سامي بن بلعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 08:46
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ما من شك إننا أمام كتابات نقدية مكثفة تأتي من عقول مقيدة نحاول فيها فك قيود الآخر المختلف , ننظر وننتقد ونوجه ولكن للأسف لا نمتلك القدرة على توجيه أنفسنا وليس لدينا أي نظرية أو إستراتيجية محددة نهتدي بها ونكون جزء فاعل من هذا العالم الكبير والمتحرك بوتيرة كبيرة , كتابات تهدف الى تقطيع وتشتيت وتفكيك كل شيئ , لمصلحة من ؟ سؤال يبقى بدون إجابه .. لكننا متأكدين بأننا جزء من ثقافة الوهم على طول وعرض الساحة العربية ولها لاعبين بالايجار وغيرهم بالمبادرة العاطفية وغيرهم بغباء , وذلك الوهم ترك القيود العويصة التي أستحكمت بالشخصية العامة للشعوب وأنا أصدق من قال كلام مثل هذا
من السهل أن تفكّ قيداً في يد أو رجل إنسان، ولكن..
ماذا لو كان هذا القيد مزروعاً في أعماق نفسه ووجدانه؟
مسيطراً على عقله وتفكيره؟ مُقيِّداً لحركاته وأفعاله؟
هو لا يعرف أين يوجد هذا القيد ولا كيف وُجد،
لأنه كبر فوجد نفسه على هذه الصورة!
قد ينشأ الإنسان في بيئة مميتة، وعوامل الإحباط تحوطه
من كل الجهات، وفي جو أقل ما يقال عنه أنه خال من
الصحة النفسية: استهزاء وانتقاد واستخفاف،
وإهمال للمشاعر، وتثبيط للعزائم، وعراقيل يختلقونها اختلاقاً.. إلخ.
فيشب الإنسان وقد غُرست هذه القيود داخله وتمكنت
فطاقاته محبوسة لا يعرف كيف يُخرجها،
فهو لم يعتد الحركة والعمل! لذا يتهمه الآخرون بالسلبية
لأنهم لا يعرفون مكنون نفسه وما حلّ فيها من قيود معيقة محبطة.
وقد تختلف درجة تأثير مثل هذه البيئة وعوامل الإحباط هذه
من شخص لآخر؛ بحسب استعداده لتقبلها والتأثر بها،
فالنفس البشرية شيء معقد
إلى متى سيبقى هذا الاستسلام وهذا العجز ؟؟!
سيحتاج إلى وقت للعلاج حتى تنحل القيود من نفسه
ويخرج عن سيطرتها، ولكنه أثناء فترة العلاج سيبقى
يتهمه الناس بالسلبية، ولو أدركوا وضعه لعلموا أنه بحاجة ماسة
إلى تعزيز وتحفيز نفسي كبير، من الداخل ومن الخارج،
حتى يتخلص من قيوده التي وإن أزيلت من الخارج إلا أن آثارها
ما زالت مستحكمة في الداخل وتحتاج إلى وقت لعلاجها.
وهذا يتطلب أن يدرك الشخص نفسه مشكلته وعلّته
فيبدأ بعلاجها
فمن منّا هنا يمتلك الشجاعة ويبدأ بتشخيص المرض من أجل وضع المعالجات ؟
قليلون هم من يمتلكون تلك الارادة ولا يعود السبب الى خوف ولكنه يعود الى تلك القيود التي تزرع الموانع أمام العيون فتحرمها من رؤية الحقيقية الانسانية وتجعل الانسان مغرم بما يقول ويكتب وينتظر الثناء الذي يشبع غرور النفس وهذا ما يؤكد ما وصلنا اليه من ضحالة وعي فيما يخص القضايا الانسانية العامة , ومع إحترامي لمن يبذل الجهود في البحوث العميقة ولكنه في الاخير يزرعها في غير أرضها وساحتها الحقيقية
متى سيستطع المثقف العربي أن يقرأ ذاته ويراجع أدائها لما يخدم الصالح العام وليس الافراد فقط
#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