|
الكتيبة الصفراء والخضراء وصراع الألوان ...!!!
بسام جودة
الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 21:41
المحور:
القضية الفلسطينية
يقول المثل العربي شر البلية ما يضحك ، وما يجري في غزة على خلفية التحضيرات لاحتفالات حركة فتح بانطلاقاتها 48، بعد سنوات من غيبتها عن الساحة في قطاع غزة ، نتيجة حالة الانقسام الفلسطيني ، الذي أدى الى تربع حركة حماس على عرش السلطنة في غزة ، يشكل حالة التراجيديا التي يعيشها شعبنا ، بفعل هذين المتخاصمين على السلطة والنفوذ وما بينهما، فان الحوارات الماراتونية الجارية لأخذ تصريح مشفع بالقسم بالا يخرج الموضوع عن كونه احتفالا" نمطيا" بانطلاقة الحركة الفتحاوية المتعطشة للظهور أمام الجمهور الفلسطيني في غزة ، لتثبت أنها لا زالت تتمتع بحضور قوي لافت قد يعدل ما سببته السنين من قروح وجروح، انما يدلل على حجم المأساة التي نعيشها كشعب .... صراع وحوار ونعم ولا ....كر وفر .... شهود ووفود .... كل ذلك من أجل احتفال لساعات مهما كانت دلالاته فهو لا يعدو كونه شكلا" لن يغير من الأمور الشيء الكثير، الدلالة في الموضوع من الصراع على موقع ساحة الكتيبة وهل هي خضراء أم صفراء؟؟؟ ... هم أكثر قدرة على الحشد أم نحن ؟؟؟!!! ، مسألة أعتقد بكل مضامينها لا تساوي هذا النزق من التفكير والمواقف وكأن المسألة تتعلق بمسألة الوجود والصعود ... واعتلاء صهوة الجواد المنتصر . ان ساحة الكتيبة بما تمثله من مكان هي أرض دأب الجميع على اعتبارها مكانا" للاحتفال الفصائلي أو التعبير الشعبي عن المواقف حين يتطلب ذلك حشدا"، وهي ساحة الكتيبة كلنا يعرفها بدون مسميات لا خضراء ولا صفراء ولا ليلكي ، انها ساحة الكتيبة التي لا يوجد مساحات واسعة مماثلة لها في أماكن متوسطة وسهلة الوصول من مدن وقرى ومخيمات القطاع للاحتفال بها لهذا السبب أو ذاك ، فهي ليست قدس الأقداس ولا هي الممر العابر لتحرير فلسطين ولا هي الميزان لحجم الفصيل هذا أو ذاك ، فالكثيرين يمتلكون أعلام باللون الأخضر والأصفر ، يرفعونها حسب الحاجة والمصلحة وارضاء" للحكام، ان صندوق الانتخابات هو الفيصل في كل الأحوال لحالة الصراع على السلطة وهو البوصلة ان كان له أن يكون فيصلا" دون تدخل أو مغريات أو تلاعب بالأوراق. شر البلية هذه تدفعنا للتساؤل اذا كان هذا الصراع على موضوع بسيط كهذا يتمثل في مهرجان احتفالي ، فما بال الفروض الأخرى المتعلقة بالمصالحة وانهاء الانقسام ، ان هذا يبدو من العجب العجاب الذي يوحى للناس أن كل أشكال التقارب اللفظي والحركات القرعة بين الجهتين ماهي الا ضحك على الدقون وطحن في الماء وقفزات بهلوانية في الهواء، ماذا علينا أن نتوقع عندما تدخل المسائل الى بحث التفاصيل في الاتفاق الموقع بين الجهتين في القاهرة للتطبيق على أرض الواقع ، هذا اذا قدر لهذا الاتفاق أصلا" أن يتم تطبيقه ، علينا أن ننتظر شهورا" أم سنوات أخرى حتى نرى هذا الانقسام البغيض قد انتهى ، لقد حقق كل من الجانبين ما يعتبره انتصارا" وعلينا أن نؤمن بذلك ، وان كان العدوان الاسرائيلي على غزة قد فشل بفعل المقاومة وصمودها وقدرتها على اوجاع العدو في العمق ، فنحن لا زالت تراودنا الشكوك حول طبيعة الاتفاق السياسي الذي تم على ضوء ذلك الانتصار...؟؟؟!!! وبالمثل ما تحقق في الأمم المتحدة من انجاز كبير بقبول فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة فهو يشكل خطوة باتجاه تثبيت الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ، مع استمرار تحفظنا على الاستمرار في سياسة استجداء المفاوضات أو اعتبارها الخيار الأوحد لتحقيق أهداف شعبنا الوطنية والتصريحات الهوجاء لبعض المسئولين المقربين