أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - لأن الله معهم














المزيد.....


لأن الله معهم


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 15:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هم لا يعبأون بغيره ولا يقيمون لهم وزناً. الله يكفيهم. هذه، على ما يبدو، هي طريقة تفكير المتدينين عموماً، ومنهم بالتأكيد الإخوان المسلمين والسلفيين في مصر، إزاء مخالفيهم ومنافسيهم وخصومهم السياسيين. يقينهم وإيمانهم المطلق بالله يجعلهم يتوحدون معه، لا يرون ولا يسمعون غيره. اترك المخالفين يملئون الميادين حشوداً، لن يرونهم؛ اتركهم يملئون الأثير ضجيجاً، لن يسمعونهم؛ اتركهم يضربون أدمغتهم في الحوائط، عسى أن نستريح منهم. الله معنا وهو وحده يكفينا، هكذا يفكرون.

الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، لا شريك له، الحق المطلق. لأن الله معهم، يكون الحق معهم أيضاً. ولأن الله لا شريك له، لا زوجه ولا ولد، وليس له كفواً أحد لا من بين الملائكة والجان في السماء ولا من بين البشر على الأرض، لم ولن يكون ثمة حق أبداً على الجهة الأخرى، في المعسكر المقابل. لم ولا يجرؤ على أن يقف في وجه الله إلا الشيطان الرجيم، وحزبه. لأن الله معهم، والحق مع الله، كل من يقف ضدهم يقف بالنتيجة مع حزب خصم الله، إبليس، وأباطيل إبليس. الحلال بين والحرام بين. لا حل وسط ولا تسوية ممكنة. أن لا تكون مع حق الله، تكون مع ضلال الشيطان. لا يوجد طريق ثالث. الصراط المستقيم واحد.

لأنكم لستم مع الله، إذاً عندما (يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ). عندما يغلب ويملك ويحكم عليكم المتدينون، لا تنتظروا منهم عدلاً أو إنصافاً أو أن يصونوا أو يوفوا لكم وعداً أو عهداً، لأن أفواههم أُنطقت مكرهة مضطرة، تقية سخطكم وغضبكم، لكن قلوبهم لم ترضى أبداً. كيف ترضى قلوبهم وأنتم مع خصم الله؟ هل، لكي يرضونكم، يغضبون الله؟ هذا هو السؤال: هل ينصرون الله، أو لا ينصرون الله؟

منذ أن ظهر وحكم الإخوان والسلفيون على مخالفيهم ومنافسيهم وخصومهم السياسيين في مصر وهم لا يرقبون في هؤلاء الأخيرين إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً، لا يصدقون ولا يصونون ولا يوفون لهم وعداً ولا عهداً، فقط يرضونهم بهراء وسفسطة وكلام فارغ لا ينضب من أفواه باردة كالثلج عليها ابتسامة خبيثة ولئيمة، بينما قلوبهم غفل على كره وسواد وجهل كافي لكي تحط العتمة على الدنيا كلها. لأن الله معهم، لم ولا يفكرون أبداً في تمحيص أو مراجعة أو نقد الذات والعته الذي يملئ أدمغتهم. الله يكفيهم. الله حق، وهم مع الله، إذاً هم مع الحق.

الله نفسه يمكر، وهو خير الماكرين، على أعدائه، يحايلهم ويغالبهم ويرهبهم ويقاتلهم حتى، ويقتلهم بالفعل كلما اضطر للقتل وقدر عليه. هل هدأت يوماً اللعنة والحرب الأزلية المعلنة بين الله من جهة وإبليس من الأخرى. في هذه الحرب، إذا لم تقف مع الله، أين ستقف؟ وإذا وقفت مع الله، هل تقف متفرجاً؟ هذه هي تعاليم الله الواضحة لكافة من يختارونه: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ). قبل القتل، لا مانع من استنفاد كافة الوسائل السلمية الأخرى من استمالة وإقناع وضغط ومحاصرة وإكراه وإرهاب. لكن في كل الأحوال إذا لم يتخلوا عن ضلالهم ويلتحقوا بمعسكر الحق طواعية، يصبح لا سبيل إلا اللجوء إلى استخدام العنف، حتى لو أدى هذا الخيار المر الأخير إلى التخلص بالقتل من كافة الخصوم من معسكر الشيطان الرجيم المعاند، حتى يستريح الموحدون المتوحدون بالله من معاندتهم ومكابرتهم وشركهم.

إقحام الله إلى حلبة الخلاف والتنافس والصراع السياسي يقود حتماً إلى أبلسة وشيطنة كل من يحاول دخول الحلبة ضده. وفي الحرب ضد الأبالسة والشياطين، كل الوسائل، سلمية وعنيفة، تكون مشروعة. هكذا فقط يمكن تفسير ما لا حصر ولا تفسير منطقي له من أكاذيب وأضاليل وحيل ومكائد الإخوان والسلفيين ووسائلهم الترويعية والإرهابية والعنيفة ضد خصومهم السياسيين في مصر.

لأن الله معهم، ويلنا منهم.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب والنخبة والحاكم بين الديكتاتورية والديمقراطية
- الإخوان لا يهزمون أبداً بالوسائل الديمقراطية
- الدستور أو الشريعة
- حتى لو خلعت ملابسها في ميدان عام
- اصرفوا رئيس اليمين الباطل
- رئيس في الهواء
- عندما يعتلي الإله سدة الحكم
- كذلك الكلاب تتزوج أفضل من البشر
- في وحدانية وسماوية الجسد والمرأة
- سيدنا الشيخ بديع مع سيدنا الولي مرسي
- في فلسفة الدستور (عبثية المادة الثانية)
- الدين والديمقراطية والديكتاتورية الإسلامية
- في فلسفة الدستور
- العلماء الكهنوت
- وكذب القرآنيون-3
- وكذب القرآنيون-2
- وكذب القرآنيون
- الحكمة الإلهية داء العقل العربي
- بالدستور، المصريون المسيحيون يدفعون الجزية للمصريين المسلمين ...
- مشروع دستور لسفك الدماء


المزيد.....




- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - لأن الله معهم