بشرى العزاوي
الحوار المتمدن-العدد: 3943 - 2012 / 12 / 16 - 18:14
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كانت ولا زالت المرأة مضطهدة رغم تشريع القوانين والحريات التي نادى بها الساسة العراقيون اليوم, ونرى انتهاكات لحقوقهن واعتداءات تطال حتى السجينات اللواتي هن بريئات حتى تثبت إدانتهن, إلا أن أعراضهن قد انتهكت وتعرضن للتعذيب بشتى أنواعه وهذا ما أثبتته تقارير لجنة المرأة البرلمانية ولجنة حقوق الانسان البرلمانية وبعض منظمات المجتمع المدني, فضلاً عن ما سمعناه من بعض النسوة اللواتي تحدثن عن مأساتهن عبر بعض شاشات القنوات الفضائية. إن ما يحدث اليوم من ظلم هو إهانة لكرامة المرأة العراقية التي لها تأريخ عريق سجله الماضي على صفحات من ذهب, وإن تلك الانتهاكات هي منافية للأعراف العشائرية... فأين العدل وأين الإنصاف يا حكومة؟؟ فبدلاً من تحسين وضعهن المعيشي والارتقاء بمكانتهن وإعطائهن حقوقهن في المجتمع ومنحهن الحرية لتحقيق ذاتهن, نرى التعذيب يطول أجسادهن وجرائم ترتكب بحقهن أفحشها جريمة الاغتصاب التي حصلت بحق سجينات عراقيات في بلد ينادي بالدين والديمقراطية, وبدلاً من معاقبة مرتكبي تلك الجرائم وتقديمهم للقضاء لينالوا جزائهم طالب بعض الأعضاء في الحكومة بحل لجنة المرأة والطفل في البرلمان تفادياً لكشف أمور تفضح الفساد الذي طال السجون, فلن يطول حجب الحقيقة فالأيام كفيلة بكشفها ولا يمكن للظلم أن يختبئ طويلاً فإن الجرائم أياً كانت يصعب إخفائها وخاصة جرائم الاغتصاب رغم أن الكثير من السجينات لم يبُحن عن ما تعرضن له خلال مكوثهن بالسجون خشية من الفضيحة إلا أن الواقع الأليم الذي يعشن فيه داخل السجون قد بان بفضل الشرفاء الوطنيين وهذا ويجب على كل عراقي يريد أن يحافظ على شرف بلاده أن لا يصمت عن الظلم وأن يكشف أوراقه للملأ لكي نحد من هذه الظواهر وأن نساعد المظلومين. إن ما تعانيه السجينة العراقية اليوم منتهى الظلم من تعذيب واغتصاب وسجون ضيقة لا تتسع لهن و لأطفالهن حيث بلغ عدد السجينات في وزارة الداخلية 101 امرأة وفي وزارة العدل بلغ 960 امرأة وفي وزارة العمل 69 امرأة معتقلة أو محكومة, وإن بعضهن لم يتم حسم الدعاوى القضائية الخاصة بالعديد من المسجونات رغم مرور وقت طويل على اعتقالهن. لذا على الحكومة الحد من كل الظواهر السلبية وأن تسعى إلى تحسين أوضاع السجينات وأن تبنى لهن سجون مهيأة ومناسبة لهن وعلى وزارة العدل أن تضع كادراً نسوياً مسؤولاً عن السجينات من أجل الحفاظ على كرامة المرأة العراقية وأن يحاسب كل من ارتكب جريمة بحقها ليكون عبرة لمن يعتبر.
#بشرى_العزاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