أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كركوك.. الوطن والمدينة














المزيد.....

كركوك.. الوطن والمدينة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 16:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك مشكلة كبيرة في كركوك.. نعم لا أحد ينكر ذلك, لكن حل هذه المشكلة يشترط فيمن يتصدى لها أن تكون لديه سوابق في حل المشاكل لا سوابق في خلقها, وأن تكون لديه مفكات لحلحلة الأزمات لا تركيبها وشدها, أي أن يكون جزء من الحل وليس جزء من المشكلة..
لا أنكر أن الجانب الكردي يتطلع لضم كركوك إلى فدرالية كردستان, ولا أعتقد أن لدي الكثيرين على الجانب الآخر مشكلة كبيرة في ذلك لو كان هناك إستقرار فعلي على مسألة الفدرالية وليس أكثر, ولكن حينما يجري إعتبار كركوك جزء من دولة كردية يجري العمل على تأسيسها فإن التفكير بكركوك يأخذ إتجاها آخر. هنا يدخل الحق والحقوق, والخلاف والإختلاف, وتصير كركوك مشكلة بين دولتين تتصارعان على عائديتها ولا تعود مشكلة في دولة..
المشكلة على مستواها الرئيسي هي مشكلة نوايا. الخلاف بين كربلاء والأنبار هو خلاف على حدود محافطتين ضمن الدولة الواحدة ولذلك هو غير قابل لأن يتعقد إلا إذا تعقد الوضع العراقي برمته وصولا إلى حالة الفرقة.
كركوك فيها مشكلة, وهي مشكلة كبيرة.. لا شك في ذلك, لكن كِبَر مشكلتها يكمن حقا في أن الذين يتصدون لحل المشكلة يزيدونها كِبَرا لأنهم يحاولون أن يسقطوا عليها مشاكلهم البينية ويجعلوا من كركوك ميدانا للإقتتال على مشاكلهم وليس على مشكلة كركوك ذاته.
هناك بضعة حلول أراها تستحق النقاش.. أما أن الدستور هو أصل الفتنة وينبغي إستبداله بآخر جديد, بسيط وغير معقد, وغير مثير للفتنة, أو إستبدال الذين يسئون فهمه من الطرفين وإعطائهم إجازة طويلة الأمد.
إن دستورا مثيرا للقتال : بسبب سوء فهمه, يعني أن الدستور هو غير سليم من أصله, وإن على كتابه الأصليين, كما قلت, أن يتنحوا أو يُنحوا من أجل وضع دستور آخر تكتبه أياد نظيفة وقلوب عراقية صافية. غير ذلك سوف تكون هناك حرب, إن لم يكن بسبب الدستور فبسبب سوء فهمه.
إن المداخل والإقترابات الصحيحة من المشاكل الكبيرة هي التي تضمن سلامة الحل...
هم يريدون أن ندوخ في التفاصيل.. هذا يصيح أنا أكثر إلتزاما بالدستور والمقابل يصيح أنا الأكثر إلتزاما, فإذا الأمر ينتهي بنصب سرادق الحرب بين طرفين كلاهما يؤمن بالدستور! لكنهما يتقاتلان على أساس من هو الأفضل فَهْما له ومن هو الأسوأ فهما !.
هما يتقاتلان تماما كعاشقين سيئين على إمرأة جميلة, كلاهما يدعي حبها أكثر من الثاني ويؤكد قدرته على إسعادها أكثر من الثاني, لكن كلاهما على إستعداد لرشها بماء النار إن لم تختره.. وهنا بعض المشكلة حينما يجتمع العشق وماء النار.
أليس من الحق لنا أن نتساءل بالتالي عن هذا الدستور المعقد جدا جدا والذي لم يستطع واضعوه أنفسهم أن يفهموه, وعادوا للإقتتال عليه, ليس لكونه سيئا, وإنما بسسب سوء فهمه...
العجيب أن غيرنا يضع الدساتير من أجل حل مشاكله أما هم فقد وضعوا لنا دستورا مثيرا للفتن والمشاكل.
مشكلة كركوك ستكون أقل تعقيدا لو أن المشكلة الأم, أي المشكلة العراقية وجدت طريقها إلى الحل. لو إننا إستطعنا أن نقترب من المشكلة العراقية بشكل سليم لرأينا أن كثيرا من عقد المشكلة الكركوكية ستنفرج من تلقاء ذاتها, والباقي سوف لن يكون عصيا على الحل إذا وضعت القضية بايدي عراقيين سليمي النوايا.
لا أريد أن أبسط الأمور بأكثر مما تتحمل, لأن التبسيط هو كالتعقيد, كلاهما يزيدان الأمر سوء, لكني مع ذلك أؤمن أن كثيرا من العقد الكركوكية هي ناتج للعقد العراقية ذاتها, ومن هذه العقد ما هو قائم بين السياسيين على الطرفين, والمطلوب هو إقتراب سليم من المشكلة لكي لا تكون كركوك ميدانا للتوظيف والإستخدامات السياسية التي تزيد الأمور سوء, هذا إذا ما كان الهدف هو حل مشكلة كركوك لذاتها أولا, ولذات العراق ثانيا.
