|
الله و الحب
أحمد عفيفى
الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 21:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الله ضد الحب، الله لا يعرف الحب، الله لا يسمح بالحب، وربما كانت له مشكلة شخصية مع حواء التي رفضته بشكل أو بآخر، فسخط عليها وعلى آدم وعلى الحب، وكان عقابهما أن أزلهما في الأرض، أو أراد إذلالهما بإلقائهما إلي الأرض، عقاباً لحواء التي رفضته هو شخصياً، وفضلت عليه من تحب، إنسان مثلها، آدم!
الله ضد الحب – إذا كان هناك كائن يُدعى الله – على افتراض الأعم الأغبى من البشر، الله كائن في سُدّة الغباء والقسوة، وضد الحب بالكُلّية، الله لا يعرف ولا يعترف بالمشاعر الإنسانية، التي يُصرّ الأعم الأغبى من البشر أنه خلقها، فهو لا يعترف بحقك في الحب، ولا يعترف بحق قلبك في النبض وتذوق تلك العاطفة، وكل ما يعرفه ويصرح به في كتبه المزعومة هو النكاح، وهو لفظ قبيح شكلا وموضوعا!
النكاح عند الله هو الزواج من أجل الحفاظ علي النوع، من أجل مزيد من البشر الأعم الأغبى، الذي لا يكل ولا يشكو ولا حتى يشعر بشيء من العبادة ليل نهار والسجود بلا مبرر سوى إرضاء شهوة غريبة وغبية عند الله، النكاح هو أن تأتي امرأة بعقد وتكتب عليها وتدخلا الحياة سويا بغض النظر عن العاطفة والميول والاهتمامات والاتجاهات والتوافق النفسي والجنسي، ويكفي فقط للنكاح أن تكون المرأة جميلة وولود، حتى يتسنى للرجل إتيانها أني شاء لكي تحمل منه ذرية يسبحون بحمد الله، ولا شيء آخر!
الله لم يجرب نمو المشاعر وأصالة الغريزة، الله لم يجرب أن ينظر في عين حبيبته، أو أن يستمتع بابتسامتها، أو أن يترجل معها جنبا إلي جنب في الهواء الطلق، ليشاركها نشوتها وفرحها وترحها وطموحها، ليعرف من هي وتعرف من هو، الله يجبرك علي الزواج مباشرة، كمن يشتري بطيخة، ولك أن تكتشف بعد ذلك حظك الأسود من الأبيض من الأحمر!
الله لم يفكر أن يجرب اللمسة الأولى، والقبلة الأولى، والخجل الأول، والشهقة الأولى، الله لم يفكر أن يجرب دفء يدين حبيبته ولا دفء مشاعرها، الله لم يفكر أن يجرب حضن حبيبته ونبض قلبها وهو يرتطم ويندمج بنبض قلبه، الله لم يفكر أن يضع رأسه على كتف حبيبته أو يدع رأسها ترتاح على كتفه، الله كل ما يهمه أن تتزوجه امرأة، أي امرأة!
الله لم يجرب أن يحتضن حبيبته وأن يضع وجنته على صدرها، الله لم يجرب أن يحتضن خاصرة حبيبته وأن يضع رأسه على قدمها، الله لم يجرب أن يحتضن حبيبته من خلاف ويضم ظهرها إلي صدره بكل حب وشغف الدنيا، حتى تتسلل دقات قلبه إلي دقات قلبها، فترسل إليه الحب والصدق والطمأنينة!
الله لم يفكر أن يجرب عينيه ولا كفيه ولا شفتيه، الله لا يجرب فقط سوى قضيبه وبعد الزواج، حين تصبح الضحية في القفص، فلا تشكي ولا تبكي، وعليها فقط أن تتحمل جلافته وسرعته وغلظته بصدر رحب وعن طيب خاطر، وإلا صارت ناشز أو طالق، أو حقت عليها اللعنات والصفعات والهجر!
