى تحقيق العديد من المكتسبات والتراكمات الكمية على طريق تحقيق تحولات نوعية، وفي تحقق التداخل الجدلي بين الكمي والنوعي يكتسب العمل النقابي مضمونه الديمقراطي الثوري وهذا ما يعكسونه في ممارستهم بدفع الفعل النضالي نحو الإتساع والتجذر، لا يخشون الجماهير ولا يلجمون حركتها ويسعون إلى تمكينها من التقرير والتسيير والتوجيه، كتعبيرعن اسعدادهم الموضوعي للسير معها حتى النهاية. وقد سعى القاعديون دوما إلى تسييس نضالات الجماهير الطلابية عبر تجربة الحياة العملية وتعليمها كيفية معرفة مصالحها الحقيقية وتناقضها مع مخططات النظام في التعليم ومستويات أخرى، فالنظام يعمل على تمرير مخططاته الطبقية تحت غطاء "الإصلاح"، فيخرب الجامعة ويجهز على الحق المقدس لأبناء الفقراء والمعدمين في التعليم، عبر الطرد الجماعي والحرمان من المنح والقمع والإعتقال وعسكرة الجامعات وتقديم المقررات المفتقدة للمضمون العلمي، وفرض مدد قصيرة للتهييء للإمتحانات… بهدف الخوصصة وتعميم الأمية والجهل لتسهيل السيطرة على الجماهير المسحوقة وتمديد عمر الرأسمالية التبعية، وهذه ممارسة سياسية للصراع الطبقي، تقابلها ممارسة سياسية نقيض تسعى لإنهاء عمر التبعية والإستعمار الجديد، ولا تسعى إلى فرض المهادنة على الجماهير الطلابية وجرها إلى مستنقع المهادنة والتوافقات. أما الحديث عن "الحسم بلغة السيوف والزبارات" وتلفيقات أخرى، ونحن على أبواب المحاكمات الصورية. فهذا عمل يستحق التنويه، ويجعل صاحبه ينال وسام "شاهد عيان" داخل جلسات المحاكمة، ونقدر ظروفه، لأن القاعديين بكفاحيتهم وصمودهم وتضحياتهم، حولوا أفراح طفولة مولوده الجديد إلى أقراح، بل يبدو أنهم قصفوه بزباراتهم وسيوفهم وهو لا زال جنينا في بطن أمه، وجعلوه يخرج إلى الوجود معاقا، لا يقوى على مسايرة إيقاع الصراع وعجلة التاريخ، فاصطف إلى جانب أصدقائه على الهامش، وبدأ في عزف سمفونيتهم الممسوخة على إيقاعات "الوحدة"، "الهيكلة"، "نبذ العنف"… وهو يحلف بالإيمان المغلظة على سنة برنشتاين، ليثبت أن سمفونيته مكتملة وتحمل الجديد وليست كسابقاتها. - حول الوحدة، العمل الوحدوي وبناء أوطم: لن نجد لنا من مدخل لنقاش هذا الموضوع أفضل من الكلام الوارد بكلمة العدد والذي يقول: ”… لشراء هذا السلم الإجتماعي لجأ الحكم إلى التوافقات مع الإتحاد الإشتراكي وحزب الإستقلال، الأمر الذي أفضى إلى ما عرفته سنوات الثمانينات والتسعينات من تبادل للمصالح بين القصر والقوى السياسية التي شهدت بالنتيجة العديد من التغيرات السوسيولوجية في تركيبتها البشرية وسارت أكثر إرتباطا بمستقبل النظام، وبمصالح الدولة، وجعلت من نفسها المدافع القوي عن استمرار سيطرة الطبقات السائدة… وهكذا ساهمت تلك القوى في فرض الحظر العملي على أوطم…‟ هذا الكلام يستدعي الإصغاء والتأمل، ونبش الأرشيفات في زمن الخديعة والمكر. فبعد مرور ثلاثة عقود، تخرج هذه الكلمة لتقول لنا أن القوى قد خانت، قد ساهمت في فرض الحضر على أوطم وتحييد الحركة الطلابية، قد باعت مصالح الشعب يوم "توافقت" مع "الحكم"، قد تغيرت هياكلها. فهل هذه الكلمة تدفع أرشيف "كراسة 1984" و "القوى التقدمية" وأرشيفات التسعينات والعقد الأول، وبداية العقد الثاني من القرن 21 إلى مزبلة التاريخ؟ هل هي نهاية لمواقف "القوى الوطنية والديمقراطية" في ظل قيادة لم يصفق لها بقاعة المؤتمر؟ هل هذا نوع من الإنزعاج لضمير كان له مواعيد عدة للإستحمام بمياه النفاق والكذب؟ هل بدأ "الرفاق" يتذكرون شيئا من دروس "إلى الأمام"؟. فهل سَنلامُ أم سننصَف والنهج الديمقراطي القاعدي هو من وقف ضد هذا الإنحراف، ضد تقديم أوطم لشركاء النظام، ضد البيروقراطية، ضد مؤتمر استثنائي بعد الإعتقالات الواسعة للمناضلين بعد انتفاضة 1984، ضد أجهزة فوقية تتحكم في مصير الحركة الطلابية، ضد "التوافق" مع من "توافقوا" مع "الحكم"، ضد أوطم "الإجماع"، و"المسلسل" و"السلم". للأسف لا كلمة حول الموضوع، وكأن أوطم لم تقدم زبيدة وعادل في الثمانينات، وكأن معركة الشهيدين لم تكن قائمة، وكأن الشهيدين الدريدي وبلهواري قدما نفسيهما لخنق الأعمال الجريئة، ولكي لا تمتنع الحركة الطلابية عن الإجتماع في وليمة مع قوى "الإجماع" و"المسلسل"، و"السلم"، للشراب من حساء مقدم من النظام ممزوج بدماء المنتفضين والمضربين. إن النهج الديمقراطي القاعدي كان متشددا ضد "السلم" و"الإجماع" و"المسلسل"، كان ضد قوى الخيانة والعمالة، ضد قوى أعلنت ولاءها للنظام علانية ولم تكن سرا، ضد التوافق مع النظام بشكل مباشر وغير مباشر عبر قوى الخيانة، ضد الصمت عن جرائمه وعن النهب والسلب وضد الإستغلال، لأن ذلك الخيار كان سيؤمن للنظام التأثير وسط الحركة الطلابية كما كان الشأن ولازال وسط المركزيات النقابية. إنه تشدد ضد هذه "الوحدة"، ضد هذا النفاق، ضد تقديم الذراع اليساري كله هدية لمن علمتهم تجارب المساومات والسمسرة السرية والعلنية منذ "إكس ليبان"، من أين يأكل الكتف، في وقت كان الخيار الجذري هو الدفع في كل الجبهات بالأطراف المريضة لتأخذ مواقعها الحقيقية إلى جانب خدام النظام الأوفياء، وبناء حركة مناضلة وصامدة مؤطرة تحت لواء أوطم تقدمية مكافحة. صحيح أن النهج الديمقراطي القاعدي كان خصما للوحدة خلال الثمانينات عندما دعي "للوحدة"، وكان خصما في بداية التسعينات عندما دعي "للوحدة"، لكن هل يكفي أن نقول، رفض النهج الديمقراطي القاعدي "الوحدة" هو أنه ضد الوحدة كمبدأ؟ إنه أمر غير كاف لحكم سليم، إلا في حالة اعتبارنا للوحدة قالب وحيد وأوحد يجب الهرولة إليه، سواء مع البرجوازية أو مع النظام، أو مع الشوفينية أ و مع قوى الظلام أو مع يسار فعلي مناضل (والحديث هنا عن وحدة نضالية). في الثمانينات كان النهج الديمقراطي القاعدي ضد الوحدة مع القوى التي خانت الشعب وتخندقت إلى جانب النظام، لأنه يؤمن بالوحدة النضالية ضد النظام وضد كل أذياله وضد من اصطفوا إلى جانبه. في وقت كان هناك من يوفرون ويمررون خلسة، تحت غطاء "الحد الأدنى"، فكرة الوحدة مع قوى كان خيارها