|
شبّيحة علويّة، شبّيحة كرديّة
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 12:00
المحور:
كتابات ساخرة
المَكتوب من عنوانه: أعتقدُ أن البعضَ، على ذمّتي الواسعة قليلاً، سيهرع إلى تقليب هذا المقال بعينيه بحثاً عن امرأتين من الشبّيحة؛ إحداهما " علويّة " والأخرى " كرديّة ". وإذ يُداور عنوان المقال حول اللغة، بمفاضلة المَحكيّة العامّية للجَمع " شبّيحة علويون "، " شبّيحة أكراد "، فإن خيبة أولئك البعض ستكون مفهومة بالنسبة لي، على الأقل. ولكن، لِمَ الربط هنا بين هذين الطيفين، السوريَيْن، وبين مفهوم " التشبيح "، سيء الذكر..؟ إنه سؤالٌ مَشروعٌ، سأجيبُ عليه بسؤال آخر وبلا مُداورة هذه المرّة. لأنني كنت، ولا فخر، أول من استخدم مصطلح " الشبّيحة الكرديّة "، في مقال لي ظهر بعد مضي فترة قصيرة على بدء الثورة؛ وهوَ " التشبيح الآبوجي ".على ذلك، فإنني جواباً على السؤال أتساءلُ بدَوري: " هل سمعتم، في المقابل، عن " شبّيحة درزيّة " أو " شبّيحة اسماعيليّة " أو " شبّيحة تركمانيّة " أو " شبّيحة شركسيّة " أو " شبّيحة أرمنيّة " أو " شبّيحة سريانيّة "..؟ وي آر فاميلي: إلا أن الخيبة، المَوْصوفة، عليها ألا تكون كاملة. يا سيدي، لدينا امرأة شبّيحة ومن الوزن الثقيل أيضاً. والمقصودُ، هوَ ثقلها من الناحية المعنويّة لا من ناحية الجسد أو الدّم. إنّ " س. ف " هذه، نعرفها كمُمثلةٍ ساحرة القدّ، خفيفة المَحْمَل، لا ريبَ في ذلك ولا برهان. لقد شكّلت عائلة نموذجيّة، فنياً واثنياً، بزواجها من ممثل ومخرج دمشقيّ من أصلٍ كرديّ؛ هيَ المنتمية للطائفة العلويّة، الكريمة. لقد أحببناها حقاً، كسوريّين، ودونما أن يستوقفنا أبداً أصلها وفصلها. إلى أن توقـــــــف تاريخنا عند مفصلٍ من الزمن، مُتحدّدٍ بالخامس عشر من آذار لعام 2011. إذاك، ظهرَت فنانتنا المَحبوبة لكي تصدمَ جمهورَها الكبير، حينما راحت تتبجّح على الملأ بتأييدها للسفاح؛ قاتل الأطفال. وقد بلغ استهتارها بمشاعر مواطنيها، المَصدومين من جريمة تعذيب وقتل الطفل " حمزة الخطيب "، حدَّ أن تدفع ابنها الصغير للغناء تأييداً لمجرمي الأمن، النازيين، الذين قتلوا سميَّهُ. ثمّ راحت ترطن في مسلسلاتها، مؤخراً، طالما أنها تذكّرت، على حين فجأة، أنها بالأصل من ريف الساحل، المتفرعن على أمرهِ.. أعني، المغلوب على أمره. من رأس إلى رأس: قرنا زوجِ " س. ف "، الفنانِ الكرديّ الأصل، كان عليهما أن ينتقلا إلى رأس رجل آخر من قوميّته نفسها. إنه " ص. م "، المسئول السياسيّ من الوزن الثقيل، مَقاماً وجسماً. لقد عادَ إلى الوطن من " جبل قنديل "، أين كان يُحارب الأتراك انطلاقاً من كردستان العراق، ومباشرة ً إثرَ اشتعال ثورة الحريّة والكرامة ليصبح لاحقاً نائب رئيس هيئة التنهيق.. أعني، هيئة التنسيق. لقد عادَ صاحبُنا، المناضلُ المعارض، لكي يقنع جماهيرَ المناطق الكرديّة، السوريّة، بأن تلك ليست ثورة الحريّة والكرامة بل هيَ " فورة الوهابيّة والعرعوريّة "ـ أيْ تماماً كما يَنعتها الإعلامُ التشبيحي. إنتقال القرون، إذن، جدَّ مع نقلة نوعيّة لفصيلٍ سياسيّ، كرديّ الهويّة أوجلانيّ الهوى، كان يَدّعي لأكثرَ من عقدٍ من الأعوام أنه الأكثرَ تعرّضاً لبطش النظام الأسديّ من بين جميع المعارضين. هذا