من عباس ، بأن لا انتفاضة ثالثة وأنهم سيمنعون قيام تلك الانتفاضة وكأنهم قادرين على ذلك ان حدث ، ألم يتعظوا بعد ولم يتعلموا درسا" جديدا" حتى في القدرة على استخدام الامكانيات والطاقات الكامنة في قدرة شعبنا ووسائله لاعادة رسم الطريق الممكن للتوصل للأهداف باعتماد كل الوسائل المشروعة التي يبيحها القانون الدولي لمقاومة الاحتلال. نحن كشعب أمام معضلة حقيقية جدية وكبيرة وهي الاستمرار من قبل الطرفين (فتح وحماس) بالتشبث بالمواقف التي لم تعد مقبولة على شعبنا سواء على صعيد الانقسام أو الموقف من الوسائل المشروعة المتاحة لنا لمجابهة هذا الاحتلال ومستوطنيه الذين يروعون المواطنين في الضفة الغربية ، يهدمون الحجر ويقتلون البشر ، يزرعون الخوف في كل مكان يصلون اليه ويحاصرون المزارعين وأراضيهم ويعتدون على ممتلكاتهم. ان ما تحقق على ساحة العمل الفلسطيني ليس ملكا" لأحد يريد أن يحقق عبره فوزا" بالنقاط من أجل أن يبرهن على أنه الفصيل الأكثر قوة وقدره على تحقيق البطولات، فشعبنا بمجمله أولا" وأخيرا" هو من دفع ويدفع ثمن كل انجاز أو انتصار على طريق التحرير والعودة، ولايمكن لأي جهة أو فصيل أن يأسر شعبنا في اطار تكتيكاته أو استراتيجياته ان لم تكن ضمن خطة وطنية شاملة تحمل في طياتها كل آماله وطموحاته ، معبرة عن الاستعداد لاستخدام كل الوسائل المشروعة لتحقيق تلك الغايات التي ضحى من أجلها على مر مايزيد على ستة عقود من الزمن دون كلل أو ملل. ان الكل الفلسطيني مطالب بالسعي الجاد من أجل تحقيق وحدة الشعب والوطن في ظل استراتيجية جديدة ، مرتكزة الى بنية مؤسساتية موحدة تعمل على تماس مع ارادة الشعب وتطلعاته لا نجاز مهمة التحرر والاستقلال عبر استخدام كل ماهو متاح دبلوماسيا" وسياسيا" ومقاومة مشروعة وموحدة وممثلة لكل فصائل وقوى العمل الوطني والاسلامي. ان الشراكة الحقيقية بين أبناء الوطن الواحد لتحقيق الانتصار الكبير لا يمكن أن تتم بدون توافق وطني على كل الأسس والمبادىء التي تجعلنا قريبين على طريق تحقيق طموحات شعبنا ، أما غير ذلك من تفرد واعلاء لكلمة الفصيل أو التنظيم على حساب الكل الوطني انما هي اعطاء مساحة أكبر للعدو للاستمرار في عدوانيته وتملصه من الاعتراف بحقوق شعبنا واندحاره عن أرضنا. ان الصغائر لا تصنع المقامات ولا الهيبة ولا تعبر عن الارتقاء لمستوى القيادة والقدرة على اختراق حالة التشرذم والانقسام والعودة لجادة العقل والصواب باعتبار أن الوطن فوق الجميع وأن الشعب هو صاحب القرار، فشعبنا في الاسابيع الأخيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة أكد على توقه للتوحد والوحدة والانخراط في بوتقة العمل من أجل وضع حد لهذا الاحتلال المتغطرس بعدوانه المستمر على الأرض والانسان ولا مجال لمواجهته الا بالكفاح عبر كل السبل المشروعة والمتاحة لوقف عدوانه وغطرسته. ان فتح وحماس مطالبتان أكثر من أي وقت مضى بالخضوع لاراداة الشعب الفلسطيني بانهاء حالة التشرذم والانقسام والصراع على السلطة وانجاز متطلبات الوحدة وتحقيق الشراكة في المسئولية ، فنحن جميعا" شركاء في هذا الوطن بكل مكوناته .... ارحمونا واحترموا عقولنا من هذا العبث والخلاف حول الصغائر ....فشعبنا ينتظر منكم الكثير الكثير في قادم المعركة من أجل التحرير ان كنتم حقا" طلاب وطن....؟؟؟!!!
أ.بسام جودة 18/12/2012
#بسام_جودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التربية الحديثة والابداع
-
محطات مختصرة ... بين انتفاضة الحجارة .....ومعركة حجارة السجي
...
-
الشعب الفلسطيني أمام منعطف تاريخي
-
بين كلام السفية الجاهل ومعرفة العالم
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|