محسوم، قوى كانت تدافع عن تمرير مخططات النظام، وتأخذ نصيبها مما ينهب يوميا… ف"الوحدة" التي رفضها النهج الديمقراطي القاعدي لا زال يرفضها إلى اليوم، والوحدة التي أعلنها لا زال يؤمن بها وتوجه عمله وممارسته. وهو نفس المنضور الذي يحكم نضال لجنة المعتقل التي يقول عنها الرفيق زياد أنها " لا تتوانى عن الدعوة إلى توحيد النضالات وكذلك التنسيق مع الفصائل الطلابية والجمعيات الحقوقية والتنظيمات السياسية خارج الجامعة وبل حتى لقاء مبعوث الأمم المتحدة حول التعذيب". وكذلك الأمر في بداية التسعينات من القرن الماضي، رفض الوحدة مع القوى الإصلاحية ومع الإنتهازيين، ورفض بناء أوطم بناءا متوافقا عليه مع القوى المصطفة لجانب النظام، مدافعا عن بناء أوطم ديمقراطية مؤطرة لحركة جماهيرية، تقدمية مناضلة، وليس لأوطم مؤطرة لتوافق سياسي بين الإنتهازيين وعملاء النظام والثوار وكل الموالين للجماهير الشعبية. وهذا الموقف، وكأمانة للتاريخ، لم يكن يشاركه فيه آنذاك أحد، وليس لمن لا يشاطر ذلك من براهين تثبته، وها هو اليوم يفصح عنه في "كلمة العدد" دون إحالة إلى المرجع الأصلي. وبالمناسبة نقول أن القاعديين لم يفاجؤوا عنما صوت لدستور 96 ب"نعم" من طرف القوى الإصلاحية، ولا عندما قبلت بحكومة "التناوب" لتدبير مرحلة "السكتة القلبية"، في حين كل الأطراف الأخرى، وبدون استثناء كانت مشوشة ومتذبذبة المواقف، ونفس الشيء حصل مع انطلاق شعار "العهد الجديد"، والتاريخ خير شاهد على ما نقول. إن الرفاقية والصدق البروليتاريين كانا يقتضيان إنصاف القاعديين أصحاب الموقف السليم الذي يفصح عنه الآن، وبنكهة المرارة بعدما يقارب 3 عقود من الزمن، أو على الأقل التذكير بهم كمرجع للموقف وكرمز للصمود والمقاومة في ذاك الزمن الرهيب، زمن الشهيدين ومعركتهما، زمن زبيدة وعادل، للأسف لا نجد شيئا من هذا، بل نجد الرفيق "زياد أمناي" في مقاله: "الفصائل الطلابية اليسارية: مواقفها من العنف والتنظيم والعمل الوحدوي ”يوزع عليهم ما لذ وطاب في عالم التشويه والتلفيق من قبيل "لا يمكن عن النهج الديمقراطي القاعدي كفصيل موحد التصورات والرؤى‟، ”يفتقدون لتصور متكامل يؤطر ممارستهم النضالية‟، ”العنف صار قاعدة عندهم مكنتهم من الحسم مع الأطراف التقدمية بلغة السيوف والزبارات‟… فهل سنطمس التاريخ لنصدق مثل هذه الأقوال والتلفيقات في حق أصحاب المواقف السليمة، في حق القاعديين الذين كانوا ولازالوا متشددين ضد النظام وضد قوى الخيانة والعمالة، القاعديين الذين كانت ولادتهم مع نهاية السبعينات من القرن الماضي دليلا على نضجهم السياسي بإعلانهم الماركسية اللينينية كمنطلق إيديولوجي والثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية كتصور سياسي، واعتبروا ذلك من ثوابت الإنتماء إلى صفوفهم، فمن هو خارجها فهو خارجهم، ولو تطفل وحمل إسمهم كعنوان لاكتساب المشروعية. القاعديين الذين أعلنوا منذ ولادتهم كفصيل سياسي داخل الحركة الطلابية أن نضالهم هو مساهمة ضمن محصلة الشروط التي ستفضي إلى بناء الأداة الثورية، التعبير السياسي للطبقة العاملة والقائد الفعلي للجماهير الشعبية، معلنين بذلك مواصلتهم المسار التحرري للشعب المغربي وفق تصور الطبقة العاملة في المرحلة، والإسهام فيما عجزت الحملم عن تحقيقه حتى النهاية خلال السبعينات، أي بناء حزب الطبقة العاملة. فالطلبة هم جزء من الشعب، ونضالهم يصب في خندق نضال الشعب. القاعديين الذين شكلت ولادتهم النوعية، إعلانا للإستمرارية الموضوعية للطلبة الجبهويين والحملم بشكل عام، وإعلانا للقطيعة مع مسار الردة والمراجعات والمهادنة والأستسلام، وهو ما لم يستسيغه المرتدون والمراجعون وأطراف التوجه البيروقراطي لينطلق مسلسل الإختراقات المجلبب بجلباب القاعديين -الذي لازالت حلقاته مستمرة إلى حد الآن وبطرق وأساليب متعددة- منذ الإعداد للمؤتمر السابع عشر لأوطم، وبعد فشله، وما صاحب ذلك من تقييمات، انسجاما والمواقع الطبقية لأصحابها، ونذكر بالمعركة النضالية البطولية للجماهير الطلابية لموسم 82/83 التي كانت حاسمة في كشف الرؤى الإنتهازية التي حاولت أن تلبس جلباب القاعديين والنموذج، فضيحة "بنيس" الذي رفض الإلتزام بمقاطعة الإمتحانات لذات الموسم، وانتهج سياسة التنظير. كيف سنصدق مثل هذه الأقوال في حق القاعديين الذين بقيت الحركة الطلابية بفضلهم تحمل المشعل الثوري، رمزا للصمود والمقاومة، في غياب الذرع الواقي، في زمن الخيانة والغدر، في زمن الإنهيارات والتراجعات، في زمن الظلام، في زمن "السلم" و "المسلسل" و "الإجماع"، في زمن "العهد الجديد" و "الإنتقال الديمقراطي" و "طي صفحة الماضي"… كيف يتجرأ من لا برنامج له على توجيه سيل من الإتهامات والتلفيقات إلى القاعديين، وهم من طرحوا البرنامج الديمقراطي العام مع ولادتهم، وبعد تقييمهم الذي بني على تمظهرات الوضع الجديد ما بعد فشل المؤتمر 17، حيث: إنزال المخطط الطبقي"إصلاح 75" عبر بنوده التخريبية واشتداد الحملات القمعية ضد أجهزة أوطم والزج بالمناضلين في غياهب السجون وإنزال الأواكس،… أقر القاعديون برنامج 82 الذي كثف في : - إجلاء الأواكس وصيانة حرمة الجامعة. - التصدي لبنود التخريب الجامعي. - هيكلة أوطم هيكلة قاعدية صلبة. وبعد تدقيقهم في شروط المرحلة، تأكد بالملموس عدم إمكانية الحديث عن الهيكلة في ظل الهجوم القمعي للنظام حيث تكثيف الحضر العملي، عسكرة المدرسة المحمدية للمهندسين، إنزال المزيد من البنود التخريبية (الطرد، استحداث شعب جديدة خاصة المتعلقة بالدراسات الإسلامية، إلغاء الداروينية من مقررات البيولوجيا، تقليص شعبة الفلسفة… كتكثيف للشق الإيديولوجي من مخطط التخريب الجامعي). في ظل هذه الشروط بالإضافة إلى الوضع الذاتي للحركة الطلابية، حيث تم تكريس النظرة الإقصائية تجاه الجماهير الطلابية، وحقها في التقرير والتسيير والتوجيه. جاء البرنامج المرحلي سنة 1986 كإجابة عن الجانب الذاتي والموضوعي لأزمة الحركة الطلابية، وهو تكثيف للإستراتيجية الثورية للقاعديين التي يعكسها داخل حقل التعليم شعار "تعليم شعبي ديمقراطي علمي وموحد"، متضمنا ثلاث نقط برنامجية : - النضال من أجل رفع الحضر العملي على أوطم. - مواجهة ما يمكن مواجهته من بنود التخريب الجامعي في أفق المواجهة الشاملة. - مواجهة البيروقراطية. هذا البرنامج العلمي والعملي الذي يلقي على الحركة الطلابية مهمة النضال من أجل رفغ الحضر العملي على أوطم بما يعنيه ذلك من نضال ضد كافة تجلياته (القمع، الإعتقال، الأواكس، القوى الظلامية، القوى الشوفينية…) وهذه الممارسة السياسية القاعدية في واقع الحركة الطلابية تستوجب من الجماهير الطلابية تفجير معارك نضالية بطولية بكافة المواقع الجامعية، على أرضية ملفات مطلبية تصوغها بنفسها إلى جانب مناضليها ومناضلاتها، تعمل من خلال ذلك على مواجهة ما يمكن مواجهته من بنود التخريب الجامعي، بما هي مراكمة نحو المواجهة الشاملة، وفي خضم هذا المسار وصيرورة تطور المعارك، تفرز الأشكال التنظيمية الديمقراطية المستجيبة لمتطلبات الصراع والمنسجمة مع التراكمات الكمية والنوعية الحاصلة في ذات الحركة الطلابية. هذا البرنامج العلمي والعملي، وضع حدا للمهادنة والإستسلام حتى في صفوف القاعديين أنفسهم، واعتبروه الأرضية والحد الأدنى للعمل الوحدوي، كونه البرنامج الوحيد الذي يضع الحركة الطلابيىة بموقعها الصحيح في معادلة الصراع الطبقي ببلادنا، والوحدة التي تبنى على أساسه هي وحدة نضالية حقيقية تنسجم ومضمون الحركة الطلابية كرافد من روافد حركة التحرر الوطني. فهل كافة الطروحات الإصلاحية والتحريفية التي تغتصب تاريخ القاعديين وتسترزق على تضحياتهم لاكتساب نوع من المشروعية أمام الجماهير الطلابية- وهذا أكبر عنف يمارس في حق القاعديين- والداعية للعمل الوحدوي جاءت بجديد خارج البرنامج المرحلي، أو بما يتجاوزه، أو بما هو بديل له؟ هل بقي بعد هذا مجال للكلام؟ ونتساءل مع الرفاق بعد تصريحهم داخل "كلمة العدد"، هل تختلف "الوحدة" و"الهيكلة" التي يدعو إليها مولودهم الجديد في شيء عن سابقاتها، ونخاف أن يخرج رفاق الرفاق، بعد مرور عقدين أو ثلاثة، ليقولون لنا أن قوى "اليسار الديمقراطي" قد خانت وباعت، وفي هذه الحالة اسمحوا لنا بأن نقول لكم: أنتم تنهجون سياسة طي الصفحات. ليس المهم هو بناء منظمة موحدة وفقط، والقول أنها يقين للإنطلاق، بل الأهم هو توجهها الفعلي العملي الموضوعي، أي هل تمثل فعلا سياسيا تجاه أبناء الجماهير الشعبة؟ هل ستخدمها؟ هل سترتبط بقواها التحررية أم أنها ستتوافق مع النظام ومع أحزابه وخدامه وأياديه الخفية؟. فمن أجل الخيار الأول، كان المطلوب ولازال، هو النزول إلى الجماهير الطلابية، هو الإرتباط بهمومها ومعاناتها بشكل يومي، هو تعليمها كيفية معرفة مصالحها الحقيقية وتناقضها مع مخططات النظام في التعليم ومستويات أخرى، هو النضال بدون هوادة ضد البيروقراطية والإنتهازيين الذين يبيعون مصالح الجماهير الشعبية ويتسترون عن جرائم النظام، ويروجون لشعاراته ولشعارات أسياده الإمبرياليين