الإدعاء، على علاته، فيه الكثير من الحقيقة إلى درجةٍ تجعلُ أصحابه يَستحقون فعلاً القرون المُزيّنة رؤوسهم. وبما أننا كنا في سيرة المسلسلات ونجومها، فها هيَ نبرَة الخطاب هنا ستتأثر بها: ويحكَ يا " ص. م "، يا ذا القرنين.. هل نسيت، سريعاً، ما حلّ بتنظيمكم من تنكيل على يدّ الأجهزة الأمنيّة، التي تخضعون اليومَ لأوامرها؟.. هل نسيت شهداء حزبكم، في المعتقلات، الأموات منهم والأحياء؟.. هل فقدت الذاكرة، حقاً، عندما كان بشار يُسلّم رفاقكم للأتراك وفق اتفاقيات أمنيّة ما زالت الى اليوم سارية المفعول.. وقبل ذلك، حينما سُلّمَ زعيمكم بذاته للأتراك من قبل أبيه، المقبور حافظ..؟ التشبيح على أصوله: في موقع الكترونيّ، سوريّ الهويّة علوشيّ الهوى، ينبري بعض كتاب الطائفة الكريمة للتشبيح السافر؛ هوَ الموقع، الذي يزعم صاحبُهُ أنه صوت الحقيقـــــة والعلمانية. أبرز هؤلاء الكتاب، " أ. ح "، خرجَ علينا مؤخراً بمقالةٍ مَسعورة، من حسناتها القليلة أنها تكشف العقليّة الحقيقيّة لأزلام نظام العروبة والمقاومة والممانعة. لقد توصلَ الكاتبُ، المُحلل، إلى سببيّة هذا العنف الجامح، الأقرب إلى العبث. وهذه أهم فقرة من المقال، منقولة من الذاكرة: " سببُ هذا العنف، المترافق مع ما يُسمّى بالثورة، هوَ فئتين من الشعب السوريّ: الأولى، هم العلويون الذين " تسننوا " بفعل الاضطهاد العثماني، وأعني بهم سنّة محافظات حوران ودير الزور وادلب بشكل خاص، كما شهدناه في مجزرة جسر الشغور بحق جنود وضباط جيشنا العربيّ السوريّ. أما الفئة الثانية، فهم التركمان المنتشرون في مدينة حمص وضواحيها وكذلك في اللاذقية وريفها ". المُدهش هنا، حتى أنني كذبت عينيّ لدى قراءة المقال، أن يَحشر كاتبه عائلتي " الأخرس " و " العطري "، الحمصيتين، ضمن أولئك التركمان المزعومين. ربما أن الكاتب، في تلبّسه بمسوح المعارض للنظام، أراد ايهام القراء بأنه غير معنيّ بكون " السيّدة الأولى " وخالها رئيس الوزراء الأسبق، هما على التوالي من تلك العائلتين الحمصيّتين، السنيتين. بيْدَ أن الأمر، في آخر المطاف، يتعلق بقيمة نسيبَيْ النظام الأسديّ هذين في نظر سَدَنة الطائفة الكريمة، أكثرَ منه استباقاً لاحتمال انشقاقهما عنه. فبما أن الكاتبَ، كما رأينا، لم يتورّع عن الزعم بكون سنة حوران ودير الزور وادلب من جذور علويّة، فكيف إذن سيرعوي في حشره عائلة حرم الرئيس، وخالها، في خانة المغضوبين عليهم ولا الضالين..؟ للحديث صلة.. [email protected]
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكاية شبّيح
-
لأجل من قامت الثورة..؟
-
ماردين؛ مِحَن الأسلاف
-
مازيداغ؛ مسالك الأسلاف
-
حلب؛ حلول الأسلاف
-
الحسكة؛ معسكر الأسلاف
-
قامشلو؛ ممرّ الأسلاف
-
عامودا؛ منفى الأسلاف
-
رأس العين؛ فردوس الأسلاف
-
أبو بكر وعلي و.. جورج
-
حلم الحاكم
-
خالد بكداش؛ طاغية بلا سلطة
-
ثيمة الانتقام في السينما الكلاسيكية
-
مرشح لجائزة شبيّحة بلا حدود
-
سليمو وباسطو وأوجلانوس
-
مشعل التمّو؛ شاهداً وشهيداً
-
حسن ومرقص: فيلم الفتنة الدينية
-
انتخبوا الدكتور عبد الباسط
-
تمصير الجريمة والعقاب، سينمائياً
-
من بَعدي فلتأكل النارُ الأرضَ
المزيد.....
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|