ولا أعتقد أن المشكلة هي فقط في الجانب الذي يقف عليه المالكي, رغم أن لنا ملاحظاتنا على نظامه السياسي وطريقة عمله كمصنع للأزمات, لكن على الطرف الآخر هناك الأحزاب الكردية التي عليها أيضا أن لا تزيد مشكلة الكركوكيين سوء, والمطلوب هنا من هذه الأحزاب أن تترك حكاية الدستور وما يقول, فذلك أصبح أقل إقناعا, وأن تقدم على إعلان نوايا من عراقية كردستان أو من لا عراقيتها, فهنا بالضبط يكمن الكثير من أسباب الأزمة, فنحن نحتاج في كركوك إلى إحصاء نوايا قبل إحصاء النفوس.
قبل ذلك فإن هذه الأحزاب تساهم من جانبها أيضا بعملية خلط الأوراق حينما تجعلنا نعتقد أن المشكلة الكركوكية هي مشكلة دستورية ليس إلا, فحينما يصل الإختلاف على الدستور إلى حدود الإقتتال فلا بد أن يكون الخطأ في البشر الذين كتبوا الدستور وفي نظامهم السياسي قبل أن يكون في الدستور نفسه..
أما المالكي فسوف يكون له نصيبا وافرا في تعقيد المشكلة الكركوكية حينما يجعلها ميدانا أساسيا للصراع الذاتي مع الخصوم وصندوقا لكسب الإنتخابات القادمة أو ممرا لتهريب أزماته الأخيرة الكبيرة في بغداد, كما أن إنفراده كقوة مقررة وحيدة قد يعطيه إنتصارا تكتيكيا شخصيا سيأكل دون أدنى شك من الحل الإستراتيجي للمشكلة العراقية الكركوكية. وفي النظام الديمقراطي فإن إشراك المعارضين السياسين في عملية إتخاذ القرارات الصعبة هو أحد الشروط الأساسية التي تمتحن الديمقراطية من خلالها, فميادين وساحات مثل كركوك يجب أن لا تكون مصنعا لإعادة إنتاج "الأبطال التاريخين", إذ أن هذا هو آخر ما نحتاجه الأن.
مشكلة كركوك لا يمكن أن يجري حلها في كركوك, لأنها في حقيقتها ليست مشكلة كركوك وإنما هي مشكلة العراق في كركوك.
ليس هناك مشكلة كركوكية في العراق وإنما هناك مشكلة عراقية في كركوك.
وما لم يجري حل المشكة العراقية في البداية, على الأقل بمستوياتها المبدئية, وطنيا وسياسيا, فسوف لن نصل إلى حل حقيقي.
ولذلك كنت إخترت لمقالتي السابقة عنوان.. كركوك, وطن في مدينة وليست مدينة في وطن.
ولهذا السبب إخترت لهذه المقالة عنوان.. كركوك الوطن والمدينة, فأعطيت السبق للوطن على المدينة, ليس من باب أفضلية الحب وإنما من باب أفضلية الحل.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن
- الإستجواب.. خصلة حميدة أم مؤامرة خبيثة.
- الديمقراطية في العراق.. الفأر الذي ظن نفسه ديناصورا
- مَرسي يا ريس مُرسي
- سوريا ... الدبابة ليست قارب إنقاذ
- التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما
- الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة
- الفساد في العراق.. موروث أم مكتسب
- الأغلبية السياسية.. بين أزمة المفهوم وعبثية النوايا
- لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل
- من هو الطائفي تحديدا
- مجلس القضاء يفعلها مرة أخرى
- الطائفية.. شتيمة العصر الأولى
- ثقافتنا .. بين التلقي والاستجابة
- العلمانية والإلحاد
- العراق وإزدواجية جنسية الحكام.. وطن أم فندق
- الفلم المسيء .. بين الفعل الرخيص ورد الفعل الأرخص, وما بينهم ...
- أمريكا.. حرية تعبير أم حرية تفجير
- الحب على الطريقة الغوغائية
- القدس.. عاصمة إسرائيل


المزيد.....




- ??مباشر: مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة واستمرار المخ ...
- استقالة رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية على خلفية تعاملها مع ...
- شهيدان وعدة جرحى في قصف إسرائيلي على مخيم بلاطة شرقي نابلس
- -تحول استراتيجي- في علاقة روسيا والصين.. ماذا وراء التدريبات ...
- أكسيوس: ترامب تحدث مع نتانياهو عن الرهائن ووقف إطلاق النار
- قراصنة إيرانيون يستهدفون حملتي هاريس وترامب
- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كركوك.. الوطن والمدينة