الله لم يفكر أن يجرب الجنس، فيبدو أنه رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه، حيث الحلال فقط في أن تهم بامرأتك كي تتخلص من حيواناتك المنوية سريعاً، دون اعتبار لعاطفتها ورغباتها وطلباتها، فهي محض جسد هامد متلقي، لا ينبغي عليه الرغبة أو الشكوى، وكل ما عليها أن تتقبل ما يأتي لها كماسورة صرف سوف تلقي ما في جوفها بعد تسعة أشهر!
الله كائن سلفي، يجعل من المرأة شيطان وكلب وعورة، ووجهها كفرجها، بل مجرد فرج فقط، لولوج كائنات سلفية أخرى، لا تفهم – ولا ترغب أن تفهم شيئا – عن طبيعة المرأة وتكوينها وتركيبها، وضرورة ملاعبتها وملاطفتها وإرضاءها ومشاركتها والإنصات أيضا لطلباتها ورغباتها، وما تحب وما لا تحب!
الله شرقي بدرجة جيد جدا، لم يسمع شيئا عن بلاد الشمال، حيث الرجال هناك يحبون نساءهم كما ينبغي إن يكون، حيث النساء هناك من حقهن علاقة كاملة مرضية، حيث النساء هناك من حقهن أن يحببن ويشعرن ويشاركن ويعبرن عن أنوثتهن وعن رغبتهن مع الرجال اللائي ارتضينهن، حيث النساء هناك بإمكانهن إن يلصقن جباهن بجباه الرجال اللائي اخترنهن ويغمضن أعينهن ويخبروهن بكل صدق وشفافية وشغف " أحبك ".
الله يكره ويستنكر الجنس ويعتبره رجس ونجس وخطيئة الخطايا، رغم أن الجنس طبيعة وغريزة وعاطفة شفافة وقوية وصادقة وأصيلة ولا دنس فيها ولا رجس ولا خطيئة، وكل خطيئتها أنه هو من شوهها وكبتها وقمعها وحقرها وجعلها فاحشة وخطيئة، فالجنس تواصل لا تناسل، الجنس تكامل لا تناكح، الجنس محفز عقلي وعضوي ونفسي هام وحيوي وضروري، الجنس علاقة معقدة وحميمية وذكية، ولا علاقة لها بالحيوانات أو البهيمية، الحيوانات فقط هي من تتناكح وتتناسل!
الله بحاجة لأن يجرب الحب، وربما عليه أن يبدأ بالمستوى الآدمي من الحب، فيحب نفسه أولا ثم يحب خلقه بعد ذلك، فربما تنتقل عدوى ذلك الحب إلي أتباعه وسلفييه، فيدركون ويشعرون بقيمة الحب وضرورته، بدلا من الكراهية التي تملأ قلوبهم وعقولهم، وتجعلهم اقرب لأهل الكهف، أو ربما عليه أن يضع لهم موسم للحب كموسم التزاوج عند الحيوانات، فحتى الحيوانات لا تمارس الحب أو الجنس إلا في مواسم وليس بشكل مطلق بهيمي كما يحلو للسلفيين اطلاقه عليهم وربما كانوا هم أنفسهم أول من يلتزم بذلك الشكل البهيمي في علاقاتهم أسوة بالله الذي لا يعرف الحب.
#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحسن تقويم
-
شرّ الله
-
اللوح البلورى
-
متلازمة الدين والسلطة
-
أم الملحدين
-
ماهية الدين
-
أسباب النزول
-
التجليات لابن عفيفي
-
غير الموجود
-
العدل الإلهى
-
هكذا تكلم عفيفي
-
أسئلة بريئة
-
لصوص ولكن أحبار
-
الناسخ و الممسوخ
-
نواضر الأيك
-
الإسلام المازوخى
-
الغباء السياسى السلفى
-
اللاهوت الإسلامى
-
الجهل فى اُمّتى إلى يوم الدين
-
متلازمة مسلمهولم
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|