مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1140 - 2005 / 3 / 17 - 12:24
المحور:
الادب والفن
هل انتَ من رأى
حلبجة القديمة ؟
و شهرزور **
أقاسم يجمعنا هناك ؟
في الدور في العلالي
والشارع المحصور بالاطفال
في الجهة اليسرى
ينتفخ الدخان فوق قامة المدينة
وكلّ طفل مثل شمة الربيع شفّه النضوب
تضاءلتْ عيناه
كزهرةٍ صفراء قرب الأضرحةْ
ثلجية الاشكال فوق تلة الرصاص .
ماذا جرى ؟
كيف حصلْ ؟
هل أنتَ تملك الضمير ؟
ليس ضميراً يحتفلْ فوق الرؤوس
او مسرحاً مُمَسْرحاً بالأسلحةْ
فالملتحون بالفراء يرسمون ذاتهم
في صبغة الضمير
ان اله شاء.
من يرث الارض إذن..
هل أهلها ؟
أم الغريب !
أم الذين ينفخون العدل كذابين
..........................
........................
........................
هل أنت من رأى
مأساتهم ؟
حين سرى الهدير خلف الغيم راح ينثر السجيل
فالاخضر الناصع صار أسوداً
والاحمر القاني، صار كالرماد
وكيف كلّ لون صار لوناً آخراً
فقل لنا حقاَ
ماذا جرى ؟
كيف حصل
هل انت راضي،
عن تدفق البخار ؟
في الدور في العلالي
يدخل في قوافل الباقين
ترشهمْ اذرعها،
بالمعدن الاصفر والزرنيخ
تبدو الوجوه في شرودها كأنها المومياء في الهشيم
ونبضهمْ ترشفه الأرض بلا شعور
ونبرة النساء مثخنات بالقروح
كم امرأةْ.. أجهضها الدخان
كم من وليدٍ قد صرخْ.. ولا معين
أما الرجال..
ألم ترى ؟
ذاك الذي قد احتضنْ
طفلته الصغيرة
في الشارع الضيق بالاطفال
في حلبجة القديمة
حلبجة التي ذراها في القطارات يدور
أغنية الأنين
** شهرزور من السهول الغنية في العالم
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