أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - الصعاليك














المزيد.....

الصعاليك


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3943 - 2012 / 12 / 16 - 19:35
المحور: الادب والفن
    




الصعاليك
أ.د.قاسم حسين صالح
رئيس الجمعية النفسية العراقية
• ما مفهومك للشعراء الصعاليك؟ومن اشهرهم في العراق الحديث؟..سؤال وجهناه لشعراء ونقاد كبار لمعرفة ما اذا كانوا يحملون تصورا موحّدا عن هؤلاء،ولغرض آخر سنأتي عليه.
أجاب الشاعر الفريد سمعان بأن الشعراء الصعاليك "كانوا يعملون بحرية وانطلاق اكثر من سواهم،وعدم التقيد بالتقاليد الاجتماعية،وجاءت تسميتهم بالصعاليك من خلال احتقار الأثرياء لهم لتشويه سمعتهم"،فيما رأى الناقد ياسين النصير أنهم "هم الذين قلبوا مفهوم المرأة من كونها تابعة الى وجود وكيان وفكر"،فيما وصفهم الناقد دكتور محمد صابر بأنهم"اولئك الذين يتماهون مع ذواتهم على نحو مطلق ويستجيبون لأهوائهم الشعرية بلا حدود..يهملون كل شيء الا رغبتهم في التهام الحياة".ونظر الناقد ناجح المعموري الى الصعلوك بأنه"مثقف محتج على الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي".ولقد عدّ الشاعر شاكر محمود سيفو الصعلكة"هروبا كبيرا واغترابا داخليا ولربما انهزاميا"،فيما عدّها الناقد طلال حسن "خروجا عن التيار المتعارف عليه،وليس كل صعلوك مبدع،بل ان بعض ادعياء الأدب يهربون الى الصعلكة".
اما الشعراء الصعاليك في العراق الحديث فمنهم من قال بأنه"لا يوجد أحد بعد الحصيري وجان دمو وكزار حنتوش وعقيل علي،فهؤلاء كانوا وحدهم مشهدا شعريا"،ومنهم من اضاف لهم حسين مردان،واختلف معهم الفريد سمعان اذ وصف مردان بأنه ما كان صعلوكا بل فقيرا أبيّ النفس يحب الحياة،والحصيري بائس قتل نفسه بيده،وان الصعلكة الآن تقوم على قيم مهزوزة.
كانت هذه اراء نخبة أدبية ومنها يبتان انهم لا يحملون فهما مشتركا عن الصعلكة والشعراء الصعاليك..ولنا في ذلك الرأي الآتي:
نحن نميل الى فرز الشعراء الصعاليك بصنفين:صعاليك "البداوة" وصعاليك "الحضارة"،والمشترك السيكولوجي الذي يجمعهم هو الشعور بالمظلومية والاضطهاد ،والاختلاف بينهم في اسلوب التعبير عن هذا الشعور.فشعراء صعاليك البداوة شكّلوا جماعات تستهدف الأثرياء واعتمدوا الغزو لأنه كان اسلوب العيش السائد في زمانهم،وما كانوا بمجموعهم شعراء،فالشاعر عروة ابن الورد الملقب بعروة الصعاليك كان يجمع الفقراء ويغزو بهم،وترأسهم لا لكونه شاعرا بل لأنه فارس وكريم،مارس الغزو لا على الآسلوب الشائع بزمنه،الجاهلية، حيث قبيلة تغزو قبيلة بل استهدف الاغنياء فقط. ومع ان الشعور بالظلم واللاعدالة الاجتماعية كانا الدافعين الرئيسين لتمردهم،لكن ان يوصف هذا التمرد بأنه ثورة ضد الفقر وسخرية من واقع لا يحترم كرامة الانسان،يمكن ان يكون اسقاطا من قبلنا على حركتهم،اي اننا ننسب اليهم انفعالات ما كانوا هم يشعرون بها..وهذا هو الاختلاف بين شعراء صعاليك البداوة وشعراء صعاليك الحضارة.فما يميز الصنف الثاني"صعاليك الحضارة" انهم يشعرون بحيف الاستحقاق ،وان شعورهم كان ذاتيا وانهم يختلفون عن صعاليك البداوة في وسيلة التعبير.فصعلوك البداوة كان يغزو ويحتمي بالصحراء"متشردا" فيما صعلوك الحضارة لا يمتلك فرصة الافلات من السلطة،فكان يسّرب او ينفّس عن تمرده او احتجاجه بالسخرية من الواقع في شعر يصاغ بمفارقات نقدية "كريكتورية" كالتي تمتع بها الشاعر حسين مردان،او الهروب من الواقع والارتداد الى الذات والانتحار التدريجي بالادمان على الكحول كما حصل لعبد الامير الحصيري،او مغادرة الوطن والموت كمدا في بلاد الغربة كما حصل لجان دمو.
ان مثقفينا يغفلون،للأسف،دورعلم النفس بهذا الشأن،برغم أن الشعر انفعالات وأحاسيس وخيالات..هي من اختصاصه،وأنه ما من أحد أبرع من السيكولوجيين في تحليل الشخصية وفهم الابداع،وتلك دعوة نوجهها لأتحاد الأدباء بفتح قناة على علم يفهمهم بأنفسهم وينضج تجربتهم،سيما وأن شعراء الصعاليك لن ينتهوا ما دام هنالك فقر لكثرة مقابل قلّة تنعم بالرفاهية،وما دامت هنالك سلطة سياسية لا تمنح الموهبة الشعرية استحقاقها،حتى لو كانت ديمقراطية..وفي موطن الشعر والشعراء!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الأقليم الى العرب المقيمين فيه
- يستر الله..المسألة معكوسة!
- ثقافة نفسية(74):نصائح للمعلمين والمعلمات..مع التحية
- نظرية عراقية
- ثقافة نفسية(73):رثاء الذات
- عفيفة اسكندر..الصورة الأخرى
- الانتحار..يأسا
- العرب ..ماضيون
- الجنسيون المثليون في العراق
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة(4-4)
- اشكاليات في السلطة والدين.ثانيا:السلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (2-4)
- ثقافة نفسية(2):الرومانسية والعشق..حالات مرضية
- سيكولوجيا الحب (1):رسالة من امرأة مثقفة وجدت نصف الحب!
- المجتمع العدواني..والذهان
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (1-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (4-4)
- في سيكولوجيا الأزمة
- اشكاليات في الدين والسلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (2-4)


المزيد.....




- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - الصعاليك