|
الصين والطريق الشيوعي للرأسمالية!
رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 21:41
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الصين والطريق الشيوعي للرأسمالية! المقدمة لازال الحزب الشيوعي الصيني يحكم البلد منذ 60 عاما بعد انتصار جيش ماو تسي تونغ الفلاحي على قوات شيانغ كاي شيك، زعيم حزب الكوميتانج القومي، التي انسحبت الى جزيرة تايوان، واقامت جمهورية الصين. في حين اسس ماو جمهورية الصين الشعبية. في الصين الشعبية برلمان شكلي يضم 3000 عضو ليس كلهم اعضاء في الحزب، ولكن يجب تزكيتهم عبر منظمات الحزب. يمثلون 55 قومية تعيش في امبراطورية الصين القديمة، التي ورثتها السلطة "الشعبية". ضمت اليها قبل سنوات جزيرة هونغ كونغ، المستعمرة الانجليزية السابقة، وفق تسوية "بلد واحد ونظامان". اذ استعادت بموجبها ايضا المستعمرة البرتغالية القديمة ماكاو التي تعتبر اكبر جزيرة دعارة، ونادي قمار في العالم.لازالت تايوان ترفض قبول هذه التسوية، لكن الصين ليست مستعجلة. الصين الشعبية تنتظر التفوق العسكري، والاقتصادي على امريكا. الحامية الفعلية "لاستقلال" تايوان باساطيلها الموجودة في المحيط الهادئ. التفوق الذي تنبأ به ماو تسي تونغ، كما يقال انه سيحصل عام 2014 . مع الاخذ بنظر الاعتبار الازمة العالمية، التي تعيشها زعيمة الرأسمالية مع بقية دول النظام الاستغلالي. تورطها في حروب كثيرة، واستمرار الانفاق العسكري الهائل، تقع الولايات المتحدة الامريكية في نفس الفخ، الذي نصبه ريغان للاتحاد السوفيتي، عندما اعلن "سنميتهم تسليحا"! قد تنجح الصين بنفس التاريخ، او بعده بسنوات قليلة بتحقيق حلم ماو، وهو نفس حلم لينين، الذي اجهضه ستالين بعد موت الاول، والغائه السياسة الاقتصادية الجديدة(نيب). لينين صرح: "سنستخدم تقنيتهم ثم نتفوق عليهم"! ومثل ستالين فرض ماو ديكتاتورية، وعبادة الفرد، التي ادت في النهاية الى انهيار التجربة السوفيتية، وكل اوربا الشرقية، التي كانت تسمى اشتراكية. خليفة ماو استغل اسمه، وحلمه لحرف الثورة الاشتراكية بعد تجارب ماو الكارثية في الثورة التقافية، وموت 30 مليون صيني بسبب ماسمي وقتها المسيرة العظمى، وما تبعها من مجاعة ادت الى اكل لحوم البشر في بعض مناطق الصين. يطلق عليها المراقبون الكارثة الكبرى، التي استمرت لعشر سنوات. تصفية اهم كوادر، ورفاق الثورة، كما فعل ستالين. خاصة ما يسمى بعصابة الاربعة بقيادة زوجة ماو. من سخريات التاريخ ان ستالين حجز، وعزل كروبسكايا زوجة لينين بعد "وفاة" الاخير. ابقى خلفاء ماو على العلم الاحمر، والنشيد الاممي، واسم الحزب الشيوعي، لكنهم يبنون الرأسمالية باسم الشيوعية، كما بنى شيانغ كاي شيك الرأسمالية في تايوان باسم الوطنية. الذي فات فلاسفة الحزب الشيوعي الصيني(لا اظنهم غير واعين لذلك، لكنه تكتيك مقصود لابقاء سلطة الحزب الواحد) ان القوانين الاقتصادية موضوعية، ولا يمكن ايقافها، وانه لا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية بسياسة السوق الحرة. وكما تنبأ ماركس، ولينين فان التمركز الرأسمالي المالي (الامبريالية) يقود الى ازمات عامة، وليس فقط محلية. راينا كيف اثر الانهيار المالي في اكبر بنوك امريكا، والعالم الى الازمة المالية ثم النقدية، والاقتصادية العامة، التي يعيشها النظام الرأسمالي الدولي. رغم ادعاءهم مرة انها ازمة مالية، ومرة نقدية، ومرة فساد مدراء البنوك، ومرة سياسة الاقراض غير المنضبطة، وغيرها من محاولات التغطية على مرض الرأسمالية المزمن. لكنهم يعترفون بشكل غير مباشر انها اعراض مرض واحد اسمه ازمة الرأسمالية العامة، التي تتجسد باشكال مختلفة. فالرأسمالية تفترض الاستغلال البشع لقوة العمل، وهو ما تقوم به الشركات الصينية، والاجنبية في الصين، وخارجه. تحولت الصين الى قوة امبريالية بمعنى استغلال اقتصادي لشعوب، ودول، وقارات باكملها، دون احتلال، كما يجري في افريقيا ،واجزاء كبيرة من اسيا. احتلت عسكريا العديد من جزر الارخبيل الفليبيني بعد اكتشاف النفط، ولم يوقف استمراها لاحتلال المزيد سوى اعلان البنتاغون ان المنطقة تقع ضمن مايسمى المصالح الاسراتيجية الامريكية. تتصرف الصين، كمضارب جشع بدون احساس، ولا اخلاق عندما تحاول ابتزار دول، او شركات، واقاليم كاملة لشرائها باثمان بخسة مقابل دفع، او ضمان دفع ديونها، كما جرى في عروضها على اليونان، الامر الذي سرع في قروض اوربا الخائفة من المنافسة الصينية. في الوقت الذي تستغل فيه الصين