والصهاينة وضد القوى الظلامية والشوفينية. أما الخيار الثاني، فهو تمويه وستر السياسة الإنتهازية ومحاولة تمريرها تحت أقنعة "الحد الأدنى" و"الفصائل التاريخية"، و"العمل الوحدوي"، وسفالات أخرى، مثل ما حصل في "مجلس الدعم لحركة 20 فبراير"، وليتذكر من ستنفعه الذكرى. والخلاصة هو أن النهج الديمقراطي القاعدي يدافع عن أوطم مناضلة منحازة إلى مصالح الشعب وقضاياه التحررية، كما كان في 20 فبراير، بانحيازه ل20 فبراير تحررية وليس 20 فبراير برأس مجلس الدعم المشبوه الولادة، المكون من خليط ممسوخ ومعكر، ممن يعقدون الصفقات ولا يفارقون ولائم النظام، وممن لا يتوانون في الإستجابة لأتفه إشارة من القصر. أما بناء أوطم "التوافقات" "البيروقراطية" "الحد الأدنى" مع الإنتهازيين أو الظلاميين أو الشوفينيين… فنقول لا ونعلن نصالنا ضد هذا الإتجاه بكل وضوح وبدون تردد، ولو سنصنف في خانة المتشددين ومناهضي "الوحدة" إلى غيرها من النعوتات. وليبقى السؤال: كيف السبيل إلى بناء أوطم المناضلة؟ أو ما هو الطريق؟. حول مبادرة المعتقلين السياسيين الخمسة القابعين بسجن عين قادوس: خلال الفترة الاخيرة وبالضبط يوم 20 أكتوبر، تقدمنا كمعتقلين سياسيين للنهج الديمقراطي القاعدي والشعب المغربي، بمبادرة نضالية، كانت على شكل رسالة إلى مناضلي ومناضلات الشعب المغربي وإلى كافة المعتقلين السياسيين، سبقتها دعوة لتفعيل النقاش بهذا الاتجاه بالبلاغ رقم 4 بتاريخ 05 ستنبر 2012 ، فبعد استحضارنا للوضع السياسي الراهن بشروطه الموضوعية والذاتية جاءت المبادرة كدعوة للمعتقلين السياسيين القابعين بسجون النظام الرجعي للانخراط في معركة وطنية، مبادرة حاولنا من خلالها وضع النقط على الحروف بعيدا عن العموميات، بل طرحنا حتى السياقات الممكنة للمعركة ودور العائلات والمناضلين الموجودين خلف الاسوار تجاه المعركة. ونحن في انتظار ما سيحدث من تفاعل جدي وعملي مع مبادرتنا سنجد في العدد الاخير لجريدة "النهج الديمقراطي" وفي مقال" الفصائل الطلابية اليسارية: مواقفها من العنف ولتنظيم والعمل الوحدوي"، تفاعلا مدهشا للرفيق " زياد امناي" بعدما رفع المبادرة إلى السماء وانطلق في استخلاص التأويلات والاستنتاجات طبقا لمقاساته القبلية وبما يروقه. إذ نقرأ في بداية ما يقوله عنا:" وفي سياق دعواتهم للتنسيق بين المعتقلين السياسيين، اطلق المعتقلون السياسيون الخمسة للنهج الديمقراطي القاعدي بظهر المهراز دعوة لمعركة وطنية للمعتقلين السياسيين في سجون النظام الرجعي، معركة يعتبرون انها تأتي" تكثيفا للجهود من أجل البديل الجذري المعانق لطموحات الكادحين وفي مقدمتهم الطبقة العاملة". إن عبارة " تكثيف الجهود لبلورة البديل الجذري…" اقبسها الرفيق زياد من البالغ رقم 4 وأدرجها في غير سياقها، وهذه هي العبارة في صيغتها الأصلية الواردة في البلاغ:« …أمام هذا، لا خيار أمام المناضلين غير المزيد من الصمود والمقاومة، وتعميق الارتباط بالجماهير، على أرضية الميدان، أرضية النضال والصمود، وذلك تعميقا وتطويرا للمسار الثوري ببلادنا وتكثيفا للجهود من أجل بلورة البديل الجذري… ولا خيار أمام المعتقلين السياسيين غير التشبث بذات المسار داخل السجون ». إننا حين نقول كلاما ما، فنعي ما نقول، وحين نكتب نعي جيدا ما نكتب، ولا نكتب من أجل تدبيج الأوراق، ف" تكثيف الجهود لبلورة البديل الجذري…" لم نربطها فقط بمعركة المعتقلين السياسيين بل بصمود المناضلين ومقاومتهم، بتعميق الارتباط بالجماهير ميدانيا، وبتعميق وتطوير المسار الثوري ببلادنا، ثم بتشبث المعتقلين السياسيين بذات المسار داخل السجون، أي تشبثهم بالأرضية والقضايا التي اعتقلوا من أجلها. وخلفيات هذا الاقتباس التعسفي تتمظهر بشكل واضح فيما وصل إليه الرفيق زياد من تأويلات مبتذلة في أخر حديثه، إذ يقول" يظهر من خلال المبادرة…أن سؤال الإطار السياسي خارج الجامعة أصبح يطرح ذاته بشدة على الرفاق بظهر المهراز، لذا أصبحوا يميلون أكثر إلى اتخاذ الخطوات ذات الطابع الدعائي السياسي والحديث عن "الذات المستقبلية" والمعارك السياسية … إلا ان نسيان الهدف الذي من أجله اعتقلوا، واعتبار الاعتقال السياسي منطلقا للعمل الوحدوي ينقل الصراع من الجامعة إلى خارجها، و يعوض نضال الطلاب من أجل الطلاب بنضال الطلاب من أجل مصلحة المعتقل، الشيء الذي يضرب في العمق جماهيرية المعارك الطلابية ويكرس واقع النفور والشتات". بداية أقول للرفيق زياد أن سؤال البديل الجذري و"الذات المستقبلية"، ليس وليد اللحظة، بل هو هاجس كان ولا زال يؤرق القاعديين، وعبارتهم الشهيرة" نحن أبناء لأب لم يولد بعد" دليلا على ذلك، فرحلة البحث عن الأب في المعامل والضيعات، في المدارس والجامعات، في السجون والشوارع…، وإسهام الابن في ولادة الأب انطلق منذ ولادة الابن. وسيكون ما قاله الرفيق حول المبادرة صائبا إلا في حالة ما إذا قمنا بعزلها عن سياقها الفعلي، وسبحنا معه بها في ملكوت خياله الواسع. إن المبادرة لم تكن موجهة إلى معتقلي الحركة الطلابية وفقط، بل إلى كافة المعتقلين السياسيين( معتقلي حركة 20 فبراير، الحركة الطلابية، الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، معتقلي الانتفاضات الشعبية…)، حتى يقول لنا الرفيق "زياد" بأننا نتخذ من الاعتقال السياسي منطلقا للعمل الوحدوي، ويتهمنا بتعويض نضال الطلاب من أجل مصلحة الطلاب ، بضال الطلاب من أجل مصلحة المعتقل. إنها مبادرة مناضلين ثوريين، معتقلين سياسيين قاعديين، مناضلين منخرطين حقيقة في الصراع، معانقين لهموم الجماهير ومستشعرين لحجم معاناتها، مناضلين التقطوا بدقة طبيعة اللحظة التاريخية الراهنة، وهو ما تم التعبير عنه بلغة صريحة داخل بيان 11 مارس 2011 للنهج الديمقراطي القاعدي، مناضلين يؤرقهم الوضع الذاتي السلبي لأنصار البديل الجذري. إن عملية اعتقالنا لم تكن نتيجة فعلنا في الحركة الطلابية وفقط، بل أيضا، لأننا ساهمنا في تاطير العديد من معارك الجماهير الشعبية، ولأننا ساهمنا في تنظيم وإنجاح العديد من المحطات