فقراء افريقيا، واسيا، وحتى اوربا تقوم الشركات الراسمالية العالمية باستغلال فقراء الصين بابشع الاشكال، وافظع الطرق برضى وموافقة السلطات الصينية، وتسهيلاتها. ان المظاهرات، والانتفاضات، والاضرابات، والهبات الشعبية اليومية، التي تتسرب اخبارها الى الصحافة العالمية تعكس الهوة المتزايدة بين الشعب، وحكامه، بين قيادة الحزب، واعضائه الثلاثين مليون. يذكرنا بالراسمالية الوحشية، التي بدات في اوربا في القرن الثامن عشر، وفي اوربا الشرقية بعد سقوط التجربة الستالينية. تصادر اراضي الفلاحين بدون تعويض، لان كل الارض ملك للدولة. تدفع لهم ثمن انتقالهم الى اطراف المدن، وحياة البطالة، والتشرد، وتبيع نفس الارض باثمان خيالية الى الشركات الصينية، والاجنبية العملاقة، وسط صفقات يشوبها الفساد. الامر الذي يتحدث به الجميع داخل، وخارج الصين، واعترف به سكرتير الحزب الجديد، الزعيم الجديد للصين في خطابه الاول بعد مسرحية "انتخابه". الليبرالية فكرا، وممارسة تنتشر، وتتوطد في الصين، وليس ادل على ذلك من الدعوات العلنية لبعض الاقتصاديين بضرورة تبني الراسمالية رسميا لانها الطريق الوحيد لتفوق الصين على امريكا. كما ان الانترنيت، لايمكن ايقاف تاثيرها مهما منعت، واغلقت، وحجبت الصفحات والمواقع غير المرغوب بها. فالتقنية الحديثة يمكنها الالتفاف، والتحايل على كل اساليب الحجب، والمنع كما يحصل في الصين وايران الشريك التجاري الكبير للصين. تعتبر الصين الثانية بعد الولايات المتحدةالامريكية في التسبب في تلويث البيئة، ومايسمى بالاحتباس الحراري بسبب كمية الكاربون الذي تطلقه مصانعها. ولا زالت الدولتين ترفضان تحمل مسؤوليتيهما الانسانية، والتاريخية في منع الكارثة البيئية القادمة. ولم تنفع دموع الوزير الياباني في مؤتمر الدوحة في تغيير موقفهما المتصلب. الفوارق الطبقية خيالية في الصين فما بين مليارديرية يتفطرون في هونغ كونغ، ويتغدون في طوكيو الى اناس تبحث في النفايات عن بقايا طعام صالح للاكل. مستشفيات خاصة، وطوابير يقف فيها المرضى اياما لمقابلة طبيب غير اختصاصي. تحديد نسل، وحشي يؤدي الى وأد البنات، اودفع غرامات هائلة. الطبقة الوسطة تنمو، وتتسع، وينمو، ويتسع معها افكار، وممارسات، ونتائج السوق الحرة. معها يكبر الرحم الذي سيولد الثورة الاجتماعية نحو نظام جديد(الردة) يطيح بالحزب، وافكاره الاشتراكية باسم الاصلاح، ومحاربة الفساد، والديمقراطية، والتعددية، وتلبية حاجات الانتاج، والاستهلاك المتسعة، فتطور قوى الانتاج يتطلب علاقات انتاج مناسبة. فهل القليل مما ذكر له علاقة بالشيوعية التي كان يحلم فيلسوفها الاول بمجتمع خال من الطبقات، والفقر، والقمع، والاستغلال؟ للحديث صلة رزاق عبود
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مكتبة الطفل العراقي بادرة تستحق الاشادة والدعم
-
ابوس الگاع جوه جدامچن!
-
غزة رمز الصمود والتحدي. الملام هو المحتل، لا المقاوم!
-
آن اوان الربيع الفلسطيني!
-
نوري المالكي يقطع رؤوس الفقراء العراقيين!
-
لا، لا، لا،لا لحازم القمرچي في الكاظمية!
-
اختطاف ثورة الشعب السوري السلمية!
-
وطن ضاع وايام مضت
-
لماذا وكيف يحتفل المعذبون بالعيد؟!
-
حذاء اليهودي السويدي برور فيلر افضل من رؤوس كل الحكام العرب
...
-
خواطر على ضفاف الطفولة
-
رابطة المرأة العراقية مصنع المعجزات!
-
والي بغداد كامل طلفاح الزيدي يغلق بيت الجواهري!
-
غزوة المالكي على الحريات المدنية!
-
لماذا يصوم الجياع في رمضان؟!
-
في العراق شعب واحد، لاشعوب متعددة!
-
قليلا من المرونة، وسعة الصدر يا قادة الحزب الشيوعي!
-
متى يمتلأ -زنبيل- حميد مجيد موسى؟!
-
الشاعر طالب عبدالعزيز يعلن برائته من البصرة، ويسخر من شطها ا
...
-
قتلتنا الفتاوي ما بين الحائري والقرضاوي!
المزيد.....
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع
...
-
تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
-
استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين
...
-
رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
-
تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج
...
-
التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر
...
-
Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
-
هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح
...
-
مقترح ترامب للتطهير العرقي
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|