النضالية خارج الجامعة في إطار نشاط لجنة المعتقل، لأننا ساهمنا في تأطير الانتفاضة الشعبية يوم 20 ، 21 ، 22 فبراير 2011 ، لأننا نفعل داخل حركة 20 فبراير، ونستحضر هنا إسهامنا في تنظيم الندوة الوطنية ل 13/14 ماي 2011 تحت عنوان:" حركة 20 فبراير، واقعها وأفاقها"… بل حتى الملفات والتهم الصورية التي نتابع بها في شق كبير منها مرتبط بنشاطنا خارج الجامعة إلى جانب الجماهير الشعبية، وداخل حركة 20 فبراير. صراحة كلما قرأت عبارات الرفيق زياد تنقلني مباشرة إلى غرفة التحقيق، إذ تذكرني بما ردده جلادي النظام مرات عديدة خلال الاستنطاق" اولاد ال….، خلينا لكم الجامعة بما فيها ومبغيتوش تقيلونا، فين باغين توصلوا بهادشي ديالكم". إن ما استحضرناه من إنجازات، والمبادرة الحالية، وما سبقها وما سيليها من مبادرات، هو دليل على أن القاعديين كانوا في مستوى اللحظة التاريخية الراهنة، ومتقدمين في حقل الممارسة وفي الإجابة على متطلباتها النضالية التاريخية، هو دليل على أن القاعديين متقدمين كثيرا في ما تغنى به الرفاق داخل عددهم حول الحركة الطلابية بحركة 20 فبراير، وبالحركة الجماهيرية ومدها بالمناضلين. إننا نعتبر الأسلوب الذي اعتمده الرفاق في نقاشهم، هو إجحاف في حق القاعديين، ونوع من الاستهداف لهم، و ضرب وتشويه تاريخهم، وخنق مبادراتهم، وهذا الاسلوب يعيق تقدم العلاقة بين المناضلين والتيارات المناضلة، ولا نعتقد أنه يتحلى بما أسماه الرفاق " بالروح الوحدوية". صحيح أيها الرفاق، أننا الآن طلبة، لكن لا تنسوا أننا ماركسيين لينينيين، من أبناء المدرسة القاعدية التي تعلمنا فيها منذ البداية كيفية التفكير والممارسة وفق خط الطبقة العاملة، نمارس ونبادر قد نخطأ وقد نصيب، نقيم ممارستنا لنصوبها ونتجاوز السلبي ونطور الإيجابي، نؤمن بالنقد، ولا نؤمن بالثورية المعصومة، والمناضل هو من يعانق قضايا الجماهير المسحوقة ويشتغل عليها، إننا نؤدي مهماتنا ونقوم بواجباتنا، ونعرف جيدا أنه عند أداء الواجب وتنفيذ المهمة لا بد من تسديد الضربات وتلقيها، وهذا أمر طبيعي لا بد له أن يكون، ولا نقول هذا من أجل العيون العسلية لأحد، ولكن من باب الرفاقية والصدق البروليتاريين، لأن الزمن زمنها، زمن إنصاف أصحاب المواقف السليمة، والتاريخ خير منصف وسينصف حتما. (1) حسن أحراث : الصراع المتواصل ضد البيروقراطية (2) عمر مهدي: الاتحاد المغربي للشغل ما العمل ؟ (3) موحى أوكزيز وإسمه مدرج في مقدمة المرجع السابق. المجد والخلود لشهداء النهج الديمقراطي القاعدي المجد والخلود لشهداء الشعب المغربي المجد والخلود لشهداء الحرية والانعتاق المعتقل السياسي عبد الوهاب الرمادي السجن المحلي عين قادوس-فاس انتهى في 05/12/2012.
#أحمد_بيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معركة على درب 96 بإمضير (المغرب)
-
دفاعا عن نداء -آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